بقلم:حبيبة محمدي
الكتابةُ عن المرأةِ ليستْ مرتبطةً بمناسباتٍ خاصة أو بمواسمَ بعينِها، ذلك أنَّ إصلاحَ المجتمعِ يبدأُ من إصلاحِ الفردِ فيه، أى المواطن، رجلاً كان أو امرأة!.
وما قدمه المفكرُ المِصرى «قاسم أمين» - رحمه الله- يستحقُ القراءةَ والدراسةَ دائمآ، بل والاحتفاء!.
وُلدَ رائدُ الإصلاحِ الإجتماعى والمفكر والأديب المصرى «قاسم أمين» فى 1 ديسمبر 1863 فى الإسكندرية، وتوّفى فى 23 أبريل 1908 فى القاهرة، وهو أحدُّ مؤسّسى الحركةِ الوطنية المصرية، ومِن أبرزِ رُوادِ حركةِ تحريرِ المرأةِ فى نهايةِ القرنِ التاسعِ عشر وبداياتِ القرنِ العشرين،
ويُعدُّ كتابُ «تحريرُ المرأة» من أشهرِ مؤلفاتِ وكُتب «قاسم أمين» وصدرَ سنة1899، وهو ثانى إصدارٍ له بعد كتابِ «المصريون» والذى نافحَ فيه ودافعَ عن معاملةِ المرأةِ فى الإسلامِ، ردَّا على بعضِ الانتقاداتِ، آنذاك.
هذا، وكتابُ «تحريرُ المرأة» هُو كتابٌ فى الإصلاحِ الاجتماعى، وقد أثارَ ضجةً كبيرةً فى بدايةِ نشرِه، ربّما بسببِ تناولِ موضوعِ المرأة بصورةٍ غيرِ مألوفة بالنسبة للأدبياتِ الاجتماعيةِ المصريةِ السائدة فى ذلك الوقت، وقد كان «قاسم أمين» من خلالِ هذا الكتابِ، مصلحا وناقدا ومفكرا ومحلّلا للأوضاعِ الاجتماعية والسياسية والثقافية التى كانتْ تعيشُها المرأةُ المصرية آنذاك، بل والمرأة العربية أيضا، (إذ كانتْ تعيشُ قهرًا اجتماعيًّا بسببِ العاداتِ والتقاليدِ الموروثة ومن بعضِ القِيّم الدينية والأخلاقية، ممّا فرضَ القيودَ على حركةِ المرأةِ فى مجتمعِها ووطنِها، منعتْها من تأديةِ دورِها النهضوى فى بناءِ الأُمَّةِ).
كان «قاسم أمين» شخصيةً موسوعيةً هامةً ومحورية فى النهضةِ الفكرية فى مِصرَ والوطنِ العربى، فقد كان فيلسوفًا مفكرا ومصلحًا وقاضيًا وأديبا، وكان من أبرزِ الرجالِ التنويريين المدافعين عن قضيةِ المرأة.
لقد كان سبَّاقا فى الدفاعِ عن حقوقِ المرأةِ وحريتِها فى مِصرَ والوطنِ العربى، خاصةً من خلالِ كتابيْه «تحريرُ المرأة» و«المرأةُ الجديدة».
«قاسم أمين» هُو، بلا منازع، أوّلُ مَنْ تصدّى لقضيةِ منحِ المرأةِ حقوقِها، كان الثائرَ ضد كلِّ المعتقداتِ البالية، خاصةً بعد إطلاّعِه على حضارةِ الغربِ، فأرادَ أنْ يأخذَ منها ما يتلاءمُ مع مجتمعِه، فحسب؛ لقد كان أحدَّ أبرزِ الذين ساهموا فى صناعةِ نهضةِ مِصرَ الحديثة.
لقد دافعَ «قاسم أمين»، هذا الرجلُ الرائدُ من رجالِ النهضةِ المِصرية، دفاعَ العقلاءِ عن الدينِ الإسلامى، ودفاعَ النُبلاءِ عن المرأةِ، ودفاعَ المُحبّين المُخلصين عن الوطنِ!.
فاستحقَ التقديرَ والتكريمَ فى وطنِه «مِصرَ»، وفى العالَمِ العربى كلِّه.