توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشكلة المناخ التى دوّخت العالم

  مصر اليوم -

مشكلة المناخ التى دوّخت العالم

بقلم : محمد زهران

مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة لهذا العام (COP27) سيقام فى شرم الشيخ فى مصر فى نوفمبر القادم، تجرى الاستعدادات على قدم وساق لهذا المؤتمر الهام لكن الكثير من الناس قد تقول: «وما الذى يهمنى أنا على المستوى الشخصى من ذلك ومن قصة المناخ هذه؟». فى هذا المقال سنتحدث عن التغير المناخى وأهميته على مستوى الأفراد.
ببساطة شديدة نحن نتكلم عن درجة الحرارة على كوكبنا هذا، وببساطة شديدة أيضا نواجه مشكلة ازدياد هذه الحرارة. وجد العلماء أن فى عصرنا هذا تزداد درجة الحرارة نحو (0.2) درجة كل عشر سنوات. قد تبدو تلك الزيادة طفيفة وغير ذات أهمية فنحن فى النهاية نتكلم عن اثنين من عشر درجات سيلزيوس (وحدة قياس درجة الحرارة فى أغلب دول العالم، بخلاف بعض الدول مثل أمريكا التى تستخدم الفهرنهايت). المشكلة أنه لو وصلنا إلى زيادة درجتين عما نحن عليه ستكون العاقبة وخيمة، وإذا لم نفعل شيئا الآن فمعدل ازدياد درجة الحرارة قد يتزايد عن الاثنين من عشر. ما هى المشكلة فى تلك الزيادة فى درجة الحرارة؟
هناك تأثير سيئ جدا على الصحة، على سبيل المثال ستتزايد معدلات الإصابة بضربات الشمس التى قد تؤدى إلى الوفاة، لاحظ أن السواد الأعظم من الناس لا يملكون رفاهية الجلوس فى مكاتب مكيفة وقد تضطرهم ظروف عملهم الوقوف تحت تلك الشمس الحارقة مدة طويلة فى اليوم. ازدياد درجة الحرارة تؤدى إلى ذوبان الجليد فى مناطق كثيرة ومن ثم ازدياد الفيضانات، نشرات الأخبار مليئة بدول كثيرة الآن تواجه فيضانات مدمرة، ونحن فى مصر لسنا فى مأمن من ذلك لأن العالم كلٌّ متصل وذوبان الجليد سيؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه فى بحار كثيرة مما يؤدى إلى غرق أجزاء كبيرة من المدن الساحلية. نحن لا نتكلم عن مستقبل بعيد. ارتفاع درجة حرارة المياه سيؤدى إلى زيادة فى الطحالب وبالتالى إلى تلوث المياه وهذا يهدد كمية المياه الصالحة للشرب وزيادة تكلفة تنقية المياه وهذا أمر خطير جدا لكل بلدان العالم ونحن منهم. ازدياد حرارة الهواء تؤدى إلى زيادة ملوثات الجو ومسببات الحساسية. إذا نحن نواجه مشكلة فى الماء والهواء أى فى أبسط مقومات الحياة. ليس هذا فقط بل إن الزيادة فى درجة الحرارة تؤدى إلى الزيادة المفرطة فى استخدام المبردات (تكييف وثلاجات) وتلك الزيادة المفرطة تطلق فى الجو مواد تسبب تآكل طبقة الأوزون وبالتالى زيادة سرطان الجلد ومشاكل تعتيم عدسة العين (ما نسميه الكاتاركت).
حيث إننا فى عصر المعلومات الضخمة (big data) نستطيع إيجاد الكثير من الإحصاءات فقد وجد الباحثون أن لكل درجة فوق 29 تزيد عدد الوفيات بما يقارب 4%. الموضوع كارثى.
هناك أسباب كثيرة لهذا التغير فى المناخ، منها تآكل المساحة الخضراء فى العالم نتيجة تجريف الأراضى لبناء مساكن وناطحات سحاب وعدم الاهتمام بالزراعة، من الأسباب أيضا زيادة انبعاث ثانى أكسيد الكربون وتأثيره كغرفة خضراء (green house effect) زاد بنسبة 50% عن ما قبل العصر الصناعى فى القرن 18 نتيجة لاستخدام المواد البترولية والفحم والغاز، أى أن العالم أصبح مثل سيارتك عندما تتركها فى الشمس لمدة طويلة أو مثل الصوب الزجاجية التى تحتفظ بالحرارة داخلها، من الأسباب أيضا زيادة انبعاث غاز الميثان والذى يأتى من حيوانات المزارع وعادم السيارات وعدم تدوير المخلفات بطريقة صحيحة.
هى مشكلة طاقة لأننا ما زلنا نولد الطاقة من الوقود الأحفورى (بترول وغاز وفحم إلخ) فى أغلب الأحيان، وهى أيضا مشكلة سياسية فمثلا فى البداية كانت الصين لا ترغب فى تقليل انبعاثاتها الملوثة للبيئة بحجة أن دولة مثل أمريكا قد أخذت فرصتها منذ بداية العصر الصناعى ولوثّت المناخ فلماذا لا تأخذ الدول الأخرى نفس الفرصة، طبعا بدأت دول العالم فى أخذ الموضوع بجدية وجاءت اتفاقية باريس سنة 2015 لتتحد الدول لتقليل تلوث الجو ومقاومة التغير المناخى ومصر من الدول التى وقعت تلك الاتفاقية، الصين أيضا أخيرا وافقت على الانضمام لدول العالم لمواجهة هذا الخطر، لنأمل أن تصْدق.
هذا على مستوى الدول، ماذا عليك أن تفعل على المستوى الشخصى؟ أولا حاول تقليل استهلاكك من الطاقة فهذا سيوفر عليك فى فواتير الكهرباء وسيساعد على تقليل الضغط على الدول لتوليد الطاقة، ثانيا: حاول استخدام المواصلات العامة أو وسائل تنقل مثل الدراجات وتقليل قيادة سيارتك (إذا كنت تمتلك سيارة)، ثالثا وهذا متعلق بمن يعمل فى مجال يستلزم السفر بالطائرة حاول أن تقلل السفر واستخدام الحضور الافتراضى والكوفيد مرننا على ذلك، رابعا افعل ما بوسعك للحفاظ على المساحات الخضراء وتقليل المخلفات قدر الإمكان.
الموضوع كبير ويحتاج تكاتف الكل من الدول وحتى الأفراد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة المناخ التى دوّخت العالم مشكلة المناخ التى دوّخت العالم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon