توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

بقلم : مصباح قطب

 اسألوا أمهاتكم أنتم أيضا. هذه نصيحتى للذين قرأوا حوار نجيب ساويرس إلى وكالة بلومبرج العالمية الاقتصادية، أو سمعوا عنه، والذى قال فيه إنه يستثمر نصف ثروته حاليا في الذهب، لأنه سيصعد، بينما تحيط الشكوك بأسواق الأسهم، مؤكدا أنه استشار والدته قبل أن يأخذ مخاطرة تركيز استثماراته بهذا الشكل.

لرجال الأعمال الكبار منطق لا نعلمه وقد لا نفهمه.. نريد منهم عادة أن يقوموا بما نتصوره الأكثر ضرورة لنا حتى لو كان غير مربح. المستثمرون لا يطرحون على أنفسهم السؤال الأول الذي جال بخاطر كثيرين ممن قرأوا الحوار، ألا وهو: وهتستفيد إيه مصر أو البشرية من الاستثمار في كتل جامدة اسمها الذهب مهما كان بريقها؟ ومن يستثمر إذن في الزراعة أوالصناعة أوالخدمات الأساسية إذا كان نجيب مشغول إلى هذا الحد بالذهب؟

ظنى أن منطق نجيب ومن هم مثله هو بكل بساطة أن كفاء إدارة الأموال لتحقيق أعلى مردود ممكن لصاحبها أو للمستثمرين/ المساهمين معه هي عنوان براعة رجل الأعمال وقوته، وسط عالم التنافس الرهيب بين أصحاب الثروات.. وبعدها تأتى الأعمال الاجتماعية، وغير ذلك قلة حيلة، أو تفريط في المسؤولية تجاه الذات وتجاه المال وتجاه الشركاء.

التباين الشديد في الرؤيتين لدور رجال الأعمال معضلة عصر ولن تحل في يوم وليلة، والأهم أنى خشيت بشدة عند مطالعة حوار نجيب أن يقول مضاربون محليون للسذج من الأهالى وما أكثرهم:«أرأيتم؟ نجيب ساويرس أشطر الشطار في مصر وبراها يرى أن الذهب طالع طالع.. هاتوا ما تيسر عندكم أو بيعوا ما تملكون واعطونا الأموال لنضارب لكم بها على الأصفر البراق.. ليل الفقر سيذهب وستشرق في حياتكم شمس الذهب من هذه اللحظة».

يا عزيز يا أبوقرش عزيز إياك أن تمشى وراءهم. لست مفتيا ولن أعظ، لكن كل ما أقوله لك: اسأل أنت أيضا أمك قبل أن تخاطر ببيع عفش البيت لتضارب على الذهب... قلب الأم كالطيور البرية يتنبأ بالزلازل قبل وقوعها.. يحس بالخطر والمخاوف وهى لا تزال في المهد .الأم الشقيانة لا تعرف إلا الملموس والمحسوس والمشاهد... تجارة ... أدوات لصنعة... مشروع أمام عينيها يفتح بيت أو يساعد على ذلك. المضاربة عندها- ومهما تحدث آخرون عن قانونيتها أو جدواها- قرين للحمل الكاذب... لا يلبى أشواق أمومة، ولا يرضى رجل متطلع إلى «وليد من صلبه».

الليل الذي يجب أن يذهب هو أوهام بحث العاديين عن ثراء لا يجىء. اللعب في الذهب لعب مع كبار الكبار، فلا تدخلوا مضمار ملاعبة الأسود بقوة 2 كتكوت وتأملوا في معجزة .

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذهب الليل وجاء الذهب ذهب الليل وجاء الذهب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon