توقيت القاهرة المحلي 01:11:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دورُ المثقفِ العربي

  مصر اليوم -

دورُ المثقفِ العربي

بقلم - حبيبة محمدي

أَبدأُ بالتساؤلِ، مثل أى مثقفٍ فى أُمتِنا العربية:

تُرى متى سيستعيدُ المثقفُ العربى مكانتَه ودورَه الحقيقييْن فى مجتمعاتِنا العربية؟!

للمفكر الدكتور «إدوارد سعيد»، مقولةٌ هامةٌ فى هذا السياق، ذكرها عند سؤالِه عمَنْ هو المثقف؟:

(تكون مثقفًا عندما يكونُ لديكَ منطقُكَ الخاص وآراؤكَ الخاصة، وألّاَ تكونَ منساقًا وراءَ منطقِ وآراءِ الغيرِ، وأن تكونَ لديكَ الجرأةُ والحريةُ الكافية فى اختيارِ موقفِكَ والتعبير عنه بكلِّ حرّيةٍ).

وفى كلِّ أوطانِنا العربية، نسأل:

هل لدينا الحريةُ فى التعبيرِ عن آرائِنا وهمومِنا وإشكالاتِنا بكلِّ ألوانِها، السياسية والإيديولوجية، الفكرية، الاجتماعية والثقافية؟

وهل نملكُ جرأةَ التفكيرِ، قبل كلِّ ذلك؟

أم المجتمعات كلّها منساقة؟ ولا تجرؤ على استخدامِ العقلِ فى حياتها، أو لا تسمح لها البيئةُ المحيطة، بذلك؟

هل الكاتبُ فى مجتمعاتِنا حرٌّ فى كتابة آرائِه؟ سواء مباشرةً أو من خلالِ قوالبِ السردِ المختلفة وأشكالِ الإبداع المتعدّدة، حيث تكون أفكارُه متواريةً وراء الأشكالِ الإبداعية المختلفة.

هل لدى الكاتب، ولدى أى مواطنٍ فى مجتمعاتِنا، الرأى الخاص به، وموقفُه ممّا يحدثُ فى وطنِه وما يعيشه من أحداثٍ فى مختلفِ المجالاتِ، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا؟.

هذا ويظلُّ دورُ المثقفِ ضروريًا جدا فى البلادِ التى تُقدِّرُ مفكريها وكُتّابَها ومبدعيها، وكلَّ القوى الناعمة فيها.

المثقفُ ليس هو الحامل للمعلومات أو المنتج للأفكار أو المؤلف للكتب أو المبدع فى أى مجالٍ من مجالاتِ الإبداع أو الفنون، فحسب، بل هو الذى يعمل على المشاركةِ فى نشرِ تلك الأفكارِ فى مجتمعِه والمساهمة فى التوعيةِ والتثقيف، وهو الملتزم بدورِه تجاه مجتمعه والإطّلاع على همومِ النّاس ومشاكلِهم وآرائِهم ورؤاهم، والملتزم أيضا بحملِ رسالةِ الوعى والتنويرِ فى المجتمعِ بكافةِ أطيافِه.

بدون المثقف، لا يمكن أن يُدارَ حوارٌ عقلانى فى المجتمع.

المثقف الحقيقى هو الذى يكونُ له موقفٌ من الأحداث فى مجتمعِه، وليس ذلك الذى يحلِّقُ فوق الأحداث!.

المثقف الحقيقى هو صانعُ الأفكار وهو الذى عليه أن يُقرِّبَها إلى النّاس، أيضًا.

هناك مصطلح «الأَنْتليجنسيا»، «L’intelligentsia» والذى يعنى (فئة من الأشخاص المتعلّمين المنخرطين فى الأعمالِ الذهنية التى لها دورٌ نقدى وتوجيهى وقيادى فى تشكيلِ ثقافةِ وسياسةِ مجتمعِهم، تضمُّ فنانين ومعلّمين وأكاديميين وكُتَّاب). هُم المثقفون!.

(وهى الفئة المؤهلة لصياغةِ إيديولوجيا متكاملةٍ للتطوّر مستندة فى ذلك إلى التقاليد المحلية داخل المجتمع).

إنَّ موضوعَ المثقفِ وعلاقتَه بالمجتمع، فى سياقاتِه المختلفة وتحوّلاتها، يطرحُ إشكالياتٍ جمَّةً -لا يتسِّعُ له مقالٌ واحدٌ.

ويبقى السؤالُ: متى يكونُ للمثقفِ العربى دورُه الفعّال والحقيقى فى المجتمع؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دورُ المثقفِ العربي دورُ المثقفِ العربي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة
  مصر اليوم - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon