توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم

  مصر اليوم -

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم

بقلم : محمد زهران

كاتب هذه السطور مهنته التدريس والبحث العلمى والكتابة عنهما وعن تاريخ العلوم ويقوم بهذه المهام منذ أكثر من عشرين سنة وحتى الآن، فى السطور القادمة أحب أن أشارك القراء بعض الخواطر المتعلقة بالبحث العلمى والتعليم، نركز هنا على التعليم الجامعى لأنه اختصاص كاتب هذه السطور، مقالنا اليوم هو آراء شخصية الهدف منها هو إثارة المناقشة والأسئلة والتفكير.
عندما تكون موارد أى الدولة محدودة فإنها تضع أولويات عما يجب الاهتمام به فى الخطوة الأولى ثم الثانية وهكذا، أعتقد أنه لا أحد ينكر أن أهم دعامة فى تقدم أى دولة هو العلم، لكن العلم يعتمد على شيئين: التعليم والبحث العلمى، ما الذى يجب أن نبدأ به؟ أعتقد أنه التعليم. هناك ظاهرة صحية وهى افتتاح الكثير من الجامعات الأهلية بالإضافة إلى الموجود من الجامعات الخاصة والحكومية عندنا فى مصر، التدريس هو الأهم الآن لبناء جيل قوى علميا فى ظرف سنوات أربع أو خمس وهى مدة تخريج أول دفعة فى مختلف التخصصات. هذا معناه أن تعيين الأساتذة فى هذه الجامعات يجب أن يتم على أساس الخبرة فى التدريس وليس البحث العلمى. الجامعات الجديدة لن يكون عندها بحث علمى حتى تخرج دفعة على الأقل على حد علمى. قد يقول قائل: ولكن الأبحاث العلمية المنشورة للأستاذ الجامعى الذى يتم تعيينه يساهم فى تقدم الجامعة فى التصنيف حتى ولو كانت الجامعة لم تخرج أية دفعات بعد. هذا يقودنا إلى نقطة مهمة للغاية وهى أنه علينا أن نتجاهل التصنيف الآن. تصنيف الجامعات هو جزء من القوة الناعمة لكن يجب أن نركز على القوة الخشنة أولا وهو تخريج جيش من المتعلمين تعليما قويا. بعد تلك المرحلة ندخل فى المرحلة الثانية بعد التعليم وهى البحث العلمى.
البحث العلمى الذى نحتاجه فى مصر الآن هو البحث العلمى التطبيقى لحل مشاكل على الأرض عندنا، هذا قد لا يقود إلى أبحاث علمية منشورة كثيرة لكن سيحل مشاكل مهمة على الأرض، من أمثلة الأبحاث العلمية التى نحتاجها وتوجد فعلا جهود فى تلك الاتجاهات: زيادة كفاءة الخلايا الشمسية، تخفيض تكاليف وزيادة كفاءة تحلية مياه البحر، الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، تجميع الحاسبات فائقة السرعة واستخدامها لحل المشكلات التى ذكرناها وغيرها إلخ، بعد أن يصبح عندنا جيش من العلماء فى تلك الأبحاث التطبيقية ونرى الحلول العلمية تأتى أُكُلها على أرض الواقع ننتقل إلى المرحلة الثالثة من البحث العلمى وهى لحل المشكلات العلمية بعيدة المدى وهو ما سيقود إلى أبحاث منشورة فى مجلات علمية ومؤتمرات معتبرة. فى تلك المرحلة نبدأ فى الالتفات إلى تصنيف الجامعات وعدد الأبحاث المنشورة بعد أن نكون قد اهتممنا بالتعليم ثم الأبحاث التطبيقية.
كل ما ذكرناه يحتاج تكاتف العلماء المصريين فى الداخل والخارج، مصر لديها أكبر عدد من العلماء المغتربين بين الدول العربية وغالبا الأفريقية أيضا فى مختلف التخصصات وعلى استعداد لبذل كل الجهد فى سبيل تقدم بلدهم، أعتقد أن برنامج «جسور» فى أكاديمية البحث العلمى الذى يجمع علماء مصر من الداخل والخارج فى مشروعات مشتركة هو نقطة بداية جميلة جدا.
نأتى إلى نقطة غاية فى الأهمية ومرتبطة بكل ما سبق وهى تعيين المعيدين، المعيدون هم أوائل الدفعة أى الذين يحسنون الاستذكار، لكن المعيد هو أستاذ المستقبل الذى تكون إحدى مهامه التدريس، فمن قال إن أول الدفعة هو أفضل مدرس؟ قد يقول قائل: ماذا نفعل إذن؟ أعتقد أن الحل أن يكون فى جامعاتنا نوعان من الأساتذة: النوع الأول تكون مهمته التدريس وتكون ترقيته تبعا لذلك من تحديث المواد العلمية وما شابه، النوع الثانى هو الأساتذة المعنيون بالبحث العلمى وتكون ترقيتهم تبعا لذلك وأثناء فترة الماجستير يتم فرز وتدريب المعيدين لانتقاء الأفضل لكل نوع. هذا مجرد رأى يحتمل الصواب والخطأ.
يجب أن ننبه أن التدريس ليس مجرد قراءة «كلمتين» فى كتاب وإعادتهم على الطلبة، المدرس أفضل كثيرا من مجرد «جهاز تسجيل»، التدريس يحتاج اختيار ما سيتم تدريسه فى الفصل الدراسى أى اختيار ما لن يتم تدريسه أيضا فى كل مادة ثم اعطاءه للطلبة آخذين فى الاعتبار أن كل طالب له سرعة وطريقة مختلفة فى الفهم ومحاولة اكتشاف نقاط القوة فى كل طالب وتنميتها ناهيك عن تنمية مهارات التفكير النقدى والتعلم عند الطلاب.
هذه النقاط التى ذكرناها فى مقال اليوم هى أشتات مجتمعة عن قاطرة التقدم فى أى دولة: العلم، قاطرة العلم تسير على قضيبين: التعليم والبحث العلمى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم بعض الآراء الشخصية حول البحث العلمى والتعليم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon