توقيت القاهرة المحلي 06:50:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»

  مصر اليوم -

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»

بقلم:حبيبة محمدي

كثيرًا ما تُطرحُ بعضُ التساؤلاتِ، مثل: هل إشكالياتُ الثقافةِ هى مِن عُمق ِحياتِنا المجتمعية، ومِن صميمِ واقعِنا، أم هى فعلُ تنظيرٍ خارجى؟

قضيةٌ تناوَلها عميقًا «مالك بن نبىّ» (1905-1973م) المفكرُ الإسلامى الجزائرى، بل أحدُّ أعلامِ الفكرِ الإسلامى فى القرنِ العشرين، ورائدٌ من رُوّادِ النهضةِ الفكريةِ الإسلامية فى القرنِ العشرين.

وتقولُ بعضُ الدراساتِ التاريخية، عنه: ( يُمكن اعتبارُه امتدَادًا للمفكرِ وعالِم الاجتماع «ابن خلدون»، وهو من أكثرِ المفكرين المعاصرين الذين نَبَّهوا إلى ضرورةِ العنايةِ بمشكلاتِ الثقافةِ والحضارةِ).

هذا والمعروف أنَّ «مالك بن نبىّ» انتقلَ إلى الإقامةِ بجمهورية مِصر العربية الشقيقة إِبانَ الاستعمارِ الفرنسى، ومكثَ بها سنواتٍ، ولاقى محبَّةً وتقديرًا كبيريْن فيها.

وحسبَ الدراساتِ أيضا، فإنَّ «مالك بن نبىّ»، (قد تحلّى بثقافةٍ منهجيَّة، استطاعَ بواسطتِها أن يضعَ يدَه على أهمِّ القضايا فى العالَمِ العربى، فألَّف سلسلةً موسومة ب «مشكلاتُ الحضارة»، بدأها فى باريس ثمَّ فى مِصر والجزائر)، منها على سبيل المثال لا الحصر: (شروطُ النهضة، الطبعة العربية فى 1957). و(مشكلةُ الثقافة) 1959..

وكُتب أخرى كثيرة، ألَّفها «بن نبىّ»، تتخذُّ من جوهرِ النهضةِ، الحضارةِ، والثقافةِ، مضامينَ لها.

الثقافةُ بالنسبةِ للمفكرِ «مالك بن نبىّ» هى (نظريةٌ فى المعرفةِ، ومنهجٌ فى السلوكِ وطريقةٌ فى العملِ والبناءِ)؛ وتتشكلُّ المنظومةُ الثقافيةُ من تيماتٍ أساسية متعدّدة، منها الأخلاقى، والجمالى وغيرهما.

الثقافةُ فلسفةٌ، وهى تنبعُ من المجتمعِ وترتبطُ بالواقعِ، الثقافةُ سلوكٌ، وقد ربطَها بالحضارةِ أيضا- لا يتسِّعُ المجالُ لسردِ تفاصيلِ الموضوعِ كلِّه.

ورغم معايشتِه للحضارة الغربية، إلاَّ أنَّه نبَّهَ إلى ضرورةِ التمسكِ بالبيئةِ الأصليةِ للإنسانِ وفكرِه العربى الإسلامى، مع محاولةِ التطويرِ الذاتى.

لقد كان «مالك بن نبىّ» مفكرا استشرافيًا، وكانتْ أفكارُه ذاتَ أبعادٍ فلسفية وسوسيولوجية سابقة لزمانِها.

حيثُ كتبَ فى مؤلَفه «مشكلةُ الثقافة» عن التوّجهِ الغربى والعالَمى نحو الثقافة، والدورِ الذى لعبتْه العولمةُ فى هذا التوّجهِ، وعن أهميةِ التعايشِ بين الثقافاتِ المختلفة، مع وجوبِ احتفاظِ كلِّ مجتمعٍ بثقافتِه الخاصة، ومنها كمثالٍ، احتفاظُ مجتمعِنا العربى الإسلامى برؤيتِه الخاصة، بفكرِه وأفكارِه، وعدمُ الانصهارِ التامِ فى الفكرِ الغربى.

أرى أنَّ المفكرَ الجزائريَ الكبيرَ «مالك بن نبىّ» يحتاجُ منّا إلى إعادةِ قراءةٍ ودراسةٍ لأفكارِه وفلسفتِه، لأنَّه يُمثِّلُ جزءا هامًا من تراثِنا العربى الإسلامى.

هى دعوةٌ إلى إعادةِ الاعتبارِ إلى الأهميةِ الفكريةِ والثقافية له ولكلِّ النماذجِ مثلِه فى حياتِنا -اليوم- فى وطنِنا العربى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ» إشكاليةُ الثقافةِ عند «مالك بن نبىّ»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon