توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يريد ترامب من سوريا؟

  مصر اليوم -

ماذا يريد ترامب من سوريا

بقلم ـ د. جمال زهران

فى الوقت الذى يواجه الرئيس الأمريكى المتغطرس (ترامب)، اتهامات رسمية قد تؤدى إلى عزله من منصبه مثلما حدث مع ريتشارد نيكسون، الذى عزل بعد عامين من توليه فى مطلع السبعينيات من القرن العشرين، فى نفس الوقت الذى يشهد تصريحات أمريكية رسمية على لسان ترامب ومساعديه، تنشرها صحف وتذيعها قنوات تليفزيونية أمريكية، بعضها قريب من الإدارة الأمريكية، بقرب حملة عسكرية لضرب سوريا وتدمير أهداف محددة، تؤيدها فى هذه التصريحات وزير الدفاع الفرنسي، بأنه ينتظر الإشارة بتنفيذ ذلك!, فإن السؤال حتمى الطرح، ماذا تريد إدارة ترامب من سوريا؟! فهل تريد إزاحة الرئيس السوري، بعد أن أصبح ذلك مستحيلاً على المستوى الواقعى فى ضوء انتصاراته العسكرية واسترداد ما يقرب من 95% من الأراضى السورية التى أصبحت تحت سيطرة الجيش السورى وفقًا لتصريح وزير الدفاع الروسى فى هذا الصدد وأيده الرئيس الروسى بوتين.

فى نفس الوقت الذى تراجعت أمريكا عن إزاحة الرئيس بشار الأسد، ومعها دول أوروبا وفى مقدمتها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا!

من الواضح أن الرئيس الأمريكى ترامب، يسعى لفعل خارجى فيما بين سوريا وإيران، يعوضه عن الخسائر الداخلية التى تعمل كلها ضد استمراره وقد تودى به.

وهنا فإنه يعيد تكرار مشهد كلينتون، عندما تعرض لضغوط داخلية لفضيحته المسماة (مونيكا)، فقام بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق وقت وجود صدام حسين، وضربة مماثلة للسودان، على خلفية وجود مصانع للكيماويات!! وكلنا نعلم أن كل ذلك لا أصل له، وأكاذيب تكشفت بعد ذلك.

تريد الإدارة أن تبعد أنظار الإعلام عنها، ليظل المشهد الخارجى هو المسيطر على ذهنية المواطنين الأمريكيين، فتتراجع الضغوط الداخلية! إلا أن صانع القرار الأمريكى الآن، يعانى لحظة ضعف تاريخية، تتمثل فيما يلي:

-الخسائر التى منيت بها أمريكا فى سوريا تباعًا، حيث تحررت منطقة الجنوب الشرقى (درعًا) وحتى حدود الجولان المحتل، وبسهولة غير متوقعة بعد أن تماسك الجيش الوطنى السورى واستعاد الزمام، والمبادرة.

- فشل الإعلام الأمريكى فى نشر صورة كاذبة لوجود كيماوى فى إدلب الشمال الغربي، لإعاقة تحريرها، وهو الأمر الذى يجرى الاستعداد للانتهاء من تحرير هذه المنطقة بشكل كامل.

- إثارة القلاقل للوجود الأمريكى فى الشمال الشرقى حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية كاملة، وذلك بإحداث انفجار كبير أودى بحياة أكثر من (60) أمريكيا، و (125) جريحا، الأمر الذى يشير إلى صعوبة استمرار الأمريكان فى هذه المنطقة وعلى غير إرادتهم طبعًا.

- اهتزاز العلاقات الأمريكية التركية، التى وصلت إلى حد الاتهامات المتبادلة بين أردوغان، وترامب، وفى المقابل تحسن وتطور العلاقات التركية الروسية بشكل غير مسبوق, وتزايد النفوذ الروسى فى المنطقة واتساع دوائر النفوذ إلى حد أن ترامب لم يعد قادرًا على المنافسة مع الروس فى هذه المجابهة التى قد تصل إلى حد المواجهة، وهو أمر مستبعد فى نطاق موازين القوى الدولية والإقليمية.

-هبوط سقف المواجهة الأمريكية مع إيران، إلى محاولة استبدال الحرب، بانحسار الوجود الإيرانى فى سوريا، ووجود حزب الله الذى يتصاعد نفوذه إقليميًا. فى نفس الوقت الذى يتزايد التلاحم الإستراتيجى بين إيران وسوريا ولبنان حزب الله، فى شراكة قد تستمر طويلاً بلا أفق زمني.

-فشل محاولة ترامب فرض صفقة القرن، وسط اعتراضات من بعض الدول العربية، وما استطاعه ترامب هو قطع المساعدات الأمريكية عن منظمة الأونروا، لمنع وصول المساعدات للفلسطينيين فى الخارج، ومحاولة ممارسة الضغوط على الفلسطينيين للتراجع عن رفض صفقة القرن، وسط استهجان شديد عربيًا ودوليًا.

فى ضوء كل هذه الهزائم المتتالية للرئيس الأمريكى المتغطرس ترامب، فإن التساؤل مازال قائمًا، ماذا يريد ترامب من سوريا؟, كل الاحتمالات تشير إلى ضرورة الاستسلام الأمريكى أمام المشهد السوري، حيث استمرت الدولة السورية, جيشًا، وشعبًا، وكان من نتاجه التمكن من استعادة السيطرة الرسمية للدولة على أكثر من 95% من إجمالى الأراضي. وأخيرًا ترامب يحاول كالغريق، أن يتمسك بـ «قشاية» قد تمكنه من الإنقاذ، إلا أن الوقت قد فات، وآن لترامب الرحيل من سوريا.

نقلاً عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد ترامب من سوريا ماذا يريد ترامب من سوريا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon