توقيت القاهرة المحلي 10:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسماعيل هنية والرئيس المطلوب!

  مصر اليوم -

إسماعيل هنية والرئيس المطلوب

بقلم:نديم قطيش

لا شيء أكثر يليق بختام «عهد جهنم» في لبنان من استقبال رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية. تبدو الزيارة، من فتح صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي للزائر الفلسطيني، إلى لقاءات «محور المقاومة» في ضاحية بيروت الجنوبية، وصولاً إلى «اللقاء الرئاسي» واحدة من اللحظات المنطقية النادرة في المشهد السياسي اللبناني. فهي تفصح، بلا تكاذب وبلا خطابات وشعارات وادعاءات، عن المضامين السياسية العميقة لمعنى رئاسة ميشال عون، وتفسر إصرار ميليشيا «حزب الله» لمدة سنتين ونصف السنة على الفراغ الرئاسي كمقدمة لإيصال مرشحها إلى القصر الجمهوري.
فلبنان شبه المعزول عن العالم إلا من بعض الزيارات الساعية لترميم الفجوات في بنية السد درءاً للطوفان، يؤكد مجدداً على الأسباب الموجبة لعزلته، بصفته كياناً ملحقاً بكيانات محور المقاومة الذي تتزعمه إيران لا أكثر ولا أقل.
حدثنا هنية عن 150 صاروخاً «ستدك الكيان الصهيوني في أقل من 5 دقائق في حال وقوع أي عدوان جديد» من دون أن يحدد لنا موقع منصات هذه الصواريخ. ثم أضاف متوجهاً إلى الإسرائيليين «من لبنان المقاومة، ستتحطّم أحلامكم، ولا مكان لكم في القدس والأقصى، وأمتنا العربية والإسلامية هي أولى بالقدس». ولم يصدر عن أي مسؤول لبناني تعليق واحد يوضح للبنانيين سبب أن يكون لبنان منصة لعنتريات هنية ما لم تكن هذه مقدمة لأن يكون لبنان منصة للصواريخ نفسها فيما بعد.
هكذا يحضر إسماعيل هنية في بيروت، ويغيب لبنان عن القمة الخليجية الأميركية التي ستجمع الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى قادة مصر والعراق والأردن، أي الجسم السياسي المعروف باسم «GCC + 3»، مع احتمال انضمام دول عربية أخرى إلى اللقاء التاريخي الذي تستضيفه المملكة.
أما السياق الأوسع للحظتي الحضور والغياب هاتين بما يعني لبنان، فمهم بدوره من زاوية المتغيرات الحاصلة والمنتظر حصولها في توازنات المنطقة ومصير ملفاتها العالقة والمتفجرة.
فلم يعد خافياً أن القمة الخليجية - الأميركية، حبلى بكل الرهانات على إعادة تفعيل وإطلاق الأسس الاستراتيجية للعلاقات الخليجية - الأميركية التي أصيبت إصابات بالغة منذ انتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وتوظيف ذلك، لمعالجة الذيول الاقتصادية والسياسية الكونية الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية. أما عرب الاستقرار والاعتدال والدول الوطنية السليمة، فيريدون توظيف القمة ونتائجها لصالح تعديل المقاربة الأميركية لمصالح أمنهم القومي، من زاوية كيفية معالجة الملف النوي الإيراني وتطوير المساهمة الأميركية في الهيكليات الدفاعية القائمة والمقترحة. وفي هذا السياق، تبرز تصريحات للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تؤكد للمرة الأولى على هذا المستوى القيادي، التوجه لتشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي.
كما يسعى عرب الاستقرار والاعتدال والدول الوطنية السلمية لتوظيف نتائج القمة الخليجية - الأميركية لصالح استقرارهم السياسي والاجتماعي من زاوية ضبط الاندفاعة السياسية لأجندة الحزب الديمقراطي بشأن ملفات الحريات السياسية ومبالغات توظيف حقوق الإنسان في العلاقة بينهم وبين واشنطن وبيتها الأبيض ومجلسي شيوخها ونوابها.
ليس خافياً أيضاً أن إيران التي ترصد الجاري وتتموضع بإزائه، عازمة كل العزم على صيانة وتمتين أوراقها، عبر مشهديات تقع ضمنها زيارة إسماعيل هنية إلى بيروت وتصريحاته منها. وتقع ضمنها أيضاً، مشهدية التعطيل السياسي في العراق، التي تنطوي على هدف استراتيجي لنظام الملالي، هو تفريغ الانتخابات العراقية التشريعية الأخيرة من مضامينها التي جاءت لغير صالح جماعات إيران. وما استقالة نواب مقتدى الصدر، الفائز الأكبر في الانتخابات، إلا حلقة من حلقات التذويب السياسي الذي تمارسه إيران ضد الحالة السياسية والشعبية المناهضة لنفوذها ودورها في العراق. بيد أن العراق لا يزال يقاوم ويدافع بشراسة عن التوازن السياسي في وجه إيران من داخل مؤسسات النظام وعن التوازن الشعبي في الشارع، فتراه يحضر في القمة الخليجية - الأميركية، ويحافظ في الوقت نفسه على أكثر من شعرة معاوية مع إيران.
أما لبنان، فقد أُقحم إقحاماً كاملاً في لعبة التجاذب الكبرى في الشرق الأوسط لصالح طرف ضد آخر، على ما تنبئ زيارة هنية بوصفها أحدث الأدلة على هذا المآل. ولأن الزيارة تتقاطع مع نهايات عهد ميشال عون فهي تستدعي السؤال عن الانتخابات الرئاسية المقبلة وما إن كانت تشكل مناسبة للصراع عليها مع إيران والإتيان برئيس مختلف تماماً، أم ستكون مناسبة جديدة للتسليم بنهائية موقع لبنان في الفلك الإيراني؟
لقد سُمي الرئيس نجيب ميقاتي للمرة الرابعة لتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وسط شكوك في احتمال أن يؤلف. ولو ألف حكومته؛ لأن مديري الأزمة قد لا يستسيغون فراغاً تاماً في السلطة التنفيذية (نهاية عهد رئاسي + حكومة تصريف أعمال)، فلن تكون أكثر من استنساخ للحكومة الحالية مع بعض التعديلات في وجوه الفشل الفاقع لصالح فشل أقل فضائحية. ما يعنيه ذلك أن مبتدأ الحل في لبنان ليس الحكومة، بل رئاسة جمهورية جديدة مدركة الأسباب العميقة للأزمة اللبنانية وتعرف ما يحصل في العالم وذات خبرة دولية في ملفات السياسة والاقتصاد...
مطلوب رئيس للبنان... والبحث عنه معركة تستحق...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسماعيل هنية والرئيس المطلوب إسماعيل هنية والرئيس المطلوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon