توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسائل التواصل الاجتماعى.. ساحة بلا أسوار

  مصر اليوم -

وسائل التواصل الاجتماعى ساحة بلا أسوار

بقلم - عاطف الغمري

هل صحيح أن تحيز بعض مواقع الميديا إلى نوعية الروايات غير الصحيحة التى تنشرها وسائل التواصل الاجتماعى، يغذى هذا الانتشار وأنها تفعل ذلك لأنها وجدت المشاهد تستهويه الروايات المثيرة؟.

هذا التساؤل كان ضمن ما اعتبره المتخصصون قضية عامة لا تخص دولة دون غيرها، وهم يعكفون على مناقشاتهم لها بشكل تفصيلى، فى إطار السعى لتحديد النتائج الإيجابية والسلبية، للانتشار المجتمعى لوسائل التواصل الاجتماعى، وبعد أن أظهرت الدراسات أن حوالى 45% من الشباب فى الغرب يعتمدون على الفيس بوك مصدراً لمعلوماتهم.

يضيف المختصون الذين يناقشون هذه القضية سؤالاً آخر هو: هل تقوم وسائل التواصل الاجتماعى بعملية غسيل مخ لمستخدميها؟.. وكان السؤال مرتبطا بما تأكد لهم من أن حوالى 50% من الأخبار والروايات التى يقرأها المتعاملون مع النت هى ما ينطبق عليها وصف «الأخبار الكاذبة».

فى هذا السياق كانت هناك قراءة لهذه المعلومات على ضوء ما قيل من أن مات هنكوك، الوزير المختص لاستراتيجية الوسائل الرقمية فى بريطانيا، أصبح الأن يشعر بالسعادة بعد أن أقدم على قطيعة مع وسائل التواصل الاجتماعى لعدة ساعات يوميا، من لحظة دخوله من باب بيته، تاركاً تليفونه المحمول خارج البيت.

ومنع أولاده من استخدام النت مصدراً لمعلوماتهم. وهو ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية. ولم يختلف عن هذا التصرف، القرار الذى اتخذه الرئيس الفرنسى ماكرون بتحريم وجود التليفون المحمول فى المدارس.

فى تيار الاهتمام بتلك القضية، أجرت جامعة هارفارد دراسة تقول: من السهل كشف الكذب عندما يأتى من شخص واحد. أما إذا وجدنا على وسائل التواصل الاجتماعى تدفقاً للأكاذيب التى يشترك فى إطلاقها المئات دفعة واحدة، عندئذ يصبح من الصعب على المتلقى التمييز بين ما هو صحيح وما هو زائف.

جيمس وايد أحد علماء النفس فى بريطانيا، قال إن الإفراط فى إدمان الموبايل يقهر الإبداع، وأحيانا يزيد الشعور بالقلق والاكتئاب.

كل ذلك كان وراء قيام المختصين برصد الآثار السلبية والإيجابية لهذه الوسائل، وبوضع قواعد ملزمة فى بيوتهم لأولادهم، تحدد لهم الوقت الذى يقضونه مع الكمبيوتر، وتلقى المعلومات من الموبايل.

بالطبع لم ينكر هؤلاء الخبراء النواحى الإيجابية لهذا الوافد على الحياة العامة والخاصة، والذى جذب الكثيرين للالتفاف حوله، ولكنهم وتفادياً لكل ما هو سلبى، يقدمون لمستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى نصائح بشأن كيفية التعامل معها، وكانت نصيحتهم: تعلم كيف تستخدم هذه الوسائل ولا تتركها هى التى تستخدمك، مشيرين إلى ما أكدته مناقشات ودراسات المختصين من أن المبالغة فى الاعتماد على هذه الوسائل تخلق نوعاً من الحلقة الضيقة حول المتلقى الذى يصبح مأخوذاً إليها، وهو ما يمكن أن يغلق عقله عن التفكير النابع من ذاته، وبما يقترب بدرجة ما من عمليات غسيل المخ.

لا خلاف على أن هذه الوسائل أدخلت تطوراً مذهلاً فى كيفية الوصول إلى المعلومات، وفى لحظات قصيرة جدا، وكان ذلك من أهم ثمار عصر ثورة المعلومات، وتلك نتائج إيجابية مفيدة، لكنها فى نفس الوقت سحبت المتلقى خارج دائرة التواصل، على الأقل مع أفراد أسرته، وكل منهم منكب على أداته، سواء كانت النت أو الموبايل، بشكل يضعف من التواصل الأسرى والمجتمعى.

ومازالت المناقشات والدراسات تدور فى الغرب، مدفوعة بقلق متزايد من التأثيرات السلبية، وبعد أن تأكد أن الانتشار فائق السرعة للروايات الكاذبة والملفقة، يساعد عليه تراجع معدلات الاقبال على القراءة، وحيث أصبح يجرى تبادل لهذه الأخبار والروايات بين الأفراد وبعضهم، وهو ما يشكل شيوعاً لمعلومات لا تقتصر مصادرها على أفراد عاديين، بل تتدخل فى عملية تسريبها أطراف أجنبية، تهتم أجندتها بالاستحواذ على عقل المتلقى، طالما أنها تجد أمامها ساحة مفتوحة بلا أسوار أو حدود.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل التواصل الاجتماعى ساحة بلا أسوار وسائل التواصل الاجتماعى ساحة بلا أسوار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon