توقيت القاهرة المحلي 20:22:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

بقلم : عبدالعظيم درويش

بالتأكيد لن أكون مبالغاً إذا اعتبرت أن الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، أكثر الوزراء «حظاً» عن سابقيها الذين شغلوا هذا المنصب على مدى السنوات العشر الماضية، ولمَ لا؟! فكل الظروف التى تحيط بنا أصبحت فى صالحها تماماً، ولم يتبق أمامها سوى أن تعمل وتنجز هى وكامل وزارتها بل وجميع وزارات الحكومة على فتح أسواق سياحية جديدة «غير تقليدية» لتعويض الفترة الماضية التى شهدت «جزراً» واضحاً انتكست به حركة «المد السياحى» -التى عايشنا انتعاشها قبل يناير 2011- إلا أنها تراجعت بعد ذلك وعانت مما يشبه الجفاف، بل ووصل الأمر إلى حالة من «التشقق» أصيبت به من جراء هذا الجفاف..!

رئيس يجوب العالم شرقاً وغرباً يحمل معه «ملف الاستثمار» لتنشيط الاقتصاد فى أسرع وقت وفى مقدمته «السياحة» بالطبع التى تُعد من أكثر المصادر المهمة للدخل القومى، إذ إنها ساهمت بنسبة 10% من الدخل القومى وقت الذروة فى عام 2010 إلا أنها تراجعت إلى 4% فقط فى عام 2017 وجميعنا يعلم أسباب هذا التراجع..!

قبل ما يقل عن نحو الشهر كانت مصر وتحديداً شرم الشيخ «قبلة للعالم أجمع» إذ تجمع فيها ممثلو 28 دولة بالاتحاد الأوروبى ونحو 21 دولة عربية تضمها جامعة الدول العربية فى أول قمة عربية أوروبية «الاستقرار والاستثمار» وهى قمة تاريخية غير مسبوقة -بين الجامعة والاتحاد الأوروبى- تجسد مكانة مصر السياسية حالياً على الساحة الدولية ودورها المركزى فى المنطقة كـ«حلقة وصل» ونقطة التقاء للحضارة العربية والأوروبية، وهو ما يعد فرصة ذهبية أمام وزارة السياحة ووزيرتها وهيئة تنشيطها للتحرك النشط لفتح أسواق سياحية جديدة غير تقليدية إلى جانب الأسواق التقليدية.

أيضاً بعد ما يقل عن 3 أشهر مقبلة تشهد مصر ومدن عديدة بها «القاهرة، والإسكندرية والإسماعيلية، والسويس وبورسعيد» مباريات كرة القدم فى بطولة كأس أفريقيا التى فازت بتنظيمها مصر بعد سحبها من الكاميرون والتى يشارك فيها 24 منتخباً يمثلون 10 دول أفريقية، وهو ما يعد أيضاً فرصة ذهبية أخرى لترويج السياحة الأفريقية من الجانب الرياضى بشرط أن تتنازل الوزارة عن تقليديتها التى مللنا منها بالاكتفاء بسياحة الآثار «الأهرامات وأبوالهول»..!

من المؤكد أن لـ«مصر» سجلاً حافلاً من النجاح فى تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية أربع مرات فى 1959 و1974 و1986 و2006 ولو كنا قد أجدنا استثمار كل ذلك فى هذا الوقت لكانت السياحة الأفريقية والرياضية لنا فى مستوى آخر تماماً، خاصة وقد سبق لنا تنظيم بطولة كأس العالم للخماسى الحديث التى شاركت فيها 31 دولة من مختلف قارات العالم المختلفة وهو ما كان ينبغى علينا استثمار كل ذلك فى تنشيط الحركة السياحية الرياضية الوافدة إلينا من مختلف دول العالم.

لا أحد يمكنه أن يجادل فى أن السياحة فى مصر تُعتبر من أهم أشكال السياحة على مستوى العالم، حيث إنه يوجد بمصر الكثير من الأماكن السياحية سواء الترفيهية أو الثقافية أو الدينية، بالإضافة إلى أن مصر تزخر بالعديد من المعالم السياحية والمتاحف والآثار، وتحتوى أيضاً على العديد من القرى والمنتجعات السياحية، غير أننا لم ننتبه إلى أهمية المنتجعات السياحية التى تتمثل فى الساحل الشمالى الغربى الذى بدلاً من استثماره فى سياحة المؤتمرات الدولية طوال العام جرى زراعته بالمبانى الأسمنتية وتحول إلى مكان لا يجرى استغلاله سوى بضعة أيام فى شهور الصيف ليصبح مهجوراً طوال بقية شهور العام.

ولأننا نجحنا أيضاً فى القضاء على «فيروس سى» اللعين إلى درجة أصبحت مصر دولة رائدة حقاً فى علاجه بأقل التكاليف فى غيرها من الدول، مما دفع ساحر الكرة العالمى «ميسى» إلى زيارة مصر قبل أقل من عامين لدعم مبادرته بدفع مواطنيه ومواطنى الدول الأوروبية إلى زيارة مصر للعلاج والسياحة أيضاً بتكاليف أقل من تكاليف العلاج فقط فى بلدانهم.. غير أنه للأسف أضعنا هذه الفرصة بسبب تصرف خاطئ من مسئول وتجاوزه كل الحدود معه، وربما كان «غروره» بأنه رجل مشهور قد هيأ له «تفوقه» على نجم الكرة الدولى ولم يشفع له اعتذاره عن هذا التجاوز..!

غير أننا سرعان ما أهدرنا الفرصة الثانية بسبب البيروقراطية «العنكبوتية» وهى «زيارة نجم السينما الأمريكية العالمى ويل سميث» وكأنها لم تكن مثلما أضعنا فرصاً عديدة وفى مقدمتها مباركة بابا الفاتيكان فرنسيس «أيقونة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر».. إذ كان البابا قد دعا نحو 2 مليار مسيحى فى العالم إلى زيارة معالم رحلة العائلة المقدسة فى مصر..! والغريب أننا لم ننجح فى استثمار الزيارة الأولى للبابا نفسه لمصر سياحياً وفشلنا فشلاً ذريعاً فى استثمارها اقتصادياً وأهدرنا فرصة اعتبارها بداية لانفتاح سياحى دينى غير محدود إذا ما كانت وزارة السياحة وهيئة تنشيطها قد أحسنت استثمارها والتى لم ولن تستطيع أى منهما تحقيقها حتى ولو أنفقتا ملايين الدولارات لتسويق المنتج السياحى المصرى، خاصة السياحة الدينية.!

وقتها اعتبرت «وزارة السياحة وهيئة تنشيطها» أن صورة قداسته -وهو يرقب من شرفة سفارة الفاتيكان التى اتخذها مقراً لإقامته شريان الحياة فى مصر «نهر النيل» والتى كانت تصلح منشوراً عالمياً للسياحة فى مصر- كأنها لم تكن، وأعتقد أن كل ما فعلته الوزارة مع هذه الصورة هو إيداعها ضمن أرشيفها إذا كانت لا تزال موجودة حتى الآن ولم توضع مفرشاً لساندويتشات الفول والطعمية لزوم إفطار الموظفين..!

وكعادتنا فى إعمال كل عوامل «الفهلوة وفتح الصدر» أعلنت وزارة السياحة بعدها استعدادها لاستقبال أول رحلة سياحية على طريق «العائلة المقدسة» خلال شهر مايو الماضى دون اتخاذ أى ترتيبات لتجهيز نحو 19 موقعاً فى مختلف محافظات مصر، بدءاً من رفح مروراً بالقاهرة ومحافظات الوجهين القبلى والبحرى، وهو ما لم يتحقق ويبدو أن التقويم بالوزارة مغاير تماماً لتقويمنا المعتادين عليه..!

بقى شىء واحد أن علينا كمواطنين أن نعى أن للرواج السياحى فى مصر أثراً إيجابياً واضحاً فى تنمية الاقتصاد، وبالتالى فإن انعكاس ذلك سيعود على تحسين مستوى معيشتنا، ولذا يجب أن يكف البعض عن معاملة السائح المقبل إلينا على أنه «نهيبة» يجب افتراسها من جانب سائقى سيارات الأجرة أو أصحاب الجِمال والخيول فى منطقة نزلة السمان والأهرامات أو من جانب أصحاب البازارات.. ولك يا أحلى اسم فى الوجود ولمواطنيك السلامة.. ولحركة السياحة إليك كل الرواج.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالعظيم درويش عبدالعظيم درويش



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:22 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
  مصر اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon