توقيت القاهرة المحلي 10:46:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلول مصرية للمشكلات المصرية

  مصر اليوم -

حلول مصرية للمشكلات المصرية

بقلم : ليلى حافظ

فشلت معظم الحلول التى استوردناها من الخارج، لأن ما نجح فى الخارج ليس بالضرورة يجد نفس النتيجة فى مصر؛ فالظروف التاريخية والجغرافية تختلف، وبالتالى الشخصية تختلف والمشكلات أيضا تختلف؛ ولذلك عندما جاء الدكتور جابر نصار رئيسا لجامعة القاهرة عام 2013، نجح لأنه لم يستورد أفكارا من الخارج بل نظر حوله وتفهم الأوضاع والمشكلات التى تميز منطقة عمله، واتخذ حلولا تناسب هذه الأوضاع.

فى لقاء مع رئيس جامعة القاهرة السابق نظمته لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الانسان التابعة للمركز الأعلى للثقافة، تحدث الدكتور جابر نصار عن تجربته رئيسا للجامعة والتى استمرت أربع سنوات من 2013 حتى 2017، قام خلالها بنقل الجامعة نقلة حضارية يمكن تقييمها بمائة عام من العمل الشاق؛ وعندما ترك الجامعة تركها مختارا بالرغم من أنه لم يكن هناك منافسون له. هذه التجربة نجحت لأن الدكتور جابر نصار استند فيها على ثلاثة عناصر مهمة: الأول هو فهم المشكلة التى يواجهها فى الحرم الجامعي. والمشكلة كانت تتلخص فى تزايد التطرف الدينى بين الطلبة وانتشار التوتر بينهم؛ وأدرك الدكتور جابر أن الجامعة محاطة بأحياء فقيرة ينتشر فيها التطرف، لذلك كان من الطبيعى أن ينعكس هذا الوضع داخل الحرم الجامعي، بل وفى مساكن الطلبة. كما أدرك رئيس الجامعة أن هذا الوضع يزيد من حدة التوتر والاضطراب فى الداخل؛ ولكنه أدرك أيضا أن الحل لمواجهة هذا التوتر ليس أمنيا، ولكن عليه أن يبحث فى مكان آخر عن الحل الأمثل. ثانيا، استند الدكتور جابر فى تجربته على اتخاذ القرارات مهما تكن صعبة، وتطبيقها. فكان أن اتخذ قرارا بعدم دخول الأمن الحرم الجامعى لأى سبب كان، والاعتماد على الأمن الجامعى فقط. وطبق القرار. واتخذ قرارا بمنع الاساتذة السيدات والطبيبات من ارتداء النقاب، وطبق القرار. واتخذ قرارا بأن يملأ عقول الطلبة بالفن والموسيقى، بدلا من أن يبحثوا لملئها بالأفكار المتطرفة.

وثالثا، استند الدكتور جابر على الدأب والصبر، كان يدرك أنه لن يحصل على النتائج المرجوة فى أيام ولا شهور، ولم يتراجع أمام الانتقادات العنيفة ولا الهجوم ضده، بل تمسك بموقفه السليم قانونيا، وجاءت النتيجة بعد أربع سنوات فقط لتؤكد نجاح التجربة، بل لتؤكد أنها تستحق السرد والتوثيق لتكون مرجعا لكل رئيس عمل فى المجالات الأخرى، فقد انحسر التطرف بنسبة كبيرة، وخفتت حدة التوتر، لأن الطلبة أدركوا أن هناك من يتفهم مشكلاتهم، ويحترم فكرهم، ويثق فى قدراتهم.

نقلاً عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول مصرية للمشكلات المصرية حلول مصرية للمشكلات المصرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon