توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بول أوستر» و«آليس مونرو» الكتابةُ بطَعمِ الإنسانية!

  مصر اليوم -

«بول أوستر» و«آليس مونرو» الكتابةُ بطَعمِ الإنسانية

بقلم - حبيبة محمدي

غيَّبَ الموتُ، مؤخرًا، وفى فترةٍ زمنيةٍ متقاربة، كاتبيْن كبيريْن مبدعيْن فى مجاليْهما، الأوّل هو الكاتب الروائى الأمريكى الكبير «بول أوستر Paul Auster»، والثانية، هى الكاتبة الكندية الحاصلة على «جائزة نوبل»، «آليس مونرو Alice Munro».

حيث وصلَ الاثنان إلى العالمية، من مَهْدِ المحلية الشديدة!

بول أوستر (2024-1947)، صاحبُ الكتاب الأشهر «اختراعُ العزلة»، روايته الأولى، قرأتُها فى ترجمتِها الفرنسية، وهى شبهُ سيرة ذاتية، وفيها خاصةً، «نوستالجيا»، يُكرِّمُ من خلالِها، دورَ وقيمةَ الأبِ فى الحياةِ، ويكتبُ حُبَّه له:

(فأنتَ لا تكفّ عن الجوعِ لحُبِّ أبيكَ حتى بعد أن تكبرْ!)!.

ولـ«بول أوستر» عشراتُ الكتبِ الأخرى، تُرجمت إلى أكثر من أربعين لغة، غير الفرنسية واللغة العربية، بالتأكيد.

وفضلا عن الروايةِ، كتبَ «بول» الشِّعرَ، ومارسَ الإخراج، - حيث لا يتسِّعُ المجالُ لعرضِ سيرتِه كلِّها. كُتب فى الصحافة، يوم 30 إبريل المُنصرم:

(تُوفى «بول أوستر» هذا المساء، فى منزلِه، مُحاطًا بأحبائه)!.

أما «آليس مونرو» (2024-1931)، فهى الأديبة الكندية المتخصصّة فى كتابةِ القصةِ القصيرة، والحاصلة على «جائزةِ نوبل» فى الآداب فى 2013. سيرتُها الملهمة، تشِّى بأنَّها امرأةٌ استثنائية، عاشتْ صعابًا جمّة فى سبيلِ تحقيقِ حلمِ الكتابةِ، بسببِ ظروفِها والتزاماتها، حيث كانت «تسرقُ» الوقتَ وسط شؤون المنزل، لتكتبْ!

وما أكثرَ الكاتبات فى عالَمِنا العربى، اللواتى يعرفنَ الصعوباتِ نفسَها، ومنهن مِن ذواتِ المواهب الكبيرة، انصرفن عن الكتابة، بسببِ ظروفهِن الاجتماعية التى تحولُ دون استمرارِهن، وأحيانا بسببِ الذهنيةِ المتسلّطة التى تُمارَس عليهن، يتوقفنَ عن الكتابةِ، ويتمُّ وأدُ مواهبِهن!

نعم! يجبُ أن نواجهَ أنفسَنا بشجاعة:

ليس سهلًا أنْ تستمرَ المرأةُ المبدعةُ فى الكتابةِ، فى عالَمِنا العربى!، إنَّه نضالٌ وقوة منها، يجب الوقوفُ بجانبِها من أجلِ ذلك، وهو أيضا شجاعةٌ، تستحقُ عليها كلَّ التقدير!

ويبدو أنَّ التحدياتِ التى تواجهُها المرأةُ المبدعة، متشابهة، فى الغربِ والشرقِ، على حدٍّ سواء!.

«آليس» المتأثرة فى مسيرتها الأدبية بكُتّابٍ كبارٍ، مثل «تولستوى»، «كافكا»، «تشيخوف» وغيرهم؛ صنعتْ لنفسِها مكانةً خاصة، يصعبُ الحصولُ عليها فى عالَمٍ أثبتَ أنَّه ذكورى بامتياز، حتى فى الغربِ الذى كثيرًا ما تشَدَّقَ بحقوقِ المرأة!!

حيث وُصِفَت كتاباتُها بأنَّها أحدثتْ ثورةً فى بنيةِ القصةِ القصيرة، واعتبرتْ لجنةُ منحِ الجائزة أنَّ القصصَ القصيرةَ التى تؤلفها الكاتبة، هى من بينِ الأفضلِ فى العالَم حاليًا، ولهذا السبب وأكثر، استحقتْ صاحبةُ «مسيرةُ الحبّ» و«رقصةُ الظلالِ السعيدة» جائزة نوبل!.

غادرتْنا «آليس» يوم 13 مايو الجارى.

- «بول أوستر» و«آليس مونرو»، لروحيْكما السلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بول أوستر» و«آليس مونرو» الكتابةُ بطَعمِ الإنسانية «بول أوستر» و«آليس مونرو» الكتابةُ بطَعمِ الإنسانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon