توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف

  مصر اليوم -

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف

بقلم - نبيل عبد الفتاح

يشكل التطرف العنيف واحدًا من أخطر الظواهر الاجتماعية والدينية والسياسية فى المجتمعات العربية والإسلامية، ويعتمد على عديد من المصادر المحركة والمحفزة على انتهاج سلوكيات خطيرة تؤدى إلى تهتك النسيج الاجتماعى والاستقرار السياسى، وقد تؤدى إلى انخراط بعض الأشخاص فى بعض المنظمات الإرهابية على نحو ما حفل به عديد من ملفات القضايا الجنائية لبعض الجماعات الإسلامية السياسية الراديكالية، التى مارست العنف منذ عقد السبعينيات من القرن الماضى، وصولا إلى تنظيمى القاعدة وداعش.

فى مواجهة هذا الفكر المتطرف والجهاز الإفتائى لهذه الجماعات، تحاول بعض الأجهزة الإفتائية الرسمية العربية، التصدى لهذا النمط من الآراء أو الخطابات الدينية المتطرفة والإفتائية، وهو جهد مشكور، ويحتاج إلى تطوير، وفى هذا الإطار لابد من دراسة المقاربات المتبعة فى بعض البلدان العربية لمواجهة الفكر المتطرف عموما، وفى إطار الجماعات الإسلامية السياسية والراديكالية على وجه الخصوص. ثمة عديد الأسئلة تثور قبل الحديث عن المقاربات التى اتبعت لمنع ومواجهة التطرف والتطرف العنيف فى بعض البلدان، يمكن إيراد بعضها فيما يلى:

أولاً: هل هناك دراسات تمت على الصعيد الرسمى حول التطرف وأسبابه واتجاهاته على المستوى الأمبريقى، حول بعض الخطابات الأيديولوجية السياسية أو الدعوية أو الإفتائية؟

ثانيًا: هل ثمة دراسات رسمية أو بحثية تمت على بعض الذين مارسوا التطرف والتطرف العنيف فى بعض القضايا الجنائية السياسية؟

ثالثًا: هل هناك دراسة حول أسباب ومصادر إنتاج التطرف والتطرف العنيف فى بعض الأوساط الاجتماعية الحضرية أو الريفية، وفى إطار أى الشرائح الاجتماعية ينتشر الفكر المتطرف؟

رابعًا: هل تمت دراسة للمناهج الدراسية فى نظامى التعليم المدنى والدينى، وتحديد المواد التى تحض على التطرف؟ وهل تم بحث الفلسفة التعليمية التى تتأسس عليها المناهج، وتشكل بيئة حاضنة لقبول الفكر المتطرف؟

خامسًا: هل تمت دراسة مناهج التعليم فى اللغة العربية وآدابها، وفى المواد الدينية بالنزعة النقلية وعلاقة بعضها بالفكر المتطرف؟

سادسًا: ما هى البنى الفكرية التى تحض على الحوار والنقد والتسامح وقبول الآخر الدينى أو المذهبى أو السياسى أو الفكرى؟.

سابعًا: هل هناك دراسات حول نظام إنتاج الفتاوى والخطابات الدعوية الرسمية؟ هل هناك دراسة على عينات من فتاوى بعض الوعاظ والمشايخ فى المساجد الرسمية والأهلية فى بعض المناطق الحضرية والريفية للتعرف على نمط الإفتاء من أعلى والإفتاء من أسفل؟ هل تمت دراسة سوسيو-دينية لنمط الأسئلة الدينية والاقتصادية والاجتماعية الشخصية والطائفية التى يطرحها الأشخاص وإلى أى الفئات الاجتماعية ينتمون؟ .

ثامنًا: هل تم بحث أنماط الأسئلة والمشكلات المطروحة على الجهاز الإفتائى، وهل هى أسئلة حقيقة أم أسئلة زائفة؟ إلى أى مدى يطبق طالبو الاستفتاء الإفتاءات التى تقدم لهم من بعض رجال الفتوى الرسمية؟ للكشف عن مدى جدية الطلب الاجتماعى على الفتوى!

تاسعًا: إلى أى مدى تؤثر ذكورية الموروث الإفتائى التأسيسى وما بعده على ذكورية الفتاوى الراهنة، وعلى مجافاة مبدأ عدم التمييز الجنوسى أو الجندرى؟.

عاشرًا: هل هناك بحوث حول النمط أو الأنماط الإفتائية حول المسيحيين أو اليهود أو غيرهم من أتباع الأديان والعقائد الدينية الوضعية غير السماوية؟ وإلى أى مدى تتوافق أو تتناقض مع الحرية الدينية فى الإسلام، أو فى الوثائق الدولية التى وقعت الحكومات العربية وصادقت عليها؟.

حادى عشر: هل هناك دراسة للعلاقة بين السياسى والدينى حول التطرف والتطرف العنيف والإرهاب فى سياسة وإنتاج وأداء الجهاز الإفتائى الرسمى أو الأهلى فى الدول العربية؟

ثانى عشر: هل تم بحث العلاقة بين أنماط التنشئة الاجتماعية السائدة فى أوساط شرائح اجتماعية محددة، وبين التطرف والتطرف العنيف؟ وهل درست السياسة التربوية السائدة فى بعض المدارس، وبين نزاعات التطرف والتطرف العنيف؟

ثالث عشر: هل تم دراسة مدى فعالية نمط الإفتاء الرسمى فى مواجهة أنماط التطرف والتطرف العنيف والإرهاب؟

إن نظرة على الواقع الراهن للحقل الدينى الرسمى واللارسمى، والسياسة الدينية الرسمية، ودور المؤسسات الدينية، تشير إلى غياب غالب هذه الدراسات الأساسية التى يمكن فى ضوئها صياغة سياسة دينية رسمية، وإستراتيجيات لمواجهة أنماط الفكر المتطرف والإرهابى.

الخطابات الشائعة من كبار رجال الدين والإفتاء فى عديد من البلدان العربية غالبًا تعيد إنتاج مقولات شعارية عامة، وذات طابع دفاعى، تنزه الإسلام العظيم من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الإرهابية والوحشية التى قامت بها داعش والنصرة، وذلك دونما دراسة للأطر المرجعية والتأويلية التى اعتمدت عليها فى تسويغها لهذا النمط من السلوك الوحشى غير المألوف والذى أساء للقيم الإسلامية الفضلى.

من ناحية أخرى لم نجد دراسات مشتركة لبعض من المتخصصين فى الفقه والتفسير والإفتاء وعلم الاجتماع والنفس فى دراسة بعض هذه الجماعات، أو تحليل بعض ملفات التحقيقات الجنائية مع بعض المنخرطين فيها، ودراسة دوافع انضمامهم لها، وخلفياتهم الاجتماعية، والبناء التنظيمى لهذه الجماعات، والتركيبة الأيديولوجية والمرجعية الفقهية والإفتائية لها، واستراتيجيات التجنيد... إلخ.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف أسئلة فى الطريق لمواجهة التطرف العنيف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon