توقيت القاهرة المحلي 10:46:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النفايات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية

  مصر اليوم -

النفايات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية

بقلم : ليلى حافظ

  فى تحد سافر للقوانين والأعراف الدولية ارتكبت إسرائيل جريمة خطيرة أخرى فى سياستها للقضاء على الشعب الفلسطيني؛ ففى تقرير صدر عن مركز «بتسليم» الإسرائيلي، (مركز المعلومات الاسرائيلى لحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة لأجل إنهاء الاحتلال) كشف أن اسرائيل تقوم بتحويل الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية الى مقلب لنفاياتها اليومية والصناعية، وتلك بشكل خاص ما تعتبر الأكثر خطورة على الإنسان وعلى البيئة.

كشف التقرير الذى صدر بعنوان «صنع فى البلاد: استغلال أراض فلسطينية لمعالجة نفايات إسرائيلية»، صدر فى اسرائيل فى العام الماضي، وترجم الى الانجليزية قبل شهر واحد- أن الدولة المتقدمة والتى مثل كل الدول المتقدمة، تزيد فيها نسبة الاستهلاك الصناعى والطاقة، وضعت نظاما خاصا بها لمعالجة النفايات التى تستخرجها على أرضها. وجزء كبير من هذا النظام موجود خارج الحدود السيادية لدولة إسرائيل، وداخل الحدود السيادية لدولة أخرى هى فلسطين فى الضفة الغربية. هذا النظام يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية لعدة اسباب: أولا لأن إسرائيل تستغل وضعها كدولة احتلال لوضع قوانين أقل تشددا لحماية البيئة فى المناطق الصناعية الواقعة ضمن المستوطنات المقامة فى الاراضى المحتلة عنها فى داخل إسرائيل؛ ففى حين تخضع المصانع المنتجة للمواد الملوثة داخل اسرائيل لقوانين متشددة لمنع تلوث المناخ، تعمل المصانع داخل المستوطنات بلا قيود، ولا تطالب بتقديم تقارير عن كمية النفايات التى يتم معالجتها فيها، ولا عن الأخطار الناجمة عن عملها وطرق تفادى تلك الأخطار.

وثانيا، أن إسرائيل منحت تلك المستوطنات حوافز اقتصادية مقابل استقبال النفايات من الاراضى الاسرائيلية، مثل امتيازات ضريبية ودعم حكومي. مما يجعل إقامة معامل معالجة النفايات فى الاراضى المحتلة أكثرمنفعة من إقامتها داخل الاراضى الاسرائيلية.

وثالثا، لأن إسرائيل أقامت 15 منشأة تعمل فى معالجة النفايات، منها ست منشآت تعمل على معالجة النفايات الخطيرة مثل نفايات طبية ملوثة، وزيوت مستعملة، ومعادن وبطاريات مستعملة، ومواد ناتجة عن صناعة الإلكترونيات، وحمأة المجاري. ويشير التقرير الذى أصدرته المنظمة الاسرائيلية «بتسليم» الى أن اسرائيل حققت من خلال هذه السياسة هدفين، فقد رفعت كمية النفايات التى تعالجها، وفى نفس الوقت عملت على تحويل المخاطر والملوثات الى الاراضى والشعب الفلسطيني. وذلك ما يعتبر فى الأعراف الدولية، جريمة خطيرة؛ لان إن كانت القوانين الدولية تحرم نقل النفايات من دولة ذات سيادة الى اراضى دولة أخرى ذات سيادة، فإن نقل النفايات الى أراضى دولة تحت الاحتلال، يعتبر جريمة أخطر؛ لأن شعب الدولة المحتلة ليس فى مقدوره معارضة قرار سلطة الاحتلال.

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفايات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية النفايات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon