توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة بيئية يجب تداركها

  مصر اليوم -

مشكلة بيئية يجب تداركها

بقلم : محمد زهران

فى الأسبوع الماضى ذهبت مع العائلة إلى إحدى قرى الساحل لعدة أيام وبدأت ألاحظ شيئا قد اعتدناه لذلك كان لا يثير أى انتباه، الذى جعلنى أنتبه له هو اقتراب موعد مؤتمر التغير المناخى (COP27) والاستعدادات المكثفة له والكم الكبير من اللقاءات والبرامج التليفزيونية والمقالات التى تتحدث عن البيئة وتلوثها وتأثير ذلك على المناخ وبالتالى الاقتصاد والصحة إلخ. هذا الشىء الذى لاحظته هو إسرافنا الشديد فى استخدام البلاستيك، انظر إلى كل زجاجات المياه المعدنية التى تستهلكها يوميا أو الأكياس البلاستيكية عندما تذهب لشراء أى شىء، عدد رهيب. لكن ما الخطر فى ذلك؟
لنبدأ ببعض الإحصائيات التى تبدو مسلية ومثيرة لكن عندما تنتهى من هذا المقال سترى كم هى محزنة. المتسوقون فى العالم يستخدمون فى المتوسط نصف تريليون كيس بلاستيك (والذى يستخدمه أغلبنا لمرة واحدة ثم نتخلص منه فى القمامة) فى السنة أى ما يكافئ 16 ألف كيس فى الثانية الواحدة، فى سنة 2014 كمثال استخدمت الولايات المتحدة أكثر من مائة مليار زجاجة مياه بلاستيكية. هل تعلم أن الزجاجة الواحدة من المياه تحتاج لتصنيعها على الأقل ضعف كمية المياه التى تحتويها؟ قد تتساءل: «واحنا مالنا؟» أو «يا عم احنا فى ايه ولا فى ايه خلينا ندور على أكل عيشنا»، الحقيقة أن الموضوع يؤثر عليك شخصيا، لننظر بعمق أكثر إلى هذا الموضوع؟
يتكلم الناس كثيرا عن تدوير المخلفات وهذا شىء جميل لكن مع المواد البلاستيكية الموضوع صعب، تدوير المخلفات البلاستيكية صعب ومكلف جدا حتى أنه فى الكثير من الأحيان تدوير زجاجات بلاستيكية لتكون زجاجات جديدة تصلح للاستخدام الآدمى يتكلف أكثر من تصنيع زجاجة بلاستيكية جديدة، لذلك إذا بدأنا تدوير البلاستيك المستخدم فى زجاجات المياه فإنه لا يستخدم مرة أخرى فى تصنيع زجاجات المياه بل يجب استخدامه فى شىء يحتاج جودة أقل (downcycling) مثل الاستخدام فى بعض المبانى ثم ينتهى الأمر بعدم تدوير المتبقى من البلاستيك الذى يظل فى البيئة ولا يتحلل لمئات وفى بعض الأحيان لآلاف السنين، وفى الكثير من الأحيان لا يتم تدوير البلاستيك من الأساس. ماذا يحدث عندما لا يتم تدوير البلاستيك وهو ما يحدث فى الغالب الأعم؟ لنعد إلى بعض الإحصاءات. أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك يذهب فى المحيطات مما يؤثر على جودة المياه والثروة السمكية والطيور البحرية، التأثير على الثروة السمكية والطيور البحرية يكون إما بموتها وبالتالى يزداد ثمن المأكولات البحرية أكثر فأكثر أو بابتلاعها لبعض قطع البلاستيك مما يؤثر على صحتنا نحن عندما نأكلها. الإحصاءات تقول إن الشخص يبتلع فى المتوسط 5 جرامات من البلاستيك كل أسبوع عن طريق المياه الملوثة أو الطيور أو الحيوانات التى تبتلع قطعا بلاستيكية صغيرة، لذلك لا تعجب عندما ترى شخصا فى كامل صحته ظاهريا يسقط مريضا بأمراض خطيرة دون مقدمات. تنقية المياه موضوع مكلف وسيزيد من أسعار المياه وفاتورة المياه الشهرية. فهل أنت على استعداد للتضحية بصحتك وبمالك؟ طبعا الحل هو عدم استخدام أو التقليل جدا من استخدام الزجاجات والاكياس البلاستيكية. لكن الموضوع ليس بهذه السهولة.
ماذا يحدث إذا توقفنا جميعا عن شراء المياه المعدنية والمشروبات الغازية المعبأة فى زجاجات بلاستيكية؟ سيهدد ذلك كل الشركات التى تصنع وتبيع تلك الأشياء وتهدد وظائف آلاف من الموظفين. ما العمل إذا؟ الموضوع يحتاج تفكيرا لكن رأيى المتواضع والذى يحتمل الخطأ أننا يجب أن نقلل من استخدامنا للبلاستيك عن طريق استخدام فلاتر للمياه فى البيوت واستخدام الأكياس أو الحقائب القماشية مثلا عند شراء مستلزماتنا.
هل يمكن للشركات أن تبدأ فى البحث عن وسيلة أخرى لوضع المياه المباعة؟ يمكن تغيير منتجات الشركات عند تغير احتياجات السوق، شركة مثل أى بى إم عمرها نحو 112 سنة، فهل تظن أنه كانت هناك أجهزة كمبيوتر منذ أكثر من قرن؟
يجب ألا ننسى أن الكورونا زادت من استخدامنا للبلاستيك لأن الrapid test مصنوع من البلاستيك ويستخدم مرة واحدة ناهيك عن البلاستيك المستخدم فى الكمامات، أى إن الاحتياج لتقليل استهلاكنا من البلاستيك أصبح ضرورة ملحة أكثر منه رفاهية.
عندما يحضر الضيوف إلى COP27 لنأمل ألا يروا هذا الكم المهول من البلاستيك فى مؤتمر يهتم بالبيئة، يجب أن نكون واقعيين، هذا لن يختفى فى يوم وليلة بل قد يستغرق سنوات لكن لنبدأ بخطوات صغيرة حتى يعيش أولادنا وأحفادنا فى بيئة أفضل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة بيئية يجب تداركها مشكلة بيئية يجب تداركها



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon