توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الناتو العربى».. والأفول الأمريكى

  مصر اليوم -

«الناتو العربى» والأفول الأمريكى

بقلم ـ د. جمال زهران

تداول الكثير من المحللين والمروجين للمصطلحات والأفكار، مصطلحا جديدا هو: الناتو العربي. وحسبما نشر، فإن الناتو يشير إلى اختصار حلف دول شمال الأطلسي، وهو حلف عسكرى أنشئ عام 1949م، ويضم دول أوروبا وبعض الدول خارج أوروبا انضمت له حديثًا ومؤخرًا، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية التى تمول الحلف بنسبة كبيرة، وكذلك كندا، حاول أن يخفضها الرئيس ترامب مؤخرًا وكاد يعصف بالحلف.

وقد استقر مصطلح حلف الناتو متداولاً فى وسائل الإعلام والمحللين.

كما أن الهدف الرئيسى عند إنشاء الحلف، هو مواجهة المد للقطب الشرقى (الاتحاد السوفيتي) بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكن أداة الحلف هو الأداة العسكرية أساسًا.

وعندما يمرر المحللون السياسيون والعسكريون، ذات التوجهات الأمريكية دعمًا لسياسات ترامب وتوجهاته فى المنطقة، مصطلح الناتو العربي، فهم يقصدون تكوين حلف ذات طبيعة عسكرية من عدة دول عربية فى مواجهة هدف معين، أو عدو سياسى معين، تحفز الولايات المتحدة التوجه والحشد ضده.

وفى هذا المقام، فإن العدو السياسى الأول لترامب، الآن، هو دولة إيران، وبالتالي، فإنه يسعى إلى مواجهة عربية ضد إيران، فى إطار استمرار سياسات الفتنة السياسية (شيعة سُنة)، وتظل إسرائيل هى المهيمنة على المنطقة بالأصالة وبالوكالة، تنفيذًا للمشروع الأمريكى الصهيونى الاستعماري. وبالمتابعة لم يصدر أى تصريح رسمى من مصر ودول الخليج، تجاه هذا الحلف المسمى بالناتو العربي.

والسؤال هنا لماذا هذا الترويج فى هذا الوقت بالذات؟ وما هى أهدافه؟ فالترويج الأمريكى لهذا الحلف، عبر تصريحات رسمية وغير رسمية، الهدف منه إحراج الدول العربية، لمحاصرتها لعدم الرفض، أو إلزامها بالصمت فى ضوء ضغوط يمكن ممارستها على هذه الدول .

إلا أن الموقف المصرى الرسمي، وقد تكرر أكثر من مرة، يتضمن رفض الدخول فى مواجهات عسكرية، ومن ثم أستطيع أن أخلص إلى عدم قبول، أو موافقة مصر على هذا الحلف ذات الطبيعة العسكرية.

وقد يقول البعض إن مصر سبق أن دخلت فى تحالفات إقليمية، مثل التحالف العربى فى اليمن، والتحالف الدولى ضد الإرهاب. والرد على ذلك: أن مصر لم تتدخل عسكريًا فى اليمن (بريًا أو جويًا).

إلا أن مصر قبلت الاشتراك فى هذا التحالف، على خلفية حماية مصالحها فى باب المندب لعدم التأثير على حركة المرور والتجارة فى قناة السويس، وهى أهم شريان فى العالم، وتدر عائدًا اقتصاديًا يصل إلى (5) مليارات دولار فى السنة.

إذن لماذا تغامر مصر، بالدخول فى تحالف، يؤثر على أمنها القومى سلبًا؟ وقد يكون من مصلحة دول فى المنطقة تشكيل مثل هذا الحلف، وان كانت التصريحات الرسمية وغير الرسمية، لا تشير إلى تفضيل خيار الحرب فى المنطقة لآثارها الكارثية (نموذج الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت (8) سنوات (1980 - 1988)، ونموذج الغزو العراقى للكويت ( 2 أغسطس 1990-16 يناير 1991م)، والغزو الأمريكى للعراق وتدميره (مارس 2003)، ومازالت لهذه الحروب آثارها المفزعة حتى الآن. حيث تخرج الولايات المتحدة وقد كسبت كل شيء، بينما يخرج العرب وقد حصدوا الصفر والدمار!.

إذن ما هى الأهداف الحقيقية من وراء ذلك الترويج الأمريكى لهذا الحلف؟ لعل الأهداف الحقيقية هي: إشغال العرب بصراع عربى إيراني، يلهيهم عن إسرائيل، لتظل إسرائيل هى المهيمنة والسعى نحو تدمير إيران، وإعاقة مشروعاتها النووية والعسكرية الاستراتيجية.

والسعى نحو تنفيذ صفقة القرن بالإجبار والقوة على جميع الأطراف العربية وإيران، بعد إضعافهم، لتظل إسرائيل هى القوة المهيمنة على المنطقة، وملء فراغ أو تعويض أمريكا عن انسحابها الدولي.

وتفادى دخول أمريكا فى حروب جديدة، وتكليف الوكلاء بالدخول لتحقيق مصالح أمريكية صهيونية، وتفادى بالتالى الأفول الأمريكى عالميًا. ولا يمكن تجاهل تصريح ترامب، بضرورة استعادة المليارات التى صرفتها فى الحروب السابقة.

وتفادى المبادرة الصهيونية بالقيام بالحرب على إيران، تفاديًا لتعاطف عربى وإسلامي، قد لا يحمد عقباه، وتظهر الحرب على أنها حلف سنى ضد دولة شيعية، أو حرب عربية إسلامية. وختامًا: ليس كل ما يروج له، يمكن تنفيذه، فالفشل نصيبه، ولعل فى حلف الناتو العربى أو صفقة القرن خير مثال، كما أن العصر الذى نعيشه الآن هو عصر الأفول الأمريكي، لمن يريد أن يعى ما يحدث.

نقلاً عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الناتو العربى» والأفول الأمريكى «الناتو العربى» والأفول الأمريكى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon