توقيت القاهرة المحلي 11:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبادرات السيسى.. والقردة الثلاثة..!

  مصر اليوم -

مبادرات السيسى والقردة الثلاثة

بقلم : عبدالعظيم درويش

لأن تعدادنا قد تجاوز الـ100 مليون نسمة، على تلك المساحة من الكرة الأرضية التى تحددها خطوط الطول والعرض باسم مصر، فإن الاختلاف فى الآراء والرؤى يصبح أمراً طبيعياً للغاية بين مواطنيها ولا يشكل أى نوع من التوتر والخلاف بينهم أو الصراع، إذ إن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا مختلفين بالطبيعة، ولسنا كـ«قطع البسكويت» : لوناً أو شكلاً أو طعماً واحداً.. ولذا فلكل منا عقيدة وتوجه سياسى يشكل تفكيره الخاص وأسلوب حياته.

غير أن كثيرين منا قد اختار «المعارضة» منهجاً لتوجهه السياسى، اعتقاداً بأن العمل السياسى لا يعنى سوى «المعارضة» لكل شىء وأى شىء، وبالتالى فهو يتمترس خلف موقف ثابت لا يتغير على الإطلاق.. وللأسف يعتبر أن من يخالفه الرأى شخص معاد له على الرغم من أنه دائم التشدق بمقولة «الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية» دون أن يؤمن بها إيماناً حقيقياً..!

من بلاد بعيدة اختار هؤلاء المعارضون دوماً «مقولة» اعتمدوها منهجاً لرؤيتهم وممارساتهم السياسية ألا وهى «لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم» وهى مقولة يابانية الأصل التى يترجمها تمثال «القردة الثلاثة» التى تغطى بيديها أذنيها وعينيها وفمها.. وإذا كانت هذه المقولة تعنى فى حقيقتها رجاحة العقل والكلام وحسن التصرف: «لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم شراً»، فإن هؤلاء الذين اتخذوا «موقف المعارضة لكل شىء» قد أبدلوا بتصرفاتهم معناها لتصبح «لا أرى.. لا أتكلم.. ولكننى أصرخ وأعترض فقط» بحثاً عن طرق للمخالفة والرفض..!

يقيناً فإن أفراد «الطابور الخامس» الذين لا يزالون متخفين بيننا هم من ينتهجون هذه السياسة بهدف إشعال غضب الكثيرين خاصة هؤلاء «البسطاء»، الذين عانوا طوال عمرهم وعاشوا خارج اهتمامات أصحاب القرار على مدى الأربعين أو الخمسين عاماً الماضية، وينتظرون أن تتحسن أحوالهم كما تستهدفها حزمة القرارات الاقتصادية غير الجماهيرية التى قاربت على الانتهاء، والتى لولاها لكنا انحدرنا أكثر إلى «قمة» التدهور الاقتصادى بصورة تهدد بإعلان «إفلاس مصر» إذا كانت سياسات «اليوم بيومه» -التى كنا نتعامل بها على مدى سنوات طوال دون أى تخطيط أو رسم لمستقبل الوطن- قد استمرت طوال الأربع سنوات والنصف الماضية منذ أن استجاب السيسى لنداء الملايين الهادرة لتولى مسئولية القيادة.. أو كان الرئيس قد دام على سياسة «رشوى المواطن» فى صورة «دعم للسلع والخدمات» كما كان يفعل سابقوه -بصرف النظر عن مدى استحقاق البعض لهذا الدعم- لا لشىء إلا لضمان استمرارهم فى موقع القيادة دون النظر إلى نتائج هذه السياسة الخاطئة.

بالتأكيد فإن فاتورة الإصلاح الاقتصادى قاسية على معظمنا وهو ما يمثل فرصة ذهبية لـ«أفراد الطابور الخامس» للصراخ انتقاداً لكل ولأى شىء بزعم الدفاع عن «الغلابة والمطحونين»، دون أن يقدموا أى رؤية لتحسين أحوال «هؤلاء المطحونين» لا لشىء إلا أنهم لا يمثلون أى شىء بالنسبة لهم، فهم فى النهاية مجرد «سبوبة» لتحقيق مكاسب مادية، وهم لا يرون أو يسمعون عن أى إنجاز يتحقق فى «البنية الأساسية» على أرض الواقع من مدن جديدة وشبكة عملاقة للطرق وشبكات للكهرباء واكتشافات للبترول والغاز وقوات مسلحة تمثل درعاً واقية للوطن وتتقدم كل يوم بين أقوى جيوش فى العالم.. وحتى إن رأوا أو سمعوا فإنهم يرددون مقولة انتقادية لهذه الإنجازات «البشر قبل الحجر»..! غير أن جماهير المواطنين أصبحت واعية تماماً بمثل هذه الألاعيب وغيرها من خداع «الجماعة الإرهابية» التى لن تكف عن الخداع والتشكيك أملاً فى إشعال «نيران الفتنة» وإثارة المواطنين بهدف التسلل مرة أخرى لاسترداد موقعها الذى كانت قد اغتصبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين وإعادة احتفاظها بالوطن «رهينة» لديها، ولن يكتفى أعضاؤها بما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن الذى لا يعرفونه، أملاً فى أنه قد يتاح لهم العودة مستقبلاً بيننا وفق ما يتوهمون به..!

ولأنه يعلم حجم ما تحمله المواطنون من متاعب فى سبيل تحقيق الإصلاح الاقتصادى، فقد بدأ السيسى مشروعات ضخمة لـ«بناء الإنسان» على أساس شامل ومتكامل بدنياً وصحياً وعقلياً وثقافياً -بعد أن تحقق نجاح المرحلة الأولى من خطة الإصلاح الاقتصادى - من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى، التى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل هذه المجالات لإبقاء المجتمع المصرى قوياً ومتماسكاً.

خلال دورته الرئاسية الأولى أطلق الرئيس سلسلة مبادرات ناجحة مثل «مبادرة العفو عن الشباب المحبوسين، واستراد أراضى الدولة المملوكة، وسداد ديون الغارمات والغارمين» إضافة إلى اهتمامه الواضح بالفئات التى ظلت فى طى النسيان لسنوات طويلة فاهتم بسكان العشوائيات والمناطق الخطرة وجرى نقلهم إلى شقق سكنية راقية وكاملة الأثاث، إلى جانب إطلاق «وثيقة أمان» للتأمين على حياة العمال الموسميين ليصبح أول رئيس يفكر فى هذه الفئات من المواطنين المطحونين.

وفى بداية ولايته الثانية، كان للرئيس السيسى العديد من المبادرات التى اهتمت بالمواطن بشكل خاص؛ أولها الصحة فقد كانت همه الأول فيما بين القضاء على قوائم الانتظار، والمشروع القومى للمستشفيات النموذجية، والكشف عن سرطان الثدى، فاستحوذ الإصلاح الصحى إلى جانب الإصلاح الاقتصادى على رأس أولويات الرئيس لتكون حملة 100 مليون صحة هى الأشمل فى تاريخ مصر، إذ أطلقها قبل عدة أشهر لتبدأ من أكتوبر لتستمر حتى الآن وتجوب القوافل الطبية كل المواقع والمحافظات فى مصر للبحث والقضاء على فيروس «سى»، وإجراء المسح الطبى للمواطنين مجاناً، واكتشاف الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والسمنة والكشف على كل مواطن مصرى لإنهاء كل ما يعانيه من أمراض دون أن يتكلف جنيهاً واحداً.

قبل أسابيع بدأت مبادرة «حياة كريمة» لإيواء مشردى الشوارع وغير القادرين واستضافتهم مجاناً فى منازل لكبار السن بمختلف المحافظات، لتسير جنباً إلى جنب مع بدء المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية «نور حياة» فى المدارس، والتى تستهدف الكشف المبكر عن مسببات ضعف وفقدان الإبصار بين 5 ملايين تلميذ بالمرحلة الابتدائية، وعلاج الحالات المكتشفة مجاناً فى 5 محافظات هى الإسكندرية، والشرقية، والمنيا، وقنا، والأقصر، وتسليم نحو 132 ألف نظارة طبية وإجراء التدخلات الجراحية مجاناً للتلاميذ المتوقع اكتشاف إصابتهم خلال الكشف الطبى، إضافة لحصر الفئات الأكثر احتياجاً وتقديم الخدمة الطبية لهم بمختلف محافظات الجمهورية.

وإذا كانت هذه جهود السيسى للارتقاء بحياة المواطن، فإلى متى ستظل الحكومة تاركة المواطن نهباً لـ«جشع البعض».. وإلى متى سيظل المخادعون يتقمصون دور «القرود الثلاثة»؟!.. ولكِ يا أحلى اسم فى الوجود ولأبنائك ولقائد مسيرتك السلامة دائماً..!

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرات السيسى والقردة الثلاثة مبادرات السيسى والقردة الثلاثة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon