توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى

  مصر اليوم -

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى

بقلم : محمد زهران

عندما أقابل شخصا لأول مرة ويسألنى عن تخصصى وأخبره أننى متخصص فى تصميم الحاسبات فإنه يبدأ بسؤالى عن الذكاء الاصطناعى، طبعا إذا تغاضينا عن الأسئلة من نوعية «أريد شراء لابتوب بماذا تنصحنى؟». أى إن الشخص افترض أننى طالما لى علاقة بالكمبيوتر فلابد أننى أعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى، لماذا؟ لأن الذكاء الاصطناعى أصبح «موضة» العالم هذه الأيام والاهتمام به فى الجامعات والشركات، بل والمدارس أصبح كبيرا إذا فكل متخصص فى الكمبيوتر، بل وفى أى تخصص يقترب ولو من بعيد من الكمبيوتر مثل الالكترونيات والاتصالات لابد أن يكون متخصصا فى الذكاء الاصطناعى. فى مقالنا اليوم نود أن نناقش أمر الموضة العلمية والتكنولوجية ومتى نسير وراءها ومتى لا نسير.
الموضة هى انتشار شىء ما فى أماكن كثيرة من العالم حتى أنك تشعر بالتخلف إذا لم تسر وراءه، هذا التعريف خطير لأنه قد يجعلك تختار شيئا غير مناسب لك تدفع تكلفته لكن لا تستفيد منه شيئا أو تكون الاستفادة أقل كثيرا من التكلفة. الأمر طبعا مختلف عندما نتكلم عن التكنولوجيا وليس الأزياء مثلا، تكلمنا فى مقال سابق عن الظروف التى تجعل استخدام أحدث تكنولوجيا شيئا مهما والظروف التى تحتم العكس، الأمر فى الذكاء الاصطناعى مختلف لأن هذه التكنولوجيا لها استخدامات عدة بعضها قد نحتاجه الآن وبعضه نستطيع العيش بدونه لفترة والثالث قد لا نحتاجه أبدا، كيف نعرف الفرق؟
حتى نعرف ما يجب أن نفعله يجب أن نختار الخبير المناسب للإجابة عن الأسئلة التى نريدها، بالنسبة للتكنولوجيا أو العلوم التطبيقية وما يتفرع منها من تكنولوجيات عندنا ثلاثة أنواع من الخبراء. النوع الأول هو الخبير الأكاديمى وهو من يعرف نظريات هذا العلم أو هذه التكنولوجيا وكيف جاءت وما هو مستقبلها إلخ، النوع الثانى هو الخبير بتطبيق هذه التكنولوجيا فى مختلف مجالات الحياة، أما الخبير الثالث فهو من يعرف تأثير تطبيق هذه التكنولوجيا على الناس والاقتصاد وباقى مناحى الحياة. مثلا هناك الخبير فى نظريات الذكاء الاصطناعى وأنواع الشبكة العصبية وطرق تعليم الآلة (machine learning) وما شابه، وهناك من يستخدم ذلك فى قطاع الصحة والأمن والتخطيط إلخ، وهناك من يدرس أثر استخدام ذلك على معدلات البطالة واقتصاد الدولة وحياة الناس. طبعا قد تجد الخبير فى أكثر من مجال لكن من المهم جدا أن نعرف الخبرة التى نريدها قبل أن نختار خبيرا لنسأله. مثلا لا تختر متخصصا فى علوم الكمبيوتر وكفى لأنه قد لا يكون خبيرا فى الذكاء الاصطناعى لكن فى فرع آخر من فروع هندسة وعلوم الكمبيوتر، قد تقول «لكنه أكيد يعرف الذكاء الاصطناعى»، هذا صحيح لكن لا تنس أننا نتحدث عن خبير وليس مجرد شخص يعرف شيئا عن الذكاء الاصطناعى، أيضا لا تختر خبيرا تبعا لمنصبه الإدارى لأن رئيس قسم أو عميد كلية أو رئيس جامعة لا يعنى أبدا أنه أكثر خبرة من الأساتذة فى القسم، بل قد يعنى فى الغالب العكس لأنه اختار طريق الإدارة والتى تترك له وقتا أقل للبحث العلمى. أما وقد عرفنا ما نحتاجه فى الذكاء الاصطناعى عندنا وأتينا بالخبراء فهل نركز كل جهود أقسام علوم الحاسب وهندسة الحاسبات فى الذكاء الاصطناعى؟ سيكون هذا خطأ قاتلا.
ما لا يصح الواجب إلا به فهو واجب، لو سلمنا أننا نحتاج بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعى عندنا فى مصر فماذا نحتاج بالضبط؟ سنحتاج كوادر خبيرة فى نظريات الذكاء الاصطناعى وعلى الأخص تعليم الآلة بتفريعاتها وكوادر خبيرة فى استخدام وتطبيق تلك النظريات فى المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر وكوادر خبيرة فى دراسة التأثير الاقتصادى والاجتماعى لهذه التطبيقات، هذا كله مهم لكنه لا يكفى. سنحتاج كوادر خبيرة فى تصميم الحاسبات سواء الصغيرة أو فائقة السرعة لمعرفة أفضل الحاسبات لكل تطبيق وسنحتاج خبراء فى أمن المعلومات لضمان الاستخدام الأمثل للمعلومات التى ستستخدم فى تعليم الآلة إلخ وسنحتاج خبراء لتجميع وتنقيح المعلومات التى ستستخدم فى تعليم الآلة حيث إننا فى عصر المعلومات الغفيرة ويجب أن ننقح المعلومات قبل استخدامها. إذا لا يجب التركيز فقط على نوع واحد من المعارف لأن الانتقال من النظرية إلى التطبيق يحتاج جيشا من الخبراء فى مجالات عدة قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن التخصص الأساسى وهى ليست كذلك.
لكل تكنولوجيا جديدة يجب أن نعرف ما نحتاجه منها وأن نعرف المجالات التى نحتاجها لخدمة هذا المجال ونستعين بالخبراء المناسبين لكل فرع نحتاجه ونحن فى مصر عندنا خبراء فى مختلف المجالات وبمستويات عالمية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon