توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا!

  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا

بقلم - جمال أبو الحسن

يسطر كاتبى المفضل، اللبنانى «سمير عطا الله»، مقالات مسلسلة بديعة فى جريدة «الشرق الأوسط»، بمناسبة الشهر الفضيل تحت عنوان «وجوه من رمضان». فى المقالات، كالعادة، ملاحةٌ وذوق وخاطرة ذكية. من المقالات اكتشفنا أن «عطا الله»، وهو المسيحى، واحدٌ من العشاق المتيمين بفن تلاوة القرآن. يقول: «وقد أخفيتُ عن جميع الناس تعلقى بالقرآن حتى لا يُقال إننى أمالئ وأتملق. وفيما بعد، عندما شاع عنى الانصراف الدائم إلى القرآن سماعاً وقراءةً، قيل إننى أفعل ذلك من أجل اللغة! ما من لحظةٍ بحثتُ فى القرآن إلا عن القرآن. وعندما يدعو محمد صديق المنشاوى هاتفاً (اللهم هبنى من لدنك رحمة) أشعرُ أن الرحمةَ قد ملأتنى بسكينتها. هذه رحمةٌ لا تُلتقى فى الكتب».

والحالُ أن فن تلاوة القرآن هو الفن الأول فى مصر. بل هو الفن الذى لايزال يجمع المصريين كافة، من الصعيد إلى ساحل المتوسط، ومن أعلى الطبقات إلى أدناها. القرآن، وهو يُتلى، هو صوت مصر وروحها الحقة التى تنبعث من كل ركن فيها بلا انقطاع. لقد برع المصريون فى هذا الفن، وشغفوا به حباً، حتى قيل إن القرآن نزل بالحجاز وقُرئ فى مصر!.

القرآن ليس مجرد كتابٍ مكتوب، وإنما هو ظاهرة صوتية. فن التلاوة هو سبيلٌ لاستنطاق الآيات، واستخراج «القوة العاطفية» الكامنة بين الحروف والكلمات، بالنغم والإيقاع، والتفخيم والترقيق، والقصر والمد. المُقرئون العِظام يبرعون فى تجسيد المعانى الظاهرة، ويجعلون المستمع أسيراً للكلمات بكل جوارحه لا بأذنِه فقط. ربما لهذا نُسب للرسول الكريم قوله «من لم يتغن به - أى القرآن- فليس منّا».

وبين يدى عددٌ نادر من مجلة نادرة، أظنها توقفت عن الصدور، اسمها «داليدا». العدد بتاريخ أكتوبر 2016 عن «التلاوة المصرية للقرآن الكريم». وفيه احتفاء كبير بهذا الفن، وذكر لسير أساطينه، من الشيخ رفعت إلى المنشاوى إلى محمد عُمران الذى خاصمته الشهرة برغم موهبته النادرة. فى العدد تحقيق مثير تحت عنوان «طريدات الجنة» عن مقرئات شهيرات فى النصف الأول من القرن العشرين. بعضهن، مثل «كريمة العدلية»، قرأت فى الإذاعة قبل أن يخيم ظلُ السلفية الثقيل بالتدريج على مصر منذ النصف الثانى من القرن العشرين، وإلى اليوم.

فى العدد الخاص موضوعٌ عجيب عن سميعة القرآن الذين تظهر أصواتهم فى بعض التسجيلات وقد بلغ بهم الانتشاء مبلغاً فتسمع أحدهم يقول فى حضرة الشيخ مصطفى إسماعيل: «يعنى وبعدين معاك يا شيخ مصطفى؟». بل إن الطرب لعب بدماغ أحدهم فصرخ بعد أن استمع للشيخ مصطفى وهو يتلو «ومريم ابنة عِمران»: «الله ينعل أبويا على أبواللى جابك»!.. وما كان من الشيخ العظيم إلا أن نهر بعض السميعة مرة بقوله: «إنتم قاعدين فين؟ إنتم قاعدين فى وكالة البلح؟».

سقى اللهُ زمان دولة المقرئين فى مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من لم يتغنَ به ليس منّا من لم يتغنَ به ليس منّا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon