توقيت القاهرة المحلي 10:02:36 آخر تحديث
الاثنين 13 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن

  مصر اليوم -

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن

بقلم - حبيبة محمدي

أكتبُ من منطلقِ هذا التساؤلِ الفلسفى:

هل الفنُ والإبداعُ عمومًا التزامٌ بقضايا المجتمعِ والوطن ومسؤوليةٌ تجاههما، أم نزهةٌ على شاطئِ بحرٍ؟.

بين نظريةِ «الفن للفن»، التى تقوم على اعتبارِ الفنِ فعالية إنسانية ذاتية، لها قوانينُها الخاصة التى لا ترتبطُ بأىِّ قانون اجتماعى أو أخلاقى، حيث إنَّ الفنَ عند هؤلاء لا هدف له إلا ذاته، إذْ ليست للفنِ غاية أو وظيفة اجتماعية أو أخلاقية، وظيفته الوحيدة (إن كانتْ له) هى إثارةُ الجمالِ أو المتعة فحسب، حتى لو كانتْ هذه المتعة مجرّد كوميديا وانتزاع الضحك!.

وبين نظريةِ الالتزام فى الفنِ والإبداعِ عمومًا، حيث يُحيل مفهومُ الالتزام إلى دلالاتٍ فلسفية وأخلاقية واجتماعية، من خلال العلاقة بين الإبداعِ ودورِه فى المجتمعِ، بكلِّ إشكالياتِه وقضاياه.

بينهما، إذًا، يقفُ العملُ الدرامى «بابا جه»!. العملُ الذى أسالَ مِدادَ الكثيرين من النقاد والمهتمين والكُتّاب، فى مِصرَ والوطن العربى؛ وما كنتُ لأكتبَ عنه- وأنا الكاتبة التى تتماهى مع ما تكتب من منطلقِ الذائقةِ الفنية والفكر الفلسفى فحسب- إلا لإيمانى برسالةِ الفنِ الهادف وبالدورِ التربوى للإبداعِ عامةً.

لقد استطاعَ العملُ أن يخلقَ حالةً من الجمالِ ويُقدمَ رسالةً هادفة للمجتمع، ويُكرِّسَ للفكرِ التربوى السليم فى العلاقات الأُسرية، حيث دور الأب بالتحديد، فى حياةِ أبنائِه، وأنه ليس للإيجار ولا بديلَ له، وهى رسالة توعوية للكبارِ والصغارِ على حدٍّ سواء، قُدمتْ فى شكلِ كوميديا اجتماعية راقية بعيدة عن الابتذال، ممّا سيجعلُ الآباءَ وأولياءَ الأمورِ يُعيدون التفكيرَ فى أسلوبِ معاملتِهم مع أولادِهم وتربيتِهم حتى تتمَّ تنشئتُهم تنشئةً سوّية، ويصيروا أفرادًا صالحين فى مجتمعاتِهم، وفى خدمةِ أوطانِهم.

هى حبكةٌ درامية بالغةُ الوعى وشديدةُ الجمال، كان وراءها تفكيرٌ خارج الصندوق، حملَ لواءَه ممثلٌ موهوب جدًّا هو الفنان الرائع الأستاذ «أكرم حسنى»، الذى أدى دورَه بصدقٍ نادرٍ وبأسلوبِ السهل الممتنع، والمخرج الأستاذ «خالد مرعى»، وأيضًا الطفلة الموهوبة «لافينيا نادر»، مع باقى أسرةِ العملِ المتكامل- وعذرًا، حيث لا يستطيعُ مقالٌ واحدٌ مُحددّ بعددِ كلماتٍ أن يفى كلَّ جوانبِ العمل.

ومن الأصداءِ الجميلة والمؤثرة، رسالة الطفلة الفلسطينية «نادين»، التى أرسلتْها، مُعبِّرةً عن إعجابِها بالمسلسل وبأنَّه كان سببًا لجعلِها «تضحك وتنبسط ولا تحسّ بالحرب المُقرفة»!.

حقًّا إنَّه تأثيرُ وأثرُ العملِ الفنّى فى المجتمع وعلى هذا النشءِ، فى مِصرَ والوطن العربى.

إنّنا كشعوبٍ عربية، نملكُ من المقوّمات التى تسهمُ فى وحدتِنا المنشودة، الكثيرَ، وعلى رأسِها الفن والإبداع.

وستظلُّ الوحدةُ العربيةُ حُلمَنا الأكبر والأجمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بابا جه» والدورُ التربوي للفن «بابا جه» والدورُ التربوي للفن



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!
  مصر اليوم - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
  مصر اليوم - أحمد سعد يتحدث عن تحقيق حلمه ويشوق جمهوره لألبومه الجديد

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:59 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

العثور على جثة طالب جامعي في رأس البر

GMT 06:55 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

بيانكا بالتي تبرز في فستان شفاف كشف عن مفاتنها

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ظروف القيادة الشتوية تتطلب زيادة مسافة الأمان 3 أضعاف

GMT 02:32 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

خطوة واحدة ويحصل فضل شاكر على البراءة

GMT 08:36 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

إغلاق طريق الساحل الشمالي بسبب انعدام الرؤية

GMT 16:56 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"ناقلات" تمثل الصناعة البحرية في معرض "غازتك" في سنغافورة

GMT 08:01 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حالة الطقس اليوم الخميس 9/11/2017 في مصر والدول العربية

GMT 23:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

7 لاعبين يتغيبون من الأهلي عن مباراة سيمبا

GMT 11:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

موديلات حقائب راقية تناسب هذا الموسم.

GMT 07:50 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

حادث تحطم عنيف لأغلى سيارات فيراري على الطريق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon