بقلم - حبيبة محمدي
مصالحةٌ فلسطينية على أرضِ الجزائر وفى ذكرى ستينية الاستقلال!.
تحدثُ المصالحة التى طال انتظارُها، وتفرّقَ أهلُها!، فالمتابع للأوضاع بفلسطين يعرف أنَّ ثمةَ فتورًا قد شاب العلاقات فيها دام طويلا، واليوم وعلى أرضِ الجزائر، اجتمع ولأوّل مرة الإخوةُ، بعد كلِّ تلك السنوات، حيث تمّ اللقاء بين كلٍّ من رئيس دولة فلسطين السيد «محمود عباس»، ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس «إسماعيل هنية»، بحضور ممثلين عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس.. كان لقاءً تاريخيًا بمبادرةٍ طيبة من الرئيس الجزائرى السيد «عبدالمجيد تبون». وأتصوّر أنَّها مبادرةٌ ناجحة وتُحسب للدبلوماسية الجزائرية الفاعلة فى الآونة الأخيرة، والتى عادت بقوة لتلعبَ دورَها المعهود من جديد فى المغرب العربى خاصةً، وفى المنطقة العربية بوجهٍ عام.
إذًا، على أرضِ الثورة يهدأُ البُركانُ!. بركانُ الانفصالِ بين الإخوة الأشقاء.. لتعمّ الوحدة ويسود الترابط من أجل القضية الفلسطينية العادلة. هكذا هى الجزائر التى طالما كانت مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، كما قال زعيمُها الراحل «هوارى بومدين»، فأصبح ذلك هو شعار السياسة الجزائرية تجاه قضية فلسطين، وهاهى فى غمرة الاحتفالات بعيد الاستقلال، لم تنسَ فلسطين وتسعى إلى لمّ شمل الفلسطينيين على أرضها، أرض المجد والكرامة والحرية.
كيف لا؟ وأمرُ أمتنا العربية واحد، وقضيتُها واحدة!.
بسم الله الرحمن الرحيم:
(قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَٰنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بأيتنآ أنتما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَٰلِبُونَ).
صدق الله العظيم. «سورة القصص. الآية ٣٥».
نعم.. نقوى بالإخوة، لتصيرَ لنا الحجةُ على العالَم أجمعين.
فى القاهرة التى تجمعنا دائما، التقيتُ أيقونات الشِّعر الفلسطينية: «محمود درويش» و«سميح القاسم» و«عز الدين المناصرة»- رحمهم الله جميعا. أذكر ما قاله لى «محمود درويش» فى آخر لقاء معه قبل وفاته، كان ذلك فى ملتقى الشِّعر العربى بدار الأوبرا بالقاهرة، حيث تمّ تكريم عاشق فلسطين وشاعرها الكبير العام ٢٠٠٥:
«أهلا ومرحبًا ببنت جزائر الثورة»!.
درويش الذى قال لأخيه الفلسطينى والعربىّ معًا:
(( سقطتْ ذراعُكَ فالتقطها!
واضرِبْ عدوّكَ.. لا مفر..
وسَقَطْتُ قربكَ، فالتقطنى!
واضربْ عدوّكَ بى، فأنتَ الآن:
حرٌّ.. وحرٌّ وحرْ))!.
وفى الأخير، ولأنَّه مقالٌ يحتفى بالحرية ويتشممّ عَبقَ الانتصارات والاستقلال.. لا يفوتنّى أن أتقدم بالتهانى إلى الشعبيْن العظيميْن، الجزائرى فى ستينية الاستقلال ٥ جويلية/ يوليو، والمصرى بمناسبة ثورة ٣٠ يونيو. وتمنياتنا أن نعيشَ تحريرَ فلسطين الحبيبة قريبًا بإذن الله.