توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدبولى بين البيان والتبيين

  مصر اليوم -

مدبولى بين البيان والتبيين

بقلم : مصباح قطب

أعرف أن سيلاً من الكتابات سينهمر من صباح اليوم فى نقد بيان الحكومة، وهناك مخزن ملىء بنوعية من الانتقادات المعروفة- والعقيمة- يتيح لكل كاتب من مرتاحى البال أن يسحب منه مجانا كيف يشاء، ليصف بيان الحكومة بأنه مخيب للآمال ومحبط ولم يقل متى سنشعر بثمار التنمية، وأنه لم يراع المواطن المطحون، ولم يتناول قضايا الفساد بجدية ولم يتطرق إلى صفر المونديال وتجاهل كذا وكيت وامتلأ بعبارات إنشائية وتكرارات لما سبق... إن مثل هذه النوعية من الكتابات لا تقدم ولا تؤخر، ولا أزعم فى المقابل أنى أبوالعلاء الذى سيأتى بما لم يأت به الأوائل، ولكن أدعو إلى أن يكون نقد بيان الحكومة عملا يتفق وأهمية هذه الوثيقة، يجب على الكتاب والساسة المعنيين، معارضين أو مؤيدين، أن يبذلوا الجهد المناسب لتقديم نقد يملأ العين ويشرح الصدر.. المنشطر كربا. نقد يمكن الإفادة منه. يمكن أن يتم بتجهيز قراءة إحصائية مقارنة، ودعوة شخصيات مثل أحمد جلال وجودة عبدالخالق وعلى المصيلحى وزياد بهاء الدين وجمهور مختار لمناقشة البيان. مبدئيا، سار الدكتور مدبولى فى صياغة بيانه أمس على نهج سابقيه إلى حد كبير وحشده بخليط من الكلمات الضخمة (الأمن القومى) والأفكار الكبيرة والإجراءات والسياسات والمشروعات والتمنيات والتحديات، واستخدم بكثافة عبارات ومفردات ذات إيقاع يفترض أن يكون إيجابى التأثير، مثل: المدن الخضراء والاستدامة ولن آترك فقيرا وحقوق الإنسان وأمن الطاقة والأمن المائى وبناء الإنسان والحفاظ على الهوية وتكافؤ الفرص والتأمين الصحى الشامل والإطار الفكرى للبرنامج والاحتوائى والإصلاح المؤسسى والصناعة التحويلية والشمول المالى... إلخ.

ومن معايشة عن قرب لكيف يُصنع بيان الحكومة فى مصر، أقول إنه يعتمد على ما يرد إلى رئيس الحكومة من بيانات الوزارات وهى ضفيرة من بعض الإنجازات والخطط والمشاريع الحالية والمقبلة والتمنيات والتستيفات، ويتم طبخ كل ذلك فى النهاية على أيدى بيروقراط. لهذا كنا ننتظر من أستاذ التخطيط العمرانى أن يقدم بيانا ذا هندسة مختلفة، يكون قصيرا بحيث يتراوح من 6 إلى 8 صفحات، ويبدأ بعرض موجز للأهداف القومية التى تعمل عليها الدولة كلها على الأجل الطويل- ومنها الحكومة التى لها أجل قصير فى النهاية- مثل حماية الأمن القومى...، وهى الأهداف أيضا التى ينص عليها الدستور ومواثيق الدولة وبيان رئيس الجمهورية بعد حلف اليمين، إلى جانب عرض  موسع لسياسات وأهداف الحكومة وكيفية تمويلها وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها.

مصر تفتقد إلى منهج لإعداد البيان منذ أربعين سنة، ونحن ننتظر من رئيس الحكومة المعمارى تبينيا لا مجرد بيان، فقد فارت النفوس بالغضب من النغم السارى، نغم الإصلاح الذى أشاد به العالم، حيث خارت من «نجاحه» البطون والأنفس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدبولى بين البيان والتبيين مدبولى بين البيان والتبيين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon