(وَ تَـحْـسَبُ أَنَّـكَ جِـرْمٌ صَـغِـيرٌ وَفيكَ انطَوى العالَمُ الأَكبَرُ)!.
لهذه المقولةِ معنى جليلٌ عن عظمةِ وجلالِ الخالقِ، وعن عُمقِ وعى الإنسانِ فى هذا الكونِ!
ما يحمِلُه الكاتبُ فى رأسِه الصغيرِ، كثيرٌ، وما يريدُ الكتابةَ والتعبيرَ عنه، أكبر!
لكنّه مُكبَّلٌ بقدرةٍ محدودةٍ، بوصفِه إنسانًا قبل أن يكونَ كاتبًا، ولنْ تَفيه تلك القدرةُ، أحوالَ النّاسِ كلَّها، آلامَهم، همومَهم،.. وحتى أفراحَهم،.. وما أكثرَ كلّ ذلك..! الحياةُ شاسعةٌ، والحِبرُ أحيانا، قليلُ أو يستعصّى!
أتساءلُ: هل أكتبُ عن ذكرى الفيلسوفِ «كامو»؟، حيث فى الرابعِ من يناير 1960، ماتَ فيلسوفُ الحرّيةِ والعبثِ والثورةِ واللامعقول، فى حادثِ سيارةٍ، والغريب أنَّهم عثروا فى الحُطامِ، على مخطوطٍ بخطِ اليدِ، وهى الرواية التى لم تكتملْ «الإنسانُ الأوّل»!
كأنَّ موتَه تعبيرٌ صادقٌ عن فلسفةِ اللامعقول عنده، موتٌ لا معقولٌ Absurde!
وروايةُ «الإنسانُ الأوّل»، أهداها إلى والدِه، هامسًا له: (إليكَ يا مَنْ لن تستطيعَ -قَطُ- قراءةَ هذا الكتاب)!.
أم أكتبُ عن سيّدةِ الغناءِ العربى، كوكبِ الشرقِ «أمّ كلثوم»؟ فى ذكرى مرورِ خمسين عاما على رحيلِها- قريبا- والتى كانتْ أحد تجلّياتِ الوحدةِ العربية، بيننا.
أم أكتبُ، احتفاءً بصاحبِ الدمعةِ والابتسامة، الأديب والفيلسوف «جُبران خليل جُبران»،؟ الذى مرتْ ذكرى ميلادِه منذ أيام، «٦ يناير ١٨٨٣»، جُبران الشاعر، الكاتب، الفيلسوف، والرسّام، ابن «لبنان» النّور والمحبّة!.
أم أكتبُ عن ذلك الاحتفالِ المُقدّسِ الجميلِ بعيدِ الميلادِ المجيدِ؟، الموافقِ للسابعِ من «يناير»، وتلك الصوّرِ الرائعةِ، التى أبدعَ المِصريون فى رسمِها أمامَ العالَمِ كلِّه، حيث عبَّرَ الشعبُ المِصرى العظيم عن تمسكِه بوحدتِه الوطنيةِ، كما عبّروا بجدارةٍ عن أنَّ هذا الشعبَ لا يعرفُ الانكسارَ، ويُواجهُ التحدّياتِ بقوّةٍ ورباطةِ جأشٍ، وأنَّ هذا الشعبَ، حقًا، هو نسيجٌ واحدٌ وفى رباطٍ دائمٍ.
وكلُّ عامٍ والشعبُ المِصرى، مسلمين ومسيحيين، بخيرٍ، وفى محبّةٍ وسلامٍ.
أم أكتبُ عن شعبٍ عربى عظيمٍ آخر؟، وهو الشعبُ الجزائرى، الواقفِ مع بلادِه دائمًا، حيث ظلتْ «الجزائرُ» مدافعةً بشجاعةٍ وصمودٍ عن القضيةِ الفلسطينية العادلة، وبفضلِ ديبلوماسيتِها القوّيةِ حققتْ انتصاراتٍ كبيرةً، ونظَرًا لجهودِها فى الأمنِ والسِلم، أيضا، تتوّلى مؤخرًا، رئاسةَ مجلسِ الأمنِ الدولى، لتواصِلَ رسالتَها الإنسانيةَ العظيمةَ.
وهكذا..، أمسحُ دموعى عند كلِّ نشرةِ أخبارٍ، أرى فيها الأطفالَ فى «غزّة»!
قدْ يصمتُ حِبرُ القَلمِ؛ ويبقى أنينُ القلبِ!
فرجاءً، سامِحُونا يا أطفالَ «فلسطين»، فلمْ تعدّْ هناكَ أبجديةٌ تكفى للكتابةِ عنكم!!!