توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن

  مصر اليوم -

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن

بقلم - حبيبة محمدي

أكتبُ من منطلقِ هذا التساؤلِ الفلسفى:

هل الفنُ والإبداعُ عمومًا التزامٌ بقضايا المجتمعِ والوطن ومسؤوليةٌ تجاههما، أم نزهةٌ على شاطئِ بحرٍ؟.

بين نظريةِ «الفن للفن»، التى تقوم على اعتبارِ الفنِ فعالية إنسانية ذاتية، لها قوانينُها الخاصة التى لا ترتبطُ بأىِّ قانون اجتماعى أو أخلاقى، حيث إنَّ الفنَ عند هؤلاء لا هدف له إلا ذاته، إذْ ليست للفنِ غاية أو وظيفة اجتماعية أو أخلاقية، وظيفته الوحيدة (إن كانتْ له) هى إثارةُ الجمالِ أو المتعة فحسب، حتى لو كانتْ هذه المتعة مجرّد كوميديا وانتزاع الضحك!.

وبين نظريةِ الالتزام فى الفنِ والإبداعِ عمومًا، حيث يُحيل مفهومُ الالتزام إلى دلالاتٍ فلسفية وأخلاقية واجتماعية، من خلال العلاقة بين الإبداعِ ودورِه فى المجتمعِ، بكلِّ إشكالياتِه وقضاياه.

بينهما، إذًا، يقفُ العملُ الدرامى «بابا جه»!. العملُ الذى أسالَ مِدادَ الكثيرين من النقاد والمهتمين والكُتّاب، فى مِصرَ والوطن العربى؛ وما كنتُ لأكتبَ عنه- وأنا الكاتبة التى تتماهى مع ما تكتب من منطلقِ الذائقةِ الفنية والفكر الفلسفى فحسب- إلا لإيمانى برسالةِ الفنِ الهادف وبالدورِ التربوى للإبداعِ عامةً.

لقد استطاعَ العملُ أن يخلقَ حالةً من الجمالِ ويُقدمَ رسالةً هادفة للمجتمع، ويُكرِّسَ للفكرِ التربوى السليم فى العلاقات الأُسرية، حيث دور الأب بالتحديد، فى حياةِ أبنائِه، وأنه ليس للإيجار ولا بديلَ له، وهى رسالة توعوية للكبارِ والصغارِ على حدٍّ سواء، قُدمتْ فى شكلِ كوميديا اجتماعية راقية بعيدة عن الابتذال، ممّا سيجعلُ الآباءَ وأولياءَ الأمورِ يُعيدون التفكيرَ فى أسلوبِ معاملتِهم مع أولادِهم وتربيتِهم حتى تتمَّ تنشئتُهم تنشئةً سوّية، ويصيروا أفرادًا صالحين فى مجتمعاتِهم، وفى خدمةِ أوطانِهم.

هى حبكةٌ درامية بالغةُ الوعى وشديدةُ الجمال، كان وراءها تفكيرٌ خارج الصندوق، حملَ لواءَه ممثلٌ موهوب جدًّا هو الفنان الرائع الأستاذ «أكرم حسنى»، الذى أدى دورَه بصدقٍ نادرٍ وبأسلوبِ السهل الممتنع، والمخرج الأستاذ «خالد مرعى»، وأيضًا الطفلة الموهوبة «لافينيا نادر»، مع باقى أسرةِ العملِ المتكامل- وعذرًا، حيث لا يستطيعُ مقالٌ واحدٌ مُحددّ بعددِ كلماتٍ أن يفى كلَّ جوانبِ العمل.

ومن الأصداءِ الجميلة والمؤثرة، رسالة الطفلة الفلسطينية «نادين»، التى أرسلتْها، مُعبِّرةً عن إعجابِها بالمسلسل وبأنَّه كان سببًا لجعلِها «تضحك وتنبسط ولا تحسّ بالحرب المُقرفة»!.

حقًّا إنَّه تأثيرُ وأثرُ العملِ الفنّى فى المجتمع وعلى هذا النشءِ، فى مِصرَ والوطن العربى.

إنّنا كشعوبٍ عربية، نملكُ من المقوّمات التى تسهمُ فى وحدتِنا المنشودة، الكثيرَ، وعلى رأسِها الفن والإبداع.

وستظلُّ الوحدةُ العربيةُ حُلمَنا الأكبر والأجمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن «بابا جه» والدورُ التربوي للفن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon