توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى

  مصر اليوم -

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى

بقلم : محمد زهران

عندما أقابل شخصا لأول مرة ويسألنى عن تخصصى وأخبره أننى متخصص فى تصميم الحاسبات فإنه يبدأ بسؤالى عن الذكاء الاصطناعى، طبعا إذا تغاضينا عن الأسئلة من نوعية «أريد شراء لابتوب بماذا تنصحنى؟». أى إن الشخص افترض أننى طالما لى علاقة بالكمبيوتر فلابد أننى أعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى، لماذا؟ لأن الذكاء الاصطناعى أصبح «موضة» العالم هذه الأيام والاهتمام به فى الجامعات والشركات، بل والمدارس أصبح كبيرا إذا فكل متخصص فى الكمبيوتر، بل وفى أى تخصص يقترب ولو من بعيد من الكمبيوتر مثل الالكترونيات والاتصالات لابد أن يكون متخصصا فى الذكاء الاصطناعى. فى مقالنا اليوم نود أن نناقش أمر الموضة العلمية والتكنولوجية ومتى نسير وراءها ومتى لا نسير.
الموضة هى انتشار شىء ما فى أماكن كثيرة من العالم حتى أنك تشعر بالتخلف إذا لم تسر وراءه، هذا التعريف خطير لأنه قد يجعلك تختار شيئا غير مناسب لك تدفع تكلفته لكن لا تستفيد منه شيئا أو تكون الاستفادة أقل كثيرا من التكلفة. الأمر طبعا مختلف عندما نتكلم عن التكنولوجيا وليس الأزياء مثلا، تكلمنا فى مقال سابق عن الظروف التى تجعل استخدام أحدث تكنولوجيا شيئا مهما والظروف التى تحتم العكس، الأمر فى الذكاء الاصطناعى مختلف لأن هذه التكنولوجيا لها استخدامات عدة بعضها قد نحتاجه الآن وبعضه نستطيع العيش بدونه لفترة والثالث قد لا نحتاجه أبدا، كيف نعرف الفرق؟
حتى نعرف ما يجب أن نفعله يجب أن نختار الخبير المناسب للإجابة عن الأسئلة التى نريدها، بالنسبة للتكنولوجيا أو العلوم التطبيقية وما يتفرع منها من تكنولوجيات عندنا ثلاثة أنواع من الخبراء. النوع الأول هو الخبير الأكاديمى وهو من يعرف نظريات هذا العلم أو هذه التكنولوجيا وكيف جاءت وما هو مستقبلها إلخ، النوع الثانى هو الخبير بتطبيق هذه التكنولوجيا فى مختلف مجالات الحياة، أما الخبير الثالث فهو من يعرف تأثير تطبيق هذه التكنولوجيا على الناس والاقتصاد وباقى مناحى الحياة. مثلا هناك الخبير فى نظريات الذكاء الاصطناعى وأنواع الشبكة العصبية وطرق تعليم الآلة (machine learning) وما شابه، وهناك من يستخدم ذلك فى قطاع الصحة والأمن والتخطيط إلخ، وهناك من يدرس أثر استخدام ذلك على معدلات البطالة واقتصاد الدولة وحياة الناس. طبعا قد تجد الخبير فى أكثر من مجال لكن من المهم جدا أن نعرف الخبرة التى نريدها قبل أن نختار خبيرا لنسأله. مثلا لا تختر متخصصا فى علوم الكمبيوتر وكفى لأنه قد لا يكون خبيرا فى الذكاء الاصطناعى لكن فى فرع آخر من فروع هندسة وعلوم الكمبيوتر، قد تقول «لكنه أكيد يعرف الذكاء الاصطناعى»، هذا صحيح لكن لا تنس أننا نتحدث عن خبير وليس مجرد شخص يعرف شيئا عن الذكاء الاصطناعى، أيضا لا تختر خبيرا تبعا لمنصبه الإدارى لأن رئيس قسم أو عميد كلية أو رئيس جامعة لا يعنى أبدا أنه أكثر خبرة من الأساتذة فى القسم، بل قد يعنى فى الغالب العكس لأنه اختار طريق الإدارة والتى تترك له وقتا أقل للبحث العلمى. أما وقد عرفنا ما نحتاجه فى الذكاء الاصطناعى عندنا وأتينا بالخبراء فهل نركز كل جهود أقسام علوم الحاسب وهندسة الحاسبات فى الذكاء الاصطناعى؟ سيكون هذا خطأ قاتلا.
ما لا يصح الواجب إلا به فهو واجب، لو سلمنا أننا نحتاج بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعى عندنا فى مصر فماذا نحتاج بالضبط؟ سنحتاج كوادر خبيرة فى نظريات الذكاء الاصطناعى وعلى الأخص تعليم الآلة بتفريعاتها وكوادر خبيرة فى استخدام وتطبيق تلك النظريات فى المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لمصر وكوادر خبيرة فى دراسة التأثير الاقتصادى والاجتماعى لهذه التطبيقات، هذا كله مهم لكنه لا يكفى. سنحتاج كوادر خبيرة فى تصميم الحاسبات سواء الصغيرة أو فائقة السرعة لمعرفة أفضل الحاسبات لكل تطبيق وسنحتاج خبراء فى أمن المعلومات لضمان الاستخدام الأمثل للمعلومات التى ستستخدم فى تعليم الآلة إلخ وسنحتاج خبراء لتجميع وتنقيح المعلومات التى ستستخدم فى تعليم الآلة حيث إننا فى عصر المعلومات الغفيرة ويجب أن ننقح المعلومات قبل استخدامها. إذا لا يجب التركيز فقط على نوع واحد من المعارف لأن الانتقال من النظرية إلى التطبيق يحتاج جيشا من الخبراء فى مجالات عدة قد تبدو للوهلة الأولى بعيدة عن التخصص الأساسى وهى ليست كذلك.
لكل تكنولوجيا جديدة يجب أن نعرف ما نحتاجه منها وأن نعرف المجالات التى نحتاجها لخدمة هذا المجال ونستعين بالخبراء المناسبين لكل فرع نحتاجه ونحن فى مصر عندنا خبراء فى مختلف المجالات وبمستويات عالمية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى أكيد أنت متخصص فى الذكاء الاصطناعى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon