توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم والسوشيال ميديا

  مصر اليوم -

العلم والسوشيال ميديا

بقلم : محمد زهران

 هناك بعض الباحثين في مصر الذين ينحتون في الصخر ويحاولون عمل أبحاث علمية محترمة (وليس مجرد شكليات) مع قلة الإمكانيات، هؤلاء يستحقون التحية كما يستحقها أيضا الطلبة الذين يحاولون التعلم والنشر العلمي (وليس فقط الحصول على الشهادة) أثناء دراساتهم في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مصر بل وبعضهم يعمل أيضا خارج إطار الأبحاث كي يعول أهله لأن البحث العلمي في الدول النامية "ما بيأكلش عيش".. لكل هؤلاء أوجه لهم التحية.. وأوجه لهم حديثي في مقال اليوم.. فما هو الموضوع؟ السوشيال ميديا وعلاقتها بالعلم والعلماء.

طبعا الجميع يعلم ما هي السوشيال ميديا سواء الموقع الأشهر فيسبوك أو تويتر أو لينكدإن أو إنستجرام.. إلخ، أغلب باحثينا لا وجود لهم على الإنترنت وإن وجدوا فعلى هيئة صفحة شخصية فقيرة أو صفحات من التي تتولد تلقائيا على المواقع العلمية مثل researchgate وما شابهها، وإذا سألت أحدهم لماذا لا يتواجد على الإنترنت فسيقول أنه لا وقت لديه أو أن أبحاثه موجودة لمن يبحث في مواقع مثل Google Scholar أو المكتبات العلمية الرقمية، لذلك أحببت أن أناقش اليوم أهمية التواجد على الإنترنت لك كباحث وما أعنيه بالتواجد على الإنترنت.

ما أهمية التواجد على الإنترنت؟ دعني أعطيك بعض الأمثلة، عندما يتقدم طالب للعمل مع مجموعة بحثية في جامعة أو معمل أبحاث في أمريكا أو أوروبا فمن ضمن ما ينظرون إليه "كمصوغ للتعيين" الصفحة الشخصية للمتقدم أو على أقل تقدير صفحته على LinkedIn ليروا ليس فقط أبحاثه ولكن أيضا أنشطته الأخرى مثل اشتراكه في تحكيم أبحاث أو تنظيم مؤتمرات أو كتابة مقالات للعامة أو حتى هواياته لأن ذلك كله يعطي فكرة كاملة عن الشخص، عندما يتم تعيين شخص في معمل أبحاث أو جامعة فأنت لا تعين جهاز يعمل في البحث العلمي وفقط بل تعين إنسانا يتفاعل مع باقي أعضاء الفريق وهذا التفاعل يمكن أن يدفع إنجازات الفريق إلى الأمام أو يجعله يفشل.. وهذه أول أهمية لتواجدك على الإنترنت بخلاف وضع أبحاثك فقط، منذ فترة بسيطة كنت في لجنة لتحكيم طلبات تمويل أبحاث مقدمة من عدة جامعات ومراكز أبحاث ومن ضمن ما كانت اللجنة تنظر فيه هو شخصية المقدم على طلب التمويل بخلاف أبحاثه: هل حصل على جوائز من قبل؟ هل له أنشطة علمية بخلاف الأبحاث العلمية؟ هذه نذر يسيرة من الأمثلة التي تبين أهمية تواجد الباحث على الإنترنت حيث يجب أن يجد الناس أبحاثه المنشورة بالإضافة إلى شرح مبسط (قصير وبالصور) للأبحاث التي يعمل بها حاليا وأنشطته العلمية وجوائزه (إن وجدت) وحتى المقالات الموجهه للعامة لأنها تبين كيف يتعامل مع دوائر تأثيره المختلفة.. قد تقول إن هذا مفهوم إلى حد كبير في الصفحة الشخصية وكذا صفحات مثل linkedIn ولكن ما أهمية فيسبوك وإنستجرام وما شابهها؟

هل تعلم أن معمل مرموق مثل MIT Media Lab له صفحة على إنستجرام ويتم تحديثها عدة مرات في اليوم الواحد وكذا معمل أبحاث للشركات الكبيرة مثل جوجل وإنتل؟ لماذا؟ لأن صفحات السوشيال ميديا تعطي صورة إنسانية عن الفريق البحثي وأنه ليس مجرد مجموعة من الآلات، هذا هو السبب الأول، السبب الثاني هو إنها نوع من الدعاية للفريق أو للباحث لأنك قد تضع صورة لباحثين يشربون القهوة وتضع تحتها "استراحة بعد الإنهاء من تجربة..." أو "منظرنا بعد إرسال بحثنا إلى مؤتمر..."، هذه الدعاية قد تأتي للفريق بأشخاص يطلبون العمل مع الفريق وتجد بينهم نجوما لامعة أو قد تكون أحد العوامل التي تساعد في الحصول على تمويل للأبحاث أو قد تستخد لتوصيل رسالة إلى صناع القرار.

السبب الثالث أن يحاول الباحث تبسيط نقاط صغيرة في أبحاثه للعامة أو فتح باب نقاش لموضوع علمي معين مع العامة وهنا تأتي أهمية صفحات فيسبوك وتويتر.

طبعا لن نتكلم هنا عن مواقع الإنترنت لجامعتنا في مصر لأنها وبكل المقاييس "فضيحة" وتشبه مشاريع تخرج بعض الطلبة من عشر سنوات وليس الآن لأن الطلبة الآن يمكنها أن تصمم أفضل من ذلك كثيرا وبعتمد التصميم على علم النفس أيضا فقد درسوا كيف يقرأ الناس ويتصفحوا المواقع الإلكترونية وما هي الأماكن في الصفحة التي ينظر إليها الشخص أولا وما هو تأثير كل لون.. إلخ.

أرجو بعد قراءة هذا المقال إن كنت قد اقتنعت به أن تحاول أن تتواجد بكثافة أكثر وبطريقة احترافية على الإنترنت فذلك ليس تضييعا للوقت مالم تكن تريد مجرد الشهرة.

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم والسوشيال ميديا العلم والسوشيال ميديا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon