توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

  مصر اليوم -

عبدالعظيم درويش

بقلم : عبدالعظيم درويش

بالتأكيد لن أكون مبالغاً إذا اعتبرت أن الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، أكثر الوزراء «حظاً» عن سابقيها الذين شغلوا هذا المنصب على مدى السنوات العشر الماضية، ولمَ لا؟! فكل الظروف التى تحيط بنا أصبحت فى صالحها تماماً، ولم يتبق أمامها سوى أن تعمل وتنجز هى وكامل وزارتها بل وجميع وزارات الحكومة على فتح أسواق سياحية جديدة «غير تقليدية» لتعويض الفترة الماضية التى شهدت «جزراً» واضحاً انتكست به حركة «المد السياحى» -التى عايشنا انتعاشها قبل يناير 2011- إلا أنها تراجعت بعد ذلك وعانت مما يشبه الجفاف، بل ووصل الأمر إلى حالة من «التشقق» أصيبت به من جراء هذا الجفاف..!

رئيس يجوب العالم شرقاً وغرباً يحمل معه «ملف الاستثمار» لتنشيط الاقتصاد فى أسرع وقت وفى مقدمته «السياحة» بالطبع التى تُعد من أكثر المصادر المهمة للدخل القومى، إذ إنها ساهمت بنسبة 10% من الدخل القومى وقت الذروة فى عام 2010 إلا أنها تراجعت إلى 4% فقط فى عام 2017 وجميعنا يعلم أسباب هذا التراجع..!

قبل ما يقل عن نحو الشهر كانت مصر وتحديداً شرم الشيخ «قبلة للعالم أجمع» إذ تجمع فيها ممثلو 28 دولة بالاتحاد الأوروبى ونحو 21 دولة عربية تضمها جامعة الدول العربية فى أول قمة عربية أوروبية «الاستقرار والاستثمار» وهى قمة تاريخية غير مسبوقة -بين الجامعة والاتحاد الأوروبى- تجسد مكانة مصر السياسية حالياً على الساحة الدولية ودورها المركزى فى المنطقة كـ«حلقة وصل» ونقطة التقاء للحضارة العربية والأوروبية، وهو ما يعد فرصة ذهبية أمام وزارة السياحة ووزيرتها وهيئة تنشيطها للتحرك النشط لفتح أسواق سياحية جديدة غير تقليدية إلى جانب الأسواق التقليدية.

أيضاً بعد ما يقل عن 3 أشهر مقبلة تشهد مصر ومدن عديدة بها «القاهرة، والإسكندرية والإسماعيلية، والسويس وبورسعيد» مباريات كرة القدم فى بطولة كأس أفريقيا التى فازت بتنظيمها مصر بعد سحبها من الكاميرون والتى يشارك فيها 24 منتخباً يمثلون 10 دول أفريقية، وهو ما يعد أيضاً فرصة ذهبية أخرى لترويج السياحة الأفريقية من الجانب الرياضى بشرط أن تتنازل الوزارة عن تقليديتها التى مللنا منها بالاكتفاء بسياحة الآثار «الأهرامات وأبوالهول»..!

من المؤكد أن لـ«مصر» سجلاً حافلاً من النجاح فى تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية أربع مرات فى 1959 و1974 و1986 و2006 ولو كنا قد أجدنا استثمار كل ذلك فى هذا الوقت لكانت السياحة الأفريقية والرياضية لنا فى مستوى آخر تماماً، خاصة وقد سبق لنا تنظيم بطولة كأس العالم للخماسى الحديث التى شاركت فيها 31 دولة من مختلف قارات العالم المختلفة وهو ما كان ينبغى علينا استثمار كل ذلك فى تنشيط الحركة السياحية الرياضية الوافدة إلينا من مختلف دول العالم.

لا أحد يمكنه أن يجادل فى أن السياحة فى مصر تُعتبر من أهم أشكال السياحة على مستوى العالم، حيث إنه يوجد بمصر الكثير من الأماكن السياحية سواء الترفيهية أو الثقافية أو الدينية، بالإضافة إلى أن مصر تزخر بالعديد من المعالم السياحية والمتاحف والآثار، وتحتوى أيضاً على العديد من القرى والمنتجعات السياحية، غير أننا لم ننتبه إلى أهمية المنتجعات السياحية التى تتمثل فى الساحل الشمالى الغربى الذى بدلاً من استثماره فى سياحة المؤتمرات الدولية طوال العام جرى زراعته بالمبانى الأسمنتية وتحول إلى مكان لا يجرى استغلاله سوى بضعة أيام فى شهور الصيف ليصبح مهجوراً طوال بقية شهور العام.

ولأننا نجحنا أيضاً فى القضاء على «فيروس سى» اللعين إلى درجة أصبحت مصر دولة رائدة حقاً فى علاجه بأقل التكاليف فى غيرها من الدول، مما دفع ساحر الكرة العالمى «ميسى» إلى زيارة مصر قبل أقل من عامين لدعم مبادرته بدفع مواطنيه ومواطنى الدول الأوروبية إلى زيارة مصر للعلاج والسياحة أيضاً بتكاليف أقل من تكاليف العلاج فقط فى بلدانهم.. غير أنه للأسف أضعنا هذه الفرصة بسبب تصرف خاطئ من مسئول وتجاوزه كل الحدود معه، وربما كان «غروره» بأنه رجل مشهور قد هيأ له «تفوقه» على نجم الكرة الدولى ولم يشفع له اعتذاره عن هذا التجاوز..!

غير أننا سرعان ما أهدرنا الفرصة الثانية بسبب البيروقراطية «العنكبوتية» وهى «زيارة نجم السينما الأمريكية العالمى ويل سميث» وكأنها لم تكن مثلما أضعنا فرصاً عديدة وفى مقدمتها مباركة بابا الفاتيكان فرنسيس «أيقونة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر».. إذ كان البابا قد دعا نحو 2 مليار مسيحى فى العالم إلى زيارة معالم رحلة العائلة المقدسة فى مصر..! والغريب أننا لم ننجح فى استثمار الزيارة الأولى للبابا نفسه لمصر سياحياً وفشلنا فشلاً ذريعاً فى استثمارها اقتصادياً وأهدرنا فرصة اعتبارها بداية لانفتاح سياحى دينى غير محدود إذا ما كانت وزارة السياحة وهيئة تنشيطها قد أحسنت استثمارها والتى لم ولن تستطيع أى منهما تحقيقها حتى ولو أنفقتا ملايين الدولارات لتسويق المنتج السياحى المصرى، خاصة السياحة الدينية.!

وقتها اعتبرت «وزارة السياحة وهيئة تنشيطها» أن صورة قداسته -وهو يرقب من شرفة سفارة الفاتيكان التى اتخذها مقراً لإقامته شريان الحياة فى مصر «نهر النيل» والتى كانت تصلح منشوراً عالمياً للسياحة فى مصر- كأنها لم تكن، وأعتقد أن كل ما فعلته الوزارة مع هذه الصورة هو إيداعها ضمن أرشيفها إذا كانت لا تزال موجودة حتى الآن ولم توضع مفرشاً لساندويتشات الفول والطعمية لزوم إفطار الموظفين..!

وكعادتنا فى إعمال كل عوامل «الفهلوة وفتح الصدر» أعلنت وزارة السياحة بعدها استعدادها لاستقبال أول رحلة سياحية على طريق «العائلة المقدسة» خلال شهر مايو الماضى دون اتخاذ أى ترتيبات لتجهيز نحو 19 موقعاً فى مختلف محافظات مصر، بدءاً من رفح مروراً بالقاهرة ومحافظات الوجهين القبلى والبحرى، وهو ما لم يتحقق ويبدو أن التقويم بالوزارة مغاير تماماً لتقويمنا المعتادين عليه..!

بقى شىء واحد أن علينا كمواطنين أن نعى أن للرواج السياحى فى مصر أثراً إيجابياً واضحاً فى تنمية الاقتصاد، وبالتالى فإن انعكاس ذلك سيعود على تحسين مستوى معيشتنا، ولذا يجب أن يكف البعض عن معاملة السائح المقبل إلينا على أنه «نهيبة» يجب افتراسها من جانب سائقى سيارات الأجرة أو أصحاب الجِمال والخيول فى منطقة نزلة السمان والأهرامات أو من جانب أصحاب البازارات.. ولك يا أحلى اسم فى الوجود ولمواطنيك السلامة.. ولحركة السياحة إليك كل الرواج.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالعظيم درويش عبدالعظيم درويش



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon