توقيت القاهرة المحلي 10:28:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الميليشيات الميليشيات الميليشيات

  مصر اليوم -

الميليشيات الميليشيات الميليشيات

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

لو أن زعيماً مارونياً لبنانياً، دعا زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله إلى مائدة إفطار رمضاني، لقيدت الدعوة في سجل التسامح والتعايش اللبناني اللبناني، ولو تكاذباً، أو فولكلور... لكن الدعوة الرمضانية وجهها نصر الله لمارونيين، هما رئيس التيار العوني جبران باسيل وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية... وأما «المنيو» فهي الصراعات المسيحية - المسيحية بين حلفاء «حزب الله» التي تبدأ من الانتخابات النيابية المقبلة ولا تنتهي عند الانتخابات الرئاسية.
ليست دعوة لإفطار، إذاً، بل إلى مشهدية فاقعة تحدد ميزان القوى في لبنان وتؤشر إلى حيث موقع السلطة الرئيسية، وصاحب كلمة السر التي تحسم الاستحقاقات المقبلة خارج عمل المؤسسات ومواد الدستور وآليات النظام. المارونيان المتصارعان جاءا ليسمعا من «سيد البلاد» ما سمعه هو من سيده منقولاً إليه عبر زيارة خصه بها وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، في ذروة التفاوض النووي بين طهران والمجتمع الدولي.
بالنسبة لنصر الله لا شيء يعلو على أهمية تحصين «الساحة اللبنانية»، إما تهيئة لاحتمال انهيار الاتفاق النووي وإما الاستثمار في عائداته لو تم، وكل ما عدا ذلك، صغائر سياسيين لبنانيين يسهل تجاوزهم. كما ينطوي المشهد على تحفز موازٍ لتجاوز مرحلة الانتفاضة الشعبية اللبنانية، وإعادة إعمار البنيان السياسي الذي كان قائماً قبلها، ناقص ما كان يعرف بـ«جبهة 14 آذار» أو الفريق السيادي، الذي طحنت الثورة قواه الرئيسية لا سيما الحالة السنية.
لا تختلف الصورة كثيراً في بغداد، حيث الانسداد السياسي، الذي تقود إليه ميليشيات إيرانية شقيقة لميليشيا نصر الله، يرهن الحكومة العراقية وشكلها وتوازناتها وبرنامجها بما يفيد أو يضر إيران. سبق لإيران، بالتعاون مع إدارة باراك أوباما، وبدور مباشر من نائب الرئيس الأميركي يومها، جو بايدن، أن عطلت نتائج انتخابات عام 2009 وضمنت مقعد رئاسة الحكومة لحليفها نوري المالكي على حساب الفائز إياد علاوي. يجدر القول إن ميزان القوى في العراق أفضل منه نسبياً في لبنان، بسبب تنوع الحالة الشيعية تحديداً وإفراز عنوان للوطنية العراقية في الحالة التي يمثلها رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي. بيد أن سطوة الميليشيات، لا تزال هي المكمل الموضوعي لآليات النظام السياسي، الذي يعمل عبر التسوية الدائمة بين ما هو دستوري وشرعي وما هو أمر واقع وغير شرعي. تحضر الميليشيات مرة أخرى، كما في لبنان، لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتعطيل كل تحرر محتمل من رهن الميليشيات.
بالتزامن، كانت ميليشيا الحوثي، تقاطع مسارات مشابهة في اليمن. فالحدث التاريخي الذي استضافته السعودية، أكان بجزئية الحوار بين أوسع شريحة من القوى اليمنية، أم بجزئية إعلان الرئيس اليمني السابق، عبد ربه منصور هادي، تفويض كامل صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي واسع التمثيل، وإعفاء نائبه علي محسن، واجهه الحوثي بالمقاطعة، كأن لسان حال إيران، عبر وكيلها، يقول برفض أي حل سياسي لا يؤيد نتائج الاختطاف الأمني والعسكري للدولة والمجتمع اليمنيين.
باب التسوية الواسع الذي فتحته الرياض، وتعاونت فيه الإمارات، لا يرفضه إلا من لا تعنيه مصالح اليمنيين لا من قريب ولا من بعيد. هذه حقيقة بسيطة، تشبه الحقائق الموضوعية في بيروت وبغداد، حيث الميليشيات معنية أولاً وقبل كل شيء وبعد كل شيء بمصالح الراعي الإيراني وأجندته وجدوله الزمني.
الملامح المتشابهة لهذه اللحظة السياسية في عواصم عربية ثلاث، يجب أن تدخل في صلب أي نقاش حول رفع أو عدم رفع «الحرس الثوري» الإيراني من لوائح الإرهاب الأميركية، الذي تشترطه إيران والذي يبدو أن واشنطن تشددت حياله بعد ليونة سابقة سربت أخبارها في الإعلام.
فموضوع السجال بين طهران وواشنطن هو هذا الفصيل المسلح داخل النظام الإيراني الذي يقود عملية اختراق منظم وهدام لعدد من العواصم العربية، وهذه العواصم إلى جانب دمشق، وغيرها، هي المعنية بنتائج تصنيف «الحرس الثوري».
رغم رمزية التصنيف، أقله في الجزء الذي يعني دولنا ومجتمعاتنا من أنشطة الحرس، فإنه مهم في الحجة السياسية والخطاب الدبلوماسي حول الأدوار التخريبية لإيران، التي يفوق خطرها على السلم والأمن الدوليين الخطر النووي الذي يسعى الاتفاق لمعالجته. فحين قالت الخارجية السعودية إن الرياض غير مسؤولة مستقبلاً عن أي نقص في إمدادات النفط بسبب هجمات الحوثي، لم يكن في بالها الخشية من هجمات نووية، بل من هجمات بطائرات حوثية مسيّرة إيرانية المصدر والتشغيل! هل من باب الصدفة أن العواصم الثلاث، التي تتشابه ملامح التعطيل السياسي فيها الآن وتتلاقى عند آليات هيمنة موحدة، هي نفسها العواصم التي أعدمت في إيران عبر وكلائها 3 رؤساء عرب؟ أعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين على يد ميليشيات إيرانية، في أكثر مشهديات الانتقام قسوة ومذهبية، بدل أن تكون محاكمة صدام مدخلاً لعراق جديد. أعدم رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على يد ميليشيا إيرانية في قلب بيروت التي بناها ولم تقم لها قائمة من بعده. وأعدم الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح على يد ميليشيا إيرانية، بعد أن بالغ في لعبة الرقص على رؤوس الأفاعي!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الميليشيات الميليشيات الميليشيات الميليشيات الميليشيات الميليشيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon