توقيت القاهرة المحلي 11:26:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهم «قصة» فى العالم العربى!

  مصر اليوم -

أهم «قصة» فى العالم العربى

بقلم - جمال أبو الحسن

فى كل مرحلة تاريخية هناك «القصة الكبرى» يرى من خلالها الناس الأحداث ويفسرونها. هذه «القصة» هى الإطار العريض الذى تنتظم تحته كل التطورات والاتجاهات والأفكار. مثلاً: فى النصف الأول من القرن العشرين كانت «القصة الكبرى» فى العالم العربى هى الخلاص من الاستعمار ونيل الاستقلال. فى النصف الثانى من القرن العشرين كانت «القصة الكبرى» هى مواجهة إسرائيل حيناً، وتحقيق الوحدة العربية حيناً آخر، وإحراز التنمية والتقدم حيناً ثالثاً. ما «القصة الكبرى» فى المنطقة العربية اليوم؟

ثمة «قصة» بائسة ومُزعجة: الصراع بين إيران والعرب. هى قصة تنتمى إلى الماضى بامتياز. الخطر الإيرانى داهم بالطبع، ويتعين التعاطى معه من جانب العرب بكل ما يقتضيه الأمر من مسؤولية وحزم. لكن هذه «القصة» لا تحمل أملاً كبيراً فى المستقبل فى أى حال. صعبٌ أن تُفضى الصراعات إلى مكاسب أو أن تدفع للأمام. أحد الحكماء نبهنى أخيراً إلى أن ثمة حاجة إلى «قصة مضادة». لا يكفى أن يواجه العربُ السنة إيران، ولكن يتعين أن يكون لديهم «قصة نجاح» على نحو ما.

حاولتُ أن أتبين هذه القصة فى قمة «معهد بيروت» الثانية التى انعقدت فى أبوظبى، أمس الأول. شاركتُ مُستمعاً، بدعوة كريمة من راغدة ضرغام الكاتبة اللبنانية اللامعة والنشيطة، فى جلسة مغلقة ضمت خبراء ومسؤولين، عرباً وأجانب. من المشاركين: أحمد أبوالغيط وعمرو موسى، الكاتب الإماراتى عبدالخالق عبدالله، الكاتب الفرنسى آلان جريش، الدبلوماسى الأمريكى روبرت دانون.. وغيرهم. التزاماً بقاعدة الحوار فى هذا المنتدى لن أنسب الكلام لقائليه فى هذه الجلسة المُغلقة حول «مستقبل العالم العربى»، وأكتفى بنقل العناوين العريضة التى تم تداولها:

- ربما تكون أهم قصة فى العالم العربى اليوم ما يجرى فى السعودية. لو ربح بن سلمان رهانه فى تغيير وجه المملكة، لتحولت المنطقة جذرياً. ما يفعله هذا الأمير الشاب فى بلده قد يكون من شأنه خلق موجة «ترتفع بكافة القوارب بلا استثناء». العالم العربى فى مجمله يربح من التغيير فى السعودية.

- أحد المتحدثين أشار إلى أن المنافسة بين العرب وإيران قد يكون من شأنها بث بعض الحيوية فى النظام العربى. هذه المنافسة ربما تكون «المحرك» وراء الإصلاحات السعودية الأخيرة. لقد أدرك بعض قادة النظام السعودى أنه لا فرصة أمامهم فى مواجهة مع إيران، إن لم تتغير جوانب جوهرية فى النظام السعودى فى المجتمع كما فى الاقتصاد والثقافة. وهذا فهم صحيح.

- فكرة أخرى مهمة: شهدت المنطقة نظاماً عثمانياً، ثم بريطانيا، ثم أمريكياً. الآن ماذا؟ لا يوجد نظام جامع. أحد الأمريكيين الذين تحدثوا قال: «كنتم تجأرون بالشكوى من الإمبريالية، ها نحن قد خرجنا.. تولوا شؤونكم بأنفسكم». آخر قال: المشكلة الكبرى هى غياب نظام عربى للأمن الجماعى. إذا حدث أن نشأ مثل هذا النظام، فسينعكس إيجاباً على الفور، كل دولة فى المنطقة. ازدهار الاقتصاد وتدفق الاستثمار مرتبط بتراجع احتمالات الصراع والانفجار السياسى. لا يمكن تحقيق هذا من دون نظام أمنى تشترك فيه جميع الدول وترتبط به مصالحها وطموحاتها.

- الإمارات قد تكون أنجح دولة عربية اليوم. هى أكبر داعم لأهم وأخطر مشروعين سياسيين فى المنطقة: الاستقرار فى مصر، والتغيير فى السعودية.

- تحولات الاقتصاد والتكنولوجيا ستُداهم المنطقة بعنف فى المستقبل. التنبؤ أنه بحلول 2040 سيكون هناك من 3 إلى 12 تجمعاً عالمياً للتكنولوجيا الفائقة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة. لن يكون هناك مستقبل لمن يبقون خارج هذه التجمعات.

عودة لعنوان المقال: ما القصة الكبرى فى المنطقة اليوم؟ فى ظنى أنها «الصراع بين الإصلاح والفوضى».. من يصل أولاً سيربح المستقبل.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهم «قصة» فى العالم العربى أهم «قصة» فى العالم العربى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon