بقلم - حبيبة محمدي
يُشرفنّى، باسمِى الخاص، ككاتبةٍ عربية، وباسمِ كلِّ قلمٍ حرٍّ فى مِصرَ والوطنِ العربى، أنْ أتقدمَ بأجملِ التهانى وأسمى التبريكات لكلِّ أسرةِ جريدة «المصرى اليوم» الغرّاء، كُتَّابًا ومسؤولين، كلّ باسمِه ومقامِه الرفيع، بمناسبةِ العيدِ العشرين لتأسيسِ هذه الجريدة الرائدة فى مجالِ الصحافةِ المستقلة فى مِصر والوطن العربى.
وإذْ أفعل، فأنا «شهادتى مَجْروحة»، كما نقول باللهجةِ المصرية الجميلة!، حيث أشرفُ وأعتزُّ بأنْ أكونَ فردا من هذه الأسرة الفاضلة، وجزءا ولو صغيرا من هذا التاريخ المُشرّف لجريدةٍ وُلدتْ كبيرة، رائدة وحرّة!.. والحق أقول، أنْ تستكتبَ جريدةٌ مصريةٌ على صفحاتِها كاتبةً عربية، فهذا فى حدّ ذاتِه موقفٌ نبيل يتخذّه مسؤولو هذا المنبر المحترم من الكُتّاب العرب.
وهدفٌ سامٍ لتصوّرِ الفكر القومى عند أصحابِ الجريدة والمسؤولين عنها، وهو تجسيدٌ للتوّجهِ القومى العربى، الذى دأبتْ الجريدةُ على جعلِه نهجًا ونبراسًا لها، منذ بدايتِها، وتجلٍّ من تجلّياتِ وحدتِنا العربية التى نظلُّ ننشدُها ونتطلعُ إليها، ثقافيا، إعلاميا وفى جميع المجالات... كيف لا؟ ومِصرُ هى قلبُ الأمةِ النابض، وأيقونةُ العروبةِ دائمآ وأبدا!.
أذكرُ فى العام 2004، أننّى كنتُ وقتها موظفةً فى سفارةِ الجزائر بالقاهرة، وذلك بالقسمِ الثقافى والإعلامى بها والعلاقات؛ وكان الهدف الأسمى الذى أتشرفُ به دائمًا هو مدُّ جسورِ التواصلِ بين البلديْن العزيزيْن «مِصر والجزائر» فى مجالِ الثقافة والإعلام.
وكان من ضمنِ مهامِنا متابعةُ كلِّ الإصدارات الصحفية فى مِصر، وكانت علىّ مسؤولية أنْ أختارَ أكثر الإصدارات مصداقية، وفضلا عن التاريخ والعراقة للصحافة المِصرية، ظهرتْ، وقتئذ، «المصرى اليوم» جديدةً ورائدةً بالنسبة للصحافة الخاصة والمستقلة. كانتْ فى بدايتها، لكن سرعان ما حظيتْ بشهرةٍ كبيرة بين النّاسِ وعرفتْ انتشارا واسعا، نظرا لمصداقيتِها ومساحةِ الحريةِ فيها.
(كانتْ ولاتزال «المصرى اليوم» تُمثِّلُ مرحلةً مفصليةً فى تاريخِ الصحافةِ المِصرية)، كما ذكرَ الأستاذ الفاضل «علاء الغطريفى» رئيسُ التحرير الحالى. ومنّى، شلالاتُ محبّةٍ واعترافٌ بالفضلِ، له وللأساتذة السابقين لرئاسةِ تحريرِ الجريدة، كلّ باسمه ومقامه، وكلّ الكُتّاب الأفاضل الذين أشرفُ بأنْ أكونَ زميلةً معهم.
دون أن ننسى أصحابَ المبادرةِ الجريئة والرائدة، مُلاك ومؤسّسى الجريدة، الذين أثبتوا أنَّ رجالَ الأعمالِ الوطنيين يستطيعون خدمةَ الفكرِ والمعرفةِ والوعى والتنويرِ فى بلادِهم، عندما يكونون بمثلِ هذه الرُّوحِ الوطنيةِ الكبيرة.
كلّ سنة و«المصرى اليوم» أيقونةٌ للحريةِ والمصداقية، للموضوعيةِ والنزاهةِ، للحقيقةِ والمعرفة. كلّ سنة ونحن جميعا طيبون. كلّ سنة والقُرّاء الأعزّاء طيبون أيضًا، لأنَّهم شركاؤنا الأحبابُ!. المجدُ لأُمَّتِنا العربية!.