توقيت القاهرة المحلي 10:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أساطير الصهيونية العشر: نزع ملكية فلسطين

  مصر اليوم -

أساطير الصهيونية العشر نزع ملكية فلسطين

بقلم : ليلى حافظ

هل رحل الفلسطينيون طواعية؟ هل رحلوا لأن الحكومات العربية طلبت منهم ذلك فى عام 1948 حتى تتمكن الجيوش العربية الدخول الى فلسطين؟ تلك كانت إحدى الاكاذيب العشر التى تروجها اسرائيل حتى تبرر احتلالها الأرض؛ وفى كتابه أساطير الصهيونية العشر، قال المؤرخ الاسرائيلى إيلان بابيه إن الوسيلة الوحيدة أمام الحكومة الاسرائيلية لاستبعاد خطة السلام المقدمة من الأمم المتحدة فى ذلك الحين، كان الزعم بأن الفلسطينيين غادروا الوطن طواعية.

لقد كانت التوراة بالنسبة للحركة الصهيونية الدافع والمبرر الأساسى للاستيطان فى فلسطين. ولكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للقادة الصهاينة؛ إذ كان يجب عليهم احتلال أرض يعيش عليها شعب آخر، وهو ما يتطلب وضع سياسة منظمة ومنهجية للاستيطان، ونزع ملكية تلك الارض، والشروع فى عملية التطهير العرقى. ومن أجل تحقيق ذلك كان يجب تصوير نزع ملكية فلسطين كتحقيق لخطة إلهية من أجل حشد تأييد مسيحى عالمى وراء المشروع الصهيونى.

أكد المؤرخ الاسرائيلى إيلان بابيه فى كتابه، أن كل مستوطن يهودى كان يدرك تماما أن أرض فلسطين هى أرض عربية، وأن عليه العمل جنبا الى جنب مع الفلسطينى فى المزارع وفى المصانع، وكان يدرك أيضا أن هؤلاء الفلسطينيين هم الذين استقبلوهم وساعدوهم فى الاستقرار فى بلادهم؛ لذلك، ولتحقيق المشروع.

بدأت عمليات بناء المستوطنات اليهودية فى الاراضى الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى عام 1967، حين قامت الحركات الدينية المتطرفة اليهودية ببناء مستوطناتهم فى كل مكان فى الأراضى التى احتلتها اسرائيل فى حرب 1967، سواء بموافقة او بدون موافقة الحكومة. وقاموا بخلق جزر من الحياة اليهودية داخل الاراضى الفلسطينية، ثم بدأوا يتصرفون وكأنهم يملكون كل تلك الأراضى؛ التى استولوا عليها قهرا، فاقتلعوا أشجار الزيتون، وأضرموا النيران فى الحقول الفلسطينية، وكل ذلك تحت مبرر أنهم ينفذون المهمة الإلهية للاستيطان فى أرض اسرائيل. وأشاعت المنظمات والحكومات الاسرائيلية بأن المساحة الجغرافية التى طالبت بها كانت بهدف إنقاذ اليهود المضطهدين، ولكن الحقيقة كانت رغبة منها فى الاستيلاء على أكبر جزء ممكن من فلسطين، مع أقل عدد واقعى من السكان العرب، أو نزع ملكية الوطن من السكان الاصليين.

وبما أن مغادرة الارض طواعية كان يعد أمرا مستحيلا، فإن ترحيل الفلسطينيين قسرا بات هو المهمة الأساسية للمنظمات والمستوطنات اليهودية. لذا عندما اقترح البريطانيون ترحيل الفلسطينيين داخل فلسطين اعترض قادة الصهاينة وقال بيرل كاتزنيلسون، أحد كبار المنظرين الصهاينة، أن ذلك سيعنى ترحيلهم الى نابلس. وأضاف أنه يرى ان مستقبلهم يكمن فى سوريا والعراق. ساند بن جوريون كاتزنيلسون فى ضرورة ترحيل قسرى للفلسطينيين، وبعد 70 عاما من إنشاء الدولة الإسرائيلية، وحتى اليوم فى 2018، مازالت تلك الفكرة قائمة ومقبولة من غالبية الشعب الاسرائيلى. من أجل تنفيذ عملية نزع ملكية فلسطين تفاوتت الحلول ما بين القتل الجماعى والتطهير العرقى، ووضع نظام قمعى ينفى عن السكان الاصليين أى حقوق. وأضاف إيلان بابيه حلا آخر، وهو منطق تجريد السكان الأصليين من إنسانيتهم.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساطير الصهيونية العشر نزع ملكية فلسطين أساطير الصهيونية العشر نزع ملكية فلسطين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon