بقلم : د. محمد بسيونى
تتصاعد أسعار السلع والخدمات فى مصر المحروسة بلا سبب واضح ولا دراسة اجتماعية ولا تخضع لمنطق أو عقل. وتزيد الأسعار بأهواء فاجرة طامعة قاسية لا تعرف معانى الإنسانية.. والثمن يدفعه الجميع، الفقراء والأغنياء والمجتمع كله.. وحتى من يتحصّلون على عوائد مالية ضخمة بغير حق، من شركات أو رجال أعمال، يدفعون الثمن بطريقة أو بأخرى، حيث تزداد ضدهم الكراهية وتطالهم أزمات الفقر من ضغوط نفسية ومخاطر بيئية وعدم استقرار اجتماعى وسياسى وضياع لراحة البال مع مشاكل اجتماعية بالجملة، منها تزايد مرعب لمعدلات الطلاق بين حديثى الزواج وانتشار الجرائم والتوتر بين الناس.
وعلى الرغم من أن الله سبحانه قد أنعم علينا، خلال العامين السابقين، بزيادة محاصيل الفاكهة والخضراوات وجدنا الكيلوا الواحد يباع للمستهلك بخمسة أضعاف السعر المشترَى به من الفلاح، أو يصدر للخارج بسعر ضخم، وتضغطون على الفلاح لحد الخنق وهو منتج السلعة وتتركون التجار والمصدرين فى جشعهم وفُجرهم يمرحون بلا حساب ولا رقابة ولا حساب؟
وسعر الغاز للمنازل زاد عشرة أضعاف خلال شهور قليلة لنفس معدل الاستهلاك فلماذا؟؟ وإذا كان وزير البترول السابق قد أعلن أن 400 فرد (أصحاب الشركات كثيفة استخدام الطاقة) يحصلون على 80% من إجمالى دعم الدولة للغاز.. والـ90 مليون مصرى يحصلون على 20% من الدعم!! فهل نلغى الدعم على الجميع أم نراعى فروق الدخل للطبقات؟؟ وفى زيادة سعر استهلاك مياه الشرب خالفت الحكومة إجراءات الدستور والقانون فى فرض الزيادات، وهو المتكرر مع كل زيادة جديدة فى أسعار الخدمات والسلع الأساسية.
إن من يحمّلون غالبية الشعب المصرى من الفقراء والطبقة الوسطى والموظفين فاتورة الفشل الإدارى الحكومى ويمارسون الفجور فى الضغط على الشعب يلعبون بالنار، لأن الجوع لا يعرف معنى الصبر، والمجتمع لن يحتمل مغامرات زيادة أسعار مياه الشرب والكهرباء والغاز والبنزين والمواصلات والسلع الغذائية دفعة واحدة.
والأجور والدخول كما هى ولم تزد بمستوى زيادات كل الأسعار.. حذارى.. والله غالب.
نقلا الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع