توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيلةُ الإبداعِ الإنساني في الزمنِ الاصطناعي!

  مصر اليوم -

فضيلةُ الإبداعِ الإنساني في الزمنِ الاصطناعي

بقلم - حبيبة محمدي

بدايةً، أتساءلُ: كيف لآلةٍ أنْ تُكْمِلَ أجزاءً من روايةٍ، أو تكتبَ نصوصًا شعريةً؟!.

أعترفُ أننّى أكرهُ كلَّ ما هو «اصطناعى» أو «مُتصَنَّع»، مثل «الذكاء الاصطناعى»، هذا المصطلح الذى انتشر مؤخرًا، والذى، الهدف منه، كنظامٍ اصطناعى، هو جعلُ الآلةِ تُكملُ مهمةً بشرية معقّدة، بكفاءة!، وحتى لو سلّمنا بأنَّ الأمرَ مسموحٌ به ومفيد فى العلومِ عمومًا، لكنّه غيرُ مقبول وخطير أن يحدثَ فى الكتابةِ والإبداع لأنَّ مجالَ الإبداعِ، عمومًا، قراءةً وكتابةً، معرفةً، فنًّا وفكرًا، يصعبُ أن تنوبَ فيه آلةٌ صمّاء عن الإنسان!.

إنَّه قتلٌ لروحِ المبدعِ التى ينفخُ منها فى عملِه وإنتاجِه!.

وأتساءل: تُرى إلى أين ستأخذنا كلُّ هذه التطوّرات التكنولوجية الجديدة، التى اجتاحتْ حياتَنا وحوّلتها إلى مجرّدِ أرقام، وكدنا بسببها نفقد المعنى الحقيقى للإنسان؟!.

بالتأكيد، من المفترض أنَّ كلَّ تطوّرٍ علمى ومعرفى جُعل من أجلِ خدمةِ الإنسان ومساعدتِه لحلِّ بعضِ المشكلات المعرفية، وفى صالحه، لكنّه يبقى سلاحًا ذا حدّين!.

كثيرون منّا مازالوا يمارسون حياتَهم بطريقةٍ كلاسيكية، نوعًا ما!؛.. مازلتُ أحبُّ الأجواءَ الكلاسيكية فى كلِّ شىء، كالذوقِ، مثلًا، فى مشاهدةِ أفلام السينما القديمة، أحبُّ حقًا زمنَ «الأبيض والأسود» بكلِّ تجلّياته ومشاعره فى مجالاتِ الحياة، الشوارع القديمة، المنازل التراثية، طباعنا وأصولنا القديمة.. «لدىَّ نوستالجيا» لكلِّ ذلك.

وأيضًا أحبُّ قراءةَ الكتبِ بالطريقة القديمة وذلك بحملِ الكتاب مباشرةً وليس عن طريقِ الشاشة لأنَّ ملامسةَ الورقِ تُشعرنّى بالدفء وبالتواصل الرُّوحى مع الأفكارِ التى أقرأ؛ كما أحبُّ أيضًا الكتابة على الورقةِ البيضاءِ مباشرة قبل النقل إلى جهازِ الحاسوب أو غيره!.. هذه التركيبة الإنسانية الكلاسيكية جدًّا أو «الدقة القديمة»!، بالتأكيد تنزعجُ من هذا الذكاء الاصطناعى!.

أخشى ما أخشاه أن يأتى يومٌ وتصبح الأجهزةُ هى التى تقرأ أو تكتب بديلًا عن الإنسان كاتبًا ومبدعًا!، خاصةً بعد أن قرأتُ مؤخرًا خبرًا ذكرتْه صحيفةُ «تليجراف» البريطانية، مفاده أنَّ روائيةً يابانية اعترفتْ بأنّها كتبتْ أجزاء من روايتها بمساعدةِ الذكاء الاصطناعى!.

الرواية، عنوانها «برجُ التعاطف فى طوكيو»، وفازتْ بجائزةٍ مرموقة للكُتَّاب الجُدد!.

للفيلسوف «نيتشه» عبارةٌ شهيرة، هى: «اكتبْ بدمِكْ»، وتعنى أنَّ الكتابةَ فعلٌ إنسانىٌّ أصيل، فيه مشاعرُ وأحاسيسُ وانفعالاتُ الكاتبِ، فيه روحُه، بل دمُه!. إنَّ الكتابةَ فعلٌ روحى وعقلانى خاص بالمبدعِ وحده، هى تجربةٌ فردية تُشبه حالَ المتصوّف، تجربةٌ ذاتية خاصة بالمبدعِ وحده، ولا تخصّ أحدًا سواه، ومَنْ ذاق عَرَف!.

إنَّ حالةَ الإبداعِ حالةٌ- لا ولن- تنوبَ عنها آلةٌ، مهما بلغتْ مِن الذكاءِ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلةُ الإبداعِ الإنساني في الزمنِ الاصطناعي فضيلةُ الإبداعِ الإنساني في الزمنِ الاصطناعي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon