بقلم :د. محمد بسيونى
تبدو الديمقراطية عاجزة عن معالجات الأحداث الخطيرة من حولنا.. فنرى فى الجولة النهائية للانتخابات الرئاسية التونسية، التى ستجرى خلال أيام لاختيار رئيس للبلاد ما بين د. قيس سعيد ورجل الأعمال نبيل القروى، والأخير محبوس على ذمة تحقيقات ماسة بالسمعة والشرف، ورفضت المحاكم الإفراج عنه وتمسكت لجنة الإشراف على الانتخابات بخوضه الانتخابات محبوساً!! وهى حالة غير مسبوقة فى العالم، حيث يترتب عليها الطعن فى أساس تساوى الفرص أمام المرشحين فى الانتخابات مهما كانت نتائجها!! وهى قاعدة ديمقراطية أصيلة يتمسك بها كل الأطراف.. وهذه الحالة التونسية تمثل تحدياً قاتلاً للمستقبل الديمقراطى.
وفى الجزائر الشارع الغاضب يطلب نزاهة العناصر القيادية فى الدولة واللجنة المشرفة على الانتخابات واستبعاد كل المحسوبين على نظام بوتفليقة السابق قبل الدعوة للانتخابات الرئاسية.. والمطلب ديمقراطى عادل لتحقيق مبدأ الشفافية والقبول الشعبى للنتائج، ولكن تطبيقه صعب فى ظل حراك ثورى لا يقبل بالمتاح!! فأصبحت الديمقراطية فى الجزائر مقيدة!!
وفى بريطانيا تعقدت حالة الأداء الديمقراطى للبرلمان الرافض للبريكست مع تمسك حكومة جونسون بنتائج استفتاء ديمقراطى نظمته تريزا ماى، وتقرر فيه الخروج من الاتحاد الأوروبى مع نهاية أكتوبر الحالى.. وكل طرف متمسك بالإجراءات الديمقراطية مع تصاعد الهلع الجماهيرى من تصريحات جونسون بالخروج دون أى اتفاق!! ونرى الإجراءات الديمقراطية تؤيد الفريقين!!
وفى إسرائيل وبعد انتخابات ديمقراطية لانتخاب الكنيست الجديد جرت مرتين خلال 6 شهور فشل نتنياهو، رئيس الوزراء، فى تشكيل حكومة.. ووجدنا الأحزاب الفائزة فى الانتخابات ترفض استمرار نتنياهو مع تمسكه بمقعد رئاسة الوزراء والديمقراطية مكبلة بالبلطجة!!
وفى أمريكا صراع حاد بين بيلوسى، رئيسة مجلس النواب، والرئيس ترامب، والأخير معرض لاستجواب ومحاكمة أمام الكونجرس ربما تعطل كل قراراته خلال هذا العام الأهم فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى نهاية العام المقبل.. وكل الإجراءات ديمقراطية!!
إن خبراء النظم السياسية مطالبون بدراسة الحالات الجديدة للتفاعل الديمقراطى وتقديم حلول ديمقراطية حتى لا تبدو الديمقراطية معطلة وضعيفة ومتناقضة.. ويجب تعديل إجراءات التفاعل الديمقراطى ليكون الشعب حاضراً دائماً بإرادته الحرة فى المشهد السياسى.. والله غالب.
وقد يهمك أيضًا: