بقلم - مسعود الحناوى
لم تكن كل من نادية مراد الإيزيدية, وعهد التميمى الفلسطينية تعلمان وهما تتعرضان لمحنتهما القاسيتين أنهما ستصبحان حديث العالم.. ورمزا للبطولة والقوة والنضال.
فنادية التى كانت تبلغ من العمر 21 ربيعا حين قتل المسلحون الدواعش والدتها وأشقاءها.. وتعرضت للاستعباد الجنسى البغيض لمدة ثلاثة أشهر كاملة فى مدينة الموصل التى اتخذها هؤلاء الإرهابيون عاصمة لخلافتهم المزعومة.. لم تستسلم وتمكنت من الهرب من ذلك الكابوس الرهيب والوصول إلى ألمانيا.. وبدأت فى الظهور فى عدة لقاءات دبلوماسية وحضور جلسات لمجلس الأمن، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات المنددة بالتطرف وباستخدام العنف الجنسى فى الحروب, ولتلفت أنظار واهتمام العالم أجمع، وتنال العديد من الجوائز الدولية القيمة.. حتى توجت مؤخرا بأعظم جائزة عالمية ألا وهى نوبل للسلام.. ولتصبح الفتاة - التى كان كل حلمها أن تصبح مدرسة فى بلدتها الصغيرة ــ معلمة للبشرية كلها كيف يكون النضال والصبر والصمود.
ولم تكن عهد الفتاة الفلسطينية الصغيرة تعلم وهى تصفع الجندى الإسرائيلى على وجهه أمام العدسات دفاعا عن بيتها وممتلكاتها وأسرتها وشرفها ما ينتظرها من تكريم وإشادة وردود أفعال بعد ثمانية أشهر عجاف أمضتها فى السجون الإسرائيلية.. لتخرج فى يوليو الماضى وتجد نفسها وقد تحولت إلى أيقونة للمقاومة الفلسطينية ورمز للنضال.. ولم تفلح محاولات سلطات الاحتلال فى الإبقاء عليها داخل حدود الضفة الغربية ومنعها هى وأفراد أسرتها من السفر.. وأجبرتهم على العدول عن قرارهم الجائر لتغادر مع والدها إلى إسبانيا وتكرم فى نادى ريال مدريد الملكى ,وتثير حفيظة وغضب المسئولين الإسرائيليين الذين يصفونها بالإرهابية والمخربة.. بينما يراها العالم رمزا للشجاعة والنضال.
فمن رحم المحنة تولد المنحة وتمنح الجائزة ويتحقق الخلود.. المهم فقط الإيمان بالمبدأ .. والدفاع عن العقيدة بقوة وصبر وإيمان.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع