توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية!

  مصر اليوم -

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية

بقلم: د. محمد بسيونى

يتناول الكثيرون خبراً غريباً عن توقيع عقوبة الحبس لستة أشهر وغرامة مائة ألف جنيه لكل مَن يصوِّر مواطناً دون تصريح مسبق.. ويبرر ذلك بحماية الخصوصية، والأغرب أنه يتحدث عن تصريح من جهة غير معلومة لانتهاك حق الخصوصية.

وحق الخصوصية ببساطة هو حق كل إنسان فى حماية معلوماته وسماته وعلاقاته وسلوكه الخاص من الضرر نتيجة استخدام آخرين لتلك الخصوصيات لإحداث أضرار محددة وواضحة بالإنسان.. ولذلك فإن كل دساتير وقوانين العالم تعظم من حق الخصوصية وتحميه وتعاقب مَن يسبب الضرر لإنسان عبر انتهاك خصوصيته.. ولكن هذه الدساتير والقوانين لا تسمح باستخدام حق الخصوصية لمنع حرية الرأى والتعبير والنشر أو الرقابة على الحريات العامة، ولا تقبل تهرب الموظف العام أو الشخصية العامة من المساءلة.. وذلك حفاظاً على الشفافية وحقوق المجتمع فى المعرفة والمحاسبة والاستقرار فى الدولة.

وجريمة النشر المتعلقة بانتهاك حق الخصوصية لا تقوم إلا بأربعة أركان: وقوع النشر، فلا جريمة دون النشر المحدد للشخصية بوضوح، والانتشار فلا جريمة إذا كان المنشور محدوداً ووقوع الضرر للفرد وإثباته مادياً ومعنوياً، والشكوى أو رفع قضية للمتضرر، وصدور حكم قضائى بات بتجريمه، فإذا لم يتوافر أحد الأركان لا تكون هناك جريمة.

وننبه هنا إلى خطأ النائبين المحترمين أحمد رفعت ومى البطران، حيث اقترحا عقوبة الحبس لستة أشهر وغرامة مائة ألف جنيه لمن يقوم بتصوير الفرد دون تصريح مسبق لحماية حق الخصوصية!!

ومنع حرية التصوير أو البحث وتقصّ للحقائق ونشرها من الأساس يقضى على قانونية المهن الاستقصائية.. فلو منعنا تصوير الأفراد والأحداث مثلاً، فإننا نمنع الصحفيين والإعلاميين ورجال البحث الجنائى والتحريات والباحثين العلميين والاجتماعيين من ممارسة عملهم.. كما أن التصريح المسبق قد يخرب الأدلة المادية!!

والاقتراح الغريب رقابة قبْلية مرفوضة، كما يجرم قرارات السادة الوزراء والمحافظين بوضع كاميرات تصوير فى الشوارع والمحال التجارية والمنازل، وجميعها تصور الأفراد للحماية من السرقة والإرهاب.. ويتناقض هذا الاقتراح أيضاً مع الحريات العامة والرأى والتعبير والنشر ودستور مصر 2014 و8 من الاتفاقيات الدولية المستقرة فى مصر منذ الثمانينات!

يا سادة.. إن دستورنا وقوانيننا تحترم حق الوطن والمواطن والاستقرار والصالح العام.. والله غالب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon