بقلم - حبيبة محمدي
«ريم» فتاة من ذوى القدرات الخاصة، «ريم» فتاة مصرية متوهجة بالألم، بينما روحها المكسورة تتوق إلى الفرحة والعيش بكرامة.
«حبة أسئلة مش لاقيالها إجابة».. هكذا بلهجتها الجميلة قدمت «ريم» تساؤلاتها وأسئلتها، آلامها وشكواها حول كل ما يعانى منه متحدُّو الإعاقة ذوو القدرات الخاصة، ولا أسميهم «ذوى الاحتياجات الخاصة»- كما يسميهم البعض- لما فى ذلك من أذى نفسى لهم.
وقد تم عرض الفيديو لكلمة ريم ضمن حملة «كلنا ريم»، تلك الحملة الإنسانية التى يتبناها إعلامياً الأستاذ «محمد الغيطى»، وهو الشاعر والكاتب الصحفى والصديق/ الإنسان، وذلك من خلال منبره التليفزيونى «صح النوم»، فيما يُعد لفتة إنسانية فى حق إخوتنا وأولادنا من ذوى القدرات الخاصة، يستحق عليها الأستاذ الغيطى كل التحية والتقدير.
إنها صرخة «ريم» التى بثت كل آلامها وشكواها مما تعانيه هذه الفئة من مشاكل وتحديات سواء فى التوظيف أو العمل أو الدراسة، بل حتى فى الشارع، وربما مع الأسرة أيضاً، كما تحدثت «ريم» عن مدى الإهانة التى يتعرض لها ذوو القدرات الخاصة والتجريح فى التعامل، رغم ما يملكه بعضهم من قدرات وكفاءات وإمكانات ومواهب وقدرتهم على التفوق والتميز، لكن دائماً نظرة المجتمع إليهم نظرة دونية وجارحة، كما وصفت «ريم» مَن يعامل هؤلاء بهذه الطريقة بأنهم متخلفون ثقافياً، بل وصفت المجتمع بـ«الفاسد» لأنه يهين هؤلاء، وقالت بالحرف: «أنا ندمانة أنى أعيش ضمن مجتمع يقلل مننا».
كم هو مؤلم عزيزتى «ريم» كلامك، وكم نحن كلنا مسؤولون عنكِ وعن أمثالك.
هذا، وكانت القيادة السياسية فى مصر السنة الماضية قد أهدت لذوى القدرات الخاصة من الشعب المصرى هدية غالية، ألا وهى تخصيص عام 2018 عاماً لذوى الإعاقة، حيث بدأ الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع، ومناقشة مشاكلهم والعمل على حلها، ومحاولة إعادة إدماجهم فى المجتمع وإصدار القوانين المتعلقة بهم، لكن السؤال: هل الهدية وحدها تكفى، أم نحتاج إلى عمل متواصل ودائم من كل مؤسسات الدولة، وعلى مدار السنة كلها، بل كل السنين «بإذن الله»، علّنا نبعد شبح الإعاقة عن أبناء شعبنا الغوالى، وأن يحذو الزملاء الإعلاميون حذو الأستاذ الغيطى، كما أتمنى أن تحذو كل قيادة سياسية فى وطننا العربى حذو مصر فى تبنى قضية هذه الفئة، فهم بشر مثلنا، ابتلاهم الله عز وجل، ومَن أحبه الله ابتلاه، كل الشفاء لكل متحدٍّ للإعاقة وكل مريض.. وطوبى لكل إعلامى بقلب إنسان، ولكل إنسان يدافع عن حق أخيه الإنسان فى العيش بكرامة.. طوبى لكل جمال داخل الإنسان، ولنَتَبَنَّ جميعنا حملة «كلنا ريم» كما دعانا الأستاذ الغيطى، علَّنا نكفكف دموع «ريم» وقريناتها وأقرانها، ونبدل صرختها بحقها فى الفرح والعيش بكرامة.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع