بقلم : حبيبة محمدي
(ممكن يا رب لما أكبر أكون زى الضابط منسى، مش أنا يا رب بحبك وبصلى وبأكل القطط وبساعد الغلبانين والفقراء وأنت بتحب ده، أنا كمان نفسى تعملى اللى بحبه وأكون زى منسى راجل وأفرح ماما ومصر كلها عشان خاطرى وافق.. بحبك يا رب).
هذه هى الرسالة الجميلة التى كتبها الطفل المصرى الصغير «إسلام»، ليرسلها إلى «الله»، عز وجل، ونشرتها والدته، أوجعت قلبى وأبكتنى، فأردت مشاركتها معكم.
وقد نقلتها، بلغة قلبه الطفولية وبلهجته البسيطة، تركتها كما هى..
هذه الرسالة من الطفل الوطنى الصغير، الذى تأثر بسيرة الشهيد «المنسى»، وأراد أن يكون مثله، هى بحد ذاتها رسالة إلى المجتمع كله، رسالة إلى الضمائر الحرة..
إن مسلسل «الاختيار» المقتبس عن القصة الحقيقية للبطل «أحمد المنسى»، يقدم حكاية نضال من أجل الوطن، حكاية إيمان أبناء الوطن من أفراد الجيش بقضية الوطن، والتضحية من أجله بالروح، وفدائه بالنفس الغالية.
«الاختيار» إضاءة على حياة «أحمد صابر المنسى»، عقيد أركان حرب قائد كتيبة، الذى استشهد فى كمين، بمدينة «رفح» المصرية، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى «سيناء» الحبيبة، كما يُظهر بعض الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل.
فمنذ الأزل- كان ولا يزال- الفن الحقيقى يقدم رسالة فى المجتمع، ويساهم فى بث القيم، فللفن دائما رسالة اجتماعية وأخلاقية، وذوقية، لكن هذه المرة الرسالة وطنية بامتياز، استطاعت أن تخلق حالة من الوعى، وبث روح الانتماء، والتعريف بقيمة الدور العظيم الذى يقدمه جيشنا لحماية الوطن.
هنيئا وشكرا لكل صناع هذا العمل، وللمخرج «بيتر ميمى»، الذى تحدى نفسه فى هذا العمل وأثبت إمكانياته بجدارة.
فقد أردت فقط، التوقف عند قيمة العمل الوطنية، وحالة الانتماء العامة التى بثها فى نفوس الأطفال والشباب وكل المجتمع، والحس الوطنى الجارف الذى شعر به الجميع، وكم كنا نحتاج إلى مثل هذه المشاعر الوطنية، خاصة فى هذه الظروف والتحديات التى تواجهنا.
ولا ننسى أن فى أرض «سيناء» الحبيبة وعبر التاريخ، قد اختلطت دماء طاهرة مصرية مع دماء عربية، ودماء جزائرية.
أما اليوم، فإن الحرب هى ضد الإرهاب والأنظمة الدولية، التى استباحت دماء الأبرياء.
ما أحوجنا اليوم إلى استعادة قيم العروبة والوطنية.
رحم الله الشهيد «المنسى» وكل شهداء الوطن والأمة.
وأختم بالآية الكريمة:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
صدق آلله العظيم.