توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نزار قباني: الكتابةُ عملٌ انقلابي!

  مصر اليوم -

نزار قباني الكتابةُ عملٌ انقلابي

بقلم - حبيبة محمدي

لعلَّ الكتابةَ هى عملٌ انقلابىّ ضد القبحِ والظلم والقهر والذُّل والهوان، فى هذا العالَم وفى كلِّ تجلّياته، عمل انقلابى ضد كلِّ أشكال العَفَنِ البشرى!!.

انقلابٌ يقودُه عقلٌ متجاوِز لزمنِه، واعٍ بإرهاصاتِ واقعِه، عمل انقلابى يقودُه الكاتبُ فى أعلى درجاتِ تصالحِه وحريتِه معًا، حيث الرُّوحُ فى أعلى تجلّياتِ نقائِها وصفائِها، متجاوِزة لكلِّ الأعراض، مُبْقيةً على الجوهرِ، فحسب!

والكتابُ المُستوحى منه عنوانُ المقال، هو كتابٌ للشاعر الكبير «نزار قبانى»، وهو ليس قصائد شعرية فى أى لون، بل إضاءات تجمع بين الأدبِ والفكرِ والنقدِ والسياسة، والسخريةِ والتأمل، محافِظا فى كلِّ ذلك على جمالِ أسلوبه والتصوير لديه، وعلى عمقِ تفكيرِه وبساطته المعهودة، فى آنٍ واحد.

هذا هو الجزء الثانى والأخير من مقالى على هامش ذكرى الشاعر العربى الكبير «نزار قبانى»، المصادف لـ«٣٠ إبريل» - رحمه الله - علمًا أنَّ سيرةَ ومسيرةَ الشاعر، لا تكفيهما مقالاتٌ محددّة، بل تحتاجُ إلى دراساتٍ أكاديمية متخصصّة.

وأفتحُ قوسًا لأقولَ: (إنَّ «المصرى اليوم» المنبر الإعلامى الجاد والمحترم، هو الأكثر انفتاحًا بكلِّ وعى وتقدير ومسؤولية، فى الكتابةِ، على كلِّ الرؤى والآراء والمواضيع، على اختلافِها، ممّا جعلَ منه المنبرَ الأكثرَ موسوعيةً وموضوعيةً وقراءةً، والأقوى تأثيرا.

و«شهادتى مجروحة» بالتأكيد، كما نقول باللهجة المصرية الجميلة، لأنّنى فردٌ من هذه الأسرة المحترمة، ولى الشرف).

بالنسبة للشاعر «نزار قبانى»، نذكر بعضَ الإضاءات من كتابِه الجرىء:

إنَّ اللغةَ العربية تُضايقهم، لأنَّهم لا يستطيعون قراءتَها! والعبارةُ العربية تُزعجهم، لأنَّهم لا يستطيعون تركيبَها..

وهُم مقتنعون أنَّ كلَّ العصور التى سبقتْهم هى عصورُ انحطاط، وأنَّ كلَّ ما كتبه العربُ من شعرٍ منذ «الشنفرى» حتى اليوم.. هو شعر ردىء ومنحط!

تسأل الواحد منهم عن المتنبى، فينظر إليكَ باشمئزاز، كأنَّكَ تُحدثه عن «الزائدة الدودية»!، وحين تسأله عن (الأغانى) و(العقد الفريد) و(نهج البلاغة) و(طوق الحمامة)، يردُّ عليكَ بأنَّه لا يشترى أسطوانات عربيةً ولا يحضر أفلامًا عربية!.

(إنَّهم يريدون أنْ يفتحوا العالَمَ وهُم عاجزون عن فتحِ كتابٍ، ويريدون أنْ يخوضوا البحرَ وهُم يتزحلقون بقطرةِ ماءٍ، ويُبشّرون بثورةٍ ثقافية تحرق الأخضرَ واليابس، وثقافتُهم لا تتجاوز بابَ المقهى الذى يجلسون فيه، وعناوينَ الكتبِ المترجمة التى سمعوا عنها.!).

هذا هو «نزار قبانى»، الذى ظلَّ على مدى أكثر من خمسينَ عاما، يملأُ الدنيا شعرا ونثرا، لقد كان المتمرّد الغاضب، والعاشق المُحبّ؛ ولعلّ الاحتفاء بذكراه، يكون بقراءتِه دائمآ ودراسةِ أعماله، هو وكلّ أيقوناتِنا العربية فى الإبداعِ والأدب، والفكرِ والثقافة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزار قباني الكتابةُ عملٌ انقلابي نزار قباني الكتابةُ عملٌ انقلابي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon