توقيت القاهرة المحلي 15:24:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يريد ترامب من سوريا؟

  مصر اليوم -

ماذا يريد ترامب من سوريا

بقلم ـ د. جمال زهران

فى الوقت الذى يواجه الرئيس الأمريكى المتغطرس (ترامب)، اتهامات رسمية قد تؤدى إلى عزله من منصبه مثلما حدث مع ريتشارد نيكسون، الذى عزل بعد عامين من توليه فى مطلع السبعينيات من القرن العشرين، فى نفس الوقت الذى يشهد تصريحات أمريكية رسمية على لسان ترامب ومساعديه، تنشرها صحف وتذيعها قنوات تليفزيونية أمريكية، بعضها قريب من الإدارة الأمريكية، بقرب حملة عسكرية لضرب سوريا وتدمير أهداف محددة، تؤيدها فى هذه التصريحات وزير الدفاع الفرنسي، بأنه ينتظر الإشارة بتنفيذ ذلك!, فإن السؤال حتمى الطرح، ماذا تريد إدارة ترامب من سوريا؟! فهل تريد إزاحة الرئيس السوري، بعد أن أصبح ذلك مستحيلاً على المستوى الواقعى فى ضوء انتصاراته العسكرية واسترداد ما يقرب من 95% من الأراضى السورية التى أصبحت تحت سيطرة الجيش السورى وفقًا لتصريح وزير الدفاع الروسى فى هذا الصدد وأيده الرئيس الروسى بوتين.

فى نفس الوقت الذى تراجعت أمريكا عن إزاحة الرئيس بشار الأسد، ومعها دول أوروبا وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا!

من الواضح أن الرئيس الأمريكى ترامب، يسعى لفعل خارجى فيما بين سوريا وإيران، يعوضه عن الخسائر الداخلية التى تعمل كلها ضد استمراره وقد تودى به.

وهنا فإنه يعيد تكرار مشهد كلينتون، عندما تعرض لضغوط داخلية لفضيحته المسماة (مونيكا)، فقام بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق وقت وجود صدام حسين، وضربة مماثلة للسودان، على خلفية وجود مصانع للكيماويات!! وكلنا نعلم أن كل ذلك لا أصل له، وأكاذيب تكشفت بعد ذلك.

تريد الإدارة أن تبعد أنظار الإعلام عنها، ليظل المشهد الخارجى هو المسيطر على ذهنية المواطنين الأمريكيين، فتتراجع الضغوط الداخلية! إلا أن صانع القرار الأمريكى الآن، يعانى لحظة ضعف تاريخية، تتمثل فيما يلي:

-الخسائر التى منيت بها أمريكا فى سوريا تباعًا، حيث تحررت منطقة الجنوب الشرقى (درعًا) وحتى حدود الجولان المحتل، وبسهولة غير متوقعة بعد أن تماسك الجيش الوطنى السورى واستعاد الزمام، والمبادرة.

- فشل الإعلام الأمريكى فى نشر صورة كاذبة لوجود كيماوى فى إدلب الشمال الغربي، لإعاقة تحريرها، وهو الأمر الذى يجرى الاستعداد للانتهاء من تحرير هذه المنطقة بشكل كامل.

- إثارة القلاقل للوجود الأمريكى فى الشمال الشرقى حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية كاملة، وذلك بإحداث انفجار كبير أودى بحياة أكثر من (60) أمريكيا، و (125) جريحا، الأمر الذى يشير إلى صعوبة استمرار الأمريكان فى هذه المنطقة وعلى غير إرادتهم طبعًا.

- اهتزاز العلاقات الأمريكية التركية، التى وصلت إلى حد الاتهامات المتبادلة بين أردوغان، وترامب، وفى المقابل تحسن وتطور العلاقات التركية الروسية بشكل غير مسبوق, وتزايد النفوذ الروسى فى المنطقة واتساع دوائر النفوذ إلى حد أن ترامب لم يعد قادرًا على المنافسة مع الروس فى هذه المجابهة التى قد تصل إلى حد المواجهة، وهو أمر مستبعد فى نطاق موازين القوى الدولية والإقليمية.

-هبوط سقف المواجهة الأمريكية مع إيران، إلى محاولة استبدال الحرب، بانحسار الوجود الإيرانى فى سوريا، ووجود حزب الله الذى يتصاعد نفوذه إقليميًا. فى نفس الوقت الذى يتزايد التلاحم الإستراتيجى بين إيران وسوريا ولبنان حزب الله، فى شراكة قد تستمر طويلاً بلا أفق زمني.

-فشل محاولة ترامب فرض صفقة القرن، وسط اعتراضات من بعض الدول العربية، وما استطاعه ترامب هو قطع المساعدات الأمريكية عن منظمة الأونروا، لمنع وصول المساعدات للفلسطينيين فى الخارج، ومحاولة ممارسة الضغوط على الفلسطينيين للتراجع عن رفض صفقة القرن، وسط استهجان شديد عربيًا ودوليًا.

فى ضوء كل هذه الهزائم المتتالية للرئيس الأمريكى المتغطرس ترامب، فإن التساؤل مازال قائمًا، ماذا يريد ترامب من سوريا؟, كل الاحتمالات تشير إلى ضرورة الاستسلام الأمريكى أمام المشهد السوري، حيث استمرت الدولة السورية, جيشًا، وشعبًا، وكان من نتاجه التمكن من استعادة السيطرة الرسمية للدولة على أكثر من 95% من إجمالى الأراضي. وأخيرًا ترامب يحاول كالغريق، أن يتمسك بـ «قشاية» قد تمكنه من الإنقاذ، إلا أن الوقت قد فات، وآن لترامب الرحيل من سوريا.

نقلاً عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد ترامب من سوريا ماذا يريد ترامب من سوريا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon