توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية!

  مصر اليوم -

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية

بقلم: د. محمد بسيونى

يتناول الكثيرون خبراً غريباً عن توقيع عقوبة الحبس لستة أشهر وغرامة مائة ألف جنيه لكل مَن يصوِّر مواطناً دون تصريح مسبق.. ويبرر ذلك بحماية الخصوصية، والأغرب أنه يتحدث عن تصريح من جهة غير معلومة لانتهاك حق الخصوصية.

وحق الخصوصية ببساطة هو حق كل إنسان فى حماية معلوماته وسماته وعلاقاته وسلوكه الخاص من الضرر نتيجة استخدام آخرين لتلك الخصوصيات لإحداث أضرار محددة وواضحة بالإنسان.. ولذلك فإن كل دساتير وقوانين العالم تعظم من حق الخصوصية وتحميه وتعاقب مَن يسبب الضرر لإنسان عبر انتهاك خصوصيته.. ولكن هذه الدساتير والقوانين لا تسمح باستخدام حق الخصوصية لمنع حرية الرأى والتعبير والنشر أو الرقابة على الحريات العامة، ولا تقبل تهرب الموظف العام أو الشخصية العامة من المساءلة.. وذلك حفاظاً على الشفافية وحقوق المجتمع فى المعرفة والمحاسبة والاستقرار فى الدولة.

وجريمة النشر المتعلقة بانتهاك حق الخصوصية لا تقوم إلا بأربعة أركان: وقوع النشر، فلا جريمة دون النشر المحدد للشخصية بوضوح، والانتشار فلا جريمة إذا كان المنشور محدوداً ووقوع الضرر للفرد وإثباته مادياً ومعنوياً، والشكوى أو رفع قضية للمتضرر، وصدور حكم قضائى بات بتجريمه، فإذا لم يتوافر أحد الأركان لا تكون هناك جريمة.

وننبه هنا إلى خطأ النائبين المحترمين أحمد رفعت ومى البطران، حيث اقترحا عقوبة الحبس لستة أشهر وغرامة مائة ألف جنيه لمن يقوم بتصوير الفرد دون تصريح مسبق لحماية حق الخصوصية!!

ومنع حرية التصوير أو البحث وتقصّ للحقائق ونشرها من الأساس يقضى على قانونية المهن الاستقصائية.. فلو منعنا تصوير الأفراد والأحداث مثلاً، فإننا نمنع الصحفيين والإعلاميين ورجال البحث الجنائى والتحريات والباحثين العلميين والاجتماعيين من ممارسة عملهم.. كما أن التصريح المسبق قد يخرب الأدلة المادية!!

والاقتراح الغريب رقابة قبْلية مرفوضة، كما يجرم قرارات السادة الوزراء والمحافظين بوضع كاميرات تصوير فى الشوارع والمحال التجارية والمنازل، وجميعها تصور الأفراد للحماية من السرقة والإرهاب.. ويتناقض هذا الاقتراح أيضاً مع الحريات العامة والرأى والتعبير والنشر ودستور مصر 2014 و8 من الاتفاقيات الدولية المستقرة فى مصر منذ الثمانينات!

يا سادة.. إن دستورنا وقوانيننا تحترم حق الوطن والمواطن والاستقرار والصالح العام.. والله غالب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية حق الخصوصية لا يقضى على المهن الاستقصائية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon