توقيت القاهرة المحلي 11:05:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ليتل إيجيبت».. مدينة فى أمريكا تحتفل بانتمائها لقدماء المصريين

  مصر اليوم -

«ليتل إيجيبت» مدينة فى أمريكا تحتفل بانتمائها لقدماء المصريين

بقلم - عاطف الغمري

جذب انتباهى عندما كنت فى واشنطن خبرا فى إحدى الصحف عن بلدة صغيرة فى جنوب إلينوى تسمى LITTLE EGYPT، وأن سكانها يعتبرون أنفسهم من نسل قدماء المصريين، حتى إنهم حريصون على تأكيد هذا الانتماء فى مناسبات عديدة ورسمية.

بحثت عن رقم تليفون عمدة هذه البلدة، واتصلت به، وتحدثنا، وراح يشرح لى نشأة اسم ليتل إيجيبت تاريخيا، وأنه ظهر، لأول مرة، عام 1860، وبالرغم من عدم وجود رؤية رسمية عن سبب هذه التسمية، فالسكان لديهم عقيدة بأنهم أحفاد قدماء المصريين، وأن علماء الإنسان والتاريخ الذين اهتموا بدراسة أصول سكان المدينة لفت نظرهم شكل مقابر السكان القدامى، والتى بنوها بنظام معمارى على شكل الأهرامات فى مصر.

وإن كان هذا النمط قد توقف بعد ذلك لسنوات طويلة، وإن كانت هناك مدن أخرى صغيرة فى هذه المنطقة من جنوب إلينوى، حملت أسماء مصرية، فى إشارة من السكان إلى مصر نفسها.

الأهم فى مناقشتى مع عمدة ليتل إيجيبت ما عرفته منه من أنهم ينظمون مهرجانا فى تاريخ معين من كل سنة، يخرج فيه طلبة المدارس فى عرض يجوبون فيه شوارع المدينة، مرتدين ثيابا بنفس طراز الثياب التى كان يرتديها قدماء المصريين. ودعانى عمدة المدينة باعتبارى صحفيا مصريا لحضور هذا المهرجان، وراح يشرح لى كيف أننى سوف أستمتع بما سأراه من لمسات جمالية يضفيها هذا المهرجان على المدينة، ومن الشعور القوى لأهلها بالانتماء لمدينتهم، وقبلت الدعوة، وتحمست للذهاب. لكن ظروفا جدت فى توقيت المهرجان تجعلنى بصفتى الصحفية وبوجود مكتب للأهرام فى نيويورك أن نكون متواجدين هناك أثناء هذه الظروف.

ففى هذا الوقت كانت نيويورك تشهد مناسبة تخص الهوية الوطنية والحضارة المصرية. ففى متحف المتروبوليتان العريق يتم افتتاح معرض لآثار مصرية لها خصوصية متميزة، تحت عنوان «500 سنة من أزهى عصور الحضارة المصرية». وكان هناك تواجد مصرى شديد التميز فمن بين الحاضرين السفير أحمد أبوالغيط الذى كان وقتها مندوب مصر فى الأمم المتحدة، ووزير الثقافة المتميز فاروق حسنى، والعالم الأثرى المعروف عالميا الدكتور زاهى حواس.

لم تكن ليتل إيجيبت قد غابت عن الذاكرة، وإذا كانت فى أمريكا 19 مدينة باسم القاهرة، و12 مدينة باسم إسكندرية، نسبة إلى أهم مدينتين فى مصر، لكن تبقى حالة ليتل إيجيبت ذات خصوصية مختلفة عن هذه المدن.

هذا النموذج جذب تفكيرى إلى فعاليات إحياء الجذور التى بدأت بين مصر واليونان وقبرص، والتى تتضمن فى جانب من برامجها تنظيم زيارات سياحية وثقافية للشباب فى كل دولة، ثم إضافة جاليات جديدة، منها الجالية الأرمنية، وهو ما يجعلنى أتساءل: هل يمكن أن تتسع مظلة إحياء الجذور إلى أقليات فى منطقة جغرافية أخرى، يعتبر بعض سكانها أن أصولهم تعود إلى قدماء المصريين؟!

أقصد بذلك ما كنت قد علمته أثناء زيارة قديمة لمدينة بلجراد عاصمة صربيا الآن، من أن البعض فى دول البلقان يعرفون أنفسهم بأنهم مصريون تعود أصولهم إلى الفراعنة، وأن أجدادهم جاءوا أصلا من مصر.

وعلى سبيل المثال، ففى تعداد صربيا عام 2002، عرف المئات أنفسهم بأنهم من أصول مصرية، وبنفس الشكل عرف المئات فى مونتنيجرو والآلاف فى ماسادونيا (مقدونيا اليوغسلافية) أنفسهم بأنهم من أصول مصرية قديمة.

إن العدد هنا محدود بالمقارنة بمدينة بأكلملها فى إلينوى هى ليتل إيجيبت، والتى ما زال سكانها يحتفلون سنويا فى مهرجان وطنى بمصريتهم القديمة.

هنا أعود للتساؤل: ونحن نسعى إلى التواصل ثقافيا وحضاريا مع مواطنى دول أخرى هل يمكن أن تلقى فعاليات إحياء الجذور بظلالها على هذه المساحات البعيدة جغرافيا، والتى تحرص على تأكيد انتماءٍ يمثل عقيدة راسخة لديها بمصريتها.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ليتل إيجيبت» مدينة فى أمريكا تحتفل بانتمائها لقدماء المصريين «ليتل إيجيبت» مدينة فى أمريكا تحتفل بانتمائها لقدماء المصريين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon