توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين

  مصر اليوم -

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين

بقلم: محمد زهران

 يكثر الحديث عن التعليم ويبدأ دائماً بالتذمر من ارتفاع المصاريف وعدم جودة الخدمة المقدمة ثم يتطور الحديث بأننا دولة شهادات لكن الطلبة لا يتعلمون شيئاً ويريدون فقط تلك الورقة التي قد تساعدهم في الحصول على وظيفة، وإذا كتبت مقالاً عن التعليم ومشكلاته إتهمك الناس بالتنظير وبعدم الإتيان بحلول معقولة، كنت أتوقع هذا التطور في الحديث عندما بدأ صديقي الكلام عن الجامعات لكن توقعي لم يكن في محله لأن صديقي قال شيئاً كان مفاجئاً بالنسبة لي، قال أن الجامعات لا تؤهل الطالب للدخول إلى معترك الحياة في القرن الواحد والعشرين ومازالت تعيش في القرن العشرين، لذلك قررت في هذا المقال أن أفكر بصوت مرتفع معك عزيزي القارئ في هذا الموضوع: ما دور الجامعة في القرن الواحد والعشرين ونحن على أعتاب العقد الثالث منه؟

 أولاً طريقة تعامل الجامعات مع الطلاب الحاليين يجب أن تكون مختلفة عما ألفناه من الأجيال السابقة، الجيل الحالية تركيزه أقل بكثير من الأجيال السابقة نتيجة سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحتاج إلا إلى بوستات قصيرة، لم يعد الكثير من الشباب يقرأ حتى بوستات طويلة ناهيك عن مقالات طويلة أو كتب كاملة، الجيل الحالي أيضاً أصبح أقل صبراً لأن إدمان ألعاب الكمبيوتر (الحركية منها) تستلزم التحرك السريع وأحياناً بدون تفكير، الجيل الحالي أيضاً قلت قدرته على الحفظ نظراً لوجود محركات البحث وبذلك إنتفت الحالجة إلى الحفظ، لكن استدعاء المعلومة سريعاً أو معرفة كيفية الوصول إلى معلومة دقيقة يستدعي أكثر من مجرد البحث على الإنترنت وقراءة صفحة ويكيبيديا (التي لا يعمل بها في الأوساط الأكاديمية كمراجع يعتد بها)، كل هذه الصفات تستلزم طرق تدريس جديدة مصممة للتعامل مع تلك الصفات مثل تقسيم المناهج إلى أقسام صغيرة ووضع هذه الأقسام على الإنتنرت كي يعود إليها الطالب كلما أراد، بل وفي بعض الجامعات وبعض المواد يوضع المحتوى العلمي على الإنتنرت على هيئة فيديوهات قصيرة وتكون المحاضرات الفعلية في الجامعة للمناقشات، وهذا يأخذنا للنقطة التالية وهي المحتوى العلمي نفسه.

 من الموبقات وأنا آسف أني أسميها هكذا ولكن يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها أن بعض الأسر تحكم على المحتوى العلمي الذي يدرسه الأبناء بالكم وليس بالكيف، إذا أعطيت الطالب نصف الكم الذي يدرسه الآن سيظن الأهل أن الجامعة (أو المدرسة في تلك النقطة) تتساهل ولا تقوم بواجبها وأن الطالب لا يتعلم جيداً، التعليم الحديث يجب أن يأخذ في إعتباره شيئين: أن العلم وخاصة التطبيقي منه يتطور بسرعة شديدة حتى أنه في تخصص كاتب هذه السطور (هندسة وعلوم الحاسب) نقول للطلبة أن ما سيتعلمونه في سنة أولى سيكون قديماً وأحياناً خطأ عندما يصلون إلى السنة النهائية  والشئ الثاني أن الطالب يجب أن يتعلم أن يدرك متى تصبح المعلومة قديمة وأين يجب المعلومة الجديدة وكيف يربط المعلومات ببعضها، ربط المعلومات ببعضها يقودنا إلى النقطة التالية، هذا يستلزم طرق تعليم جديدة وليس كم أكبر.

 أعتقد أن جامعات المستقبل يجب أن تهدم الأسوار بين التخصصات  لأن العلم أجزاء متصلة، الشركات في المستقبل لن تهتم (أو هكذا نأمل) باسم الشهادة ونوع التخصص ولكن ستهتم بنوعية المهارات والمعلومات التي تمتلكها، فمثلاً قد ترى شركة تريد متخصص في علوم الحاسب وعلم النفس مثلاً لتصميم برامج معينة للتعامل مع كبار السن أو ما شابه، ما نقوله ليس بالشئ المتطرف في أحلامه لأننا عندنا هذا الموضوع ولكن على مستوى صغير فمثلاً قسم الهندسة الطبية في كليات الهندسة يدرس للطلاب بعض المواد الهندسية وبعض المواد الطبية، ما أعتقده أن هذا الموضوع سيتوسع أكثر أو يجب أن يتوسع أكثر لأن الترابط بين العلوم هو ما ينتج الأفكار العظيمة والمفيدة، إذا تأملنا أبحاث عالم مثل إسحاق نيوتن وحاولنا أن نجعله أستاذاً في الجامعة ففي أي الأقسام سيكون؟ الفيزياء أم الرياضيات أم الميكانيكا (أي كلية الهندسة أم كلية العلوم)؟ وإذا قلنا أن نيوتن كان في زمن ماضي ونحن في عالم أكثر تعقيداً ونحتاج التخصص دعنا نرى أبحاث شخص مثل هربرت سايمون (Herbert Simon) المتوفى سنة 2003 والحاصل على جائزة تيورنج أعلى جوائز علوم الحاسبات لأبحاثه المرتبطه بالذكاء الصناعي والحاصل أيضاً على جائزة نوبل في الاقتصاد (!) وعلى الدكتوراه الفخرية في القانون (!!) من هارفارد، وهو لم ينتقل من علم إلى آخر ولكن كما قلنا العلوم كلها مرتبطة وقصة هذا العالم يجب أن تدرس، ولهذا موضع آخر.

 ننهي هذا المقال بالتحدث عن العلاقة بين الأساتذة والطلاب، وجود مواقع التواصل الاجتماعي أزال الكثير من الهالات حول بعض الأساتذة وجعل الأجيال الجديدة أكثر جرأة، لذلك طريقة التعامل الأبوية أو التعامل بتعالي لم تعد تجدي مع هذا الجيل بل يجب أن يكون الأستاذ صديقاً للطالب، النصيحة المباشرة لم تعد هي الأمثل في هذا العصر ومع هذا الجيل ولكن هذا أمر يحتاج مناقشة أكثر عمقاً وهو على العموم {ايي الشخصي الذي يحتمل الخطأ طبعاً.

 العلوم تتطور والنظام الاجتماعي نفسه يتطور فيجب أن تتطور الجامعات نفسها وليس فقط على المستوى العلمي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين تطور الجامعة في القرن الواحد والعشرين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon