توقيت القاهرة المحلي 09:00:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا!

  مصر اليوم -

من لم يتغنَ به ليس منّا

بقلم - جمال أبو الحسن

يسطر كاتبى المفضل، اللبنانى «سمير عطا الله»، مقالات مسلسلة بديعة فى جريدة «الشرق الأوسط»، بمناسبة الشهر الفضيل تحت عنوان «وجوه من رمضان». فى المقالات، كالعادة، ملاحةٌ وذوق وخاطرة ذكية. من المقالات اكتشفنا أن «عطا الله»، وهو المسيحى، واحدٌ من العشاق المتيمين بفن تلاوة القرآن. يقول: «وقد أخفيتُ عن جميع الناس تعلقى بالقرآن حتى لا يُقال إننى أمالئ وأتملق. وفيما بعد، عندما شاع عنى الانصراف الدائم إلى القرآن سماعاً وقراءةً، قيل إننى أفعل ذلك من أجل اللغة! ما من لحظةٍ بحثتُ فى القرآن إلا عن القرآن. وعندما يدعو محمد صديق المنشاوى هاتفاً (اللهم هبنى من لدنك رحمة) أشعرُ أن الرحمةَ قد ملأتنى بسكينتها. هذه رحمةٌ لا تُلتقى فى الكتب».

والحالُ أن فن تلاوة القرآن هو الفن الأول فى مصر. بل هو الفن الذى لايزال يجمع المصريين كافة، من الصعيد إلى ساحل المتوسط، ومن أعلى الطبقات إلى أدناها. القرآن، وهو يُتلى، هو صوت مصر وروحها الحقة التى تنبعث من كل ركن فيها بلا انقطاع. لقد برع المصريون فى هذا الفن، وشغفوا به حباً، حتى قيل إن القرآن نزل بالحجاز وقُرئ فى مصر!.

القرآن ليس مجرد كتابٍ مكتوب، وإنما هو ظاهرة صوتية. فن التلاوة هو سبيلٌ لاستنطاق الآيات، واستخراج «القوة العاطفية» الكامنة بين الحروف والكلمات، بالنغم والإيقاع، والتفخيم والترقيق، والقصر والمد. المُقرئون العِظام يبرعون فى تجسيد المعانى الظاهرة، ويجعلون المستمع أسيراً للكلمات بكل جوارحه لا بأذنِه فقط. ربما لهذا نُسب للرسول الكريم قوله «من لم يتغن به - أى القرآن- فليس منّا».

وبين يدى عددٌ نادر من مجلة نادرة، أظنها توقفت عن الصدور، اسمها «داليدا». العدد بتاريخ أكتوبر 2016 عن «التلاوة المصرية للقرآن الكريم». وفيه احتفاء كبير بهذا الفن، وذكر لسير أساطينه، من الشيخ رفعت إلى المنشاوى إلى محمد عُمران الذى خاصمته الشهرة برغم موهبته النادرة. فى العدد تحقيق مثير تحت عنوان «طريدات الجنة» عن مقرئات شهيرات فى النصف الأول من القرن العشرين. بعضهن، مثل «كريمة العدلية»، قرأت فى الإذاعة قبل أن يخيم ظلُ السلفية الثقيل بالتدريج على مصر منذ النصف الثانى من القرن العشرين، وإلى اليوم.

فى العدد الخاص موضوعٌ عجيب عن سميعة القرآن الذين تظهر أصواتهم فى بعض التسجيلات وقد بلغ بهم الانتشاء مبلغاً فتسمع أحدهم يقول فى حضرة الشيخ مصطفى إسماعيل: «يعنى وبعدين معاك يا شيخ مصطفى؟». بل إن الطرب لعب بدماغ أحدهم فصرخ بعد أن استمع للشيخ مصطفى وهو يتلو «ومريم ابنة عِمران»: «الله ينعل أبويا على أبواللى جابك»!.. وما كان من الشيخ العظيم إلا أن نهر بعض السميعة مرة بقوله: «إنتم قاعدين فين؟ إنتم قاعدين فى وكالة البلح؟».

سقى اللهُ زمان دولة المقرئين فى مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من لم يتغنَ به ليس منّا من لم يتغنَ به ليس منّا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon