توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

  مصر اليوم -

ذهب الليل وجاء الذهب

بقلم : مصباح قطب

 اسألوا أمهاتكم أنتم أيضا. هذه نصيحتى للذين قرأوا حوار نجيب ساويرس إلى وكالة بلومبرج العالمية الاقتصادية، أو سمعوا عنه، والذى قال فيه إنه يستثمر نصف ثروته حاليا في الذهب، لأنه سيصعد، بينما تحيط الشكوك بأسواق الأسهم، مؤكدا أنه استشار والدته قبل أن يأخذ مخاطرة تركيز استثماراته بهذا الشكل.

لرجال الأعمال الكبار منطق لا نعلمه وقد لا نفهمه.. نريد منهم عادة أن يقوموا بما نتصوره الأكثر ضرورة لنا حتى لو كان غير مربح. المستثمرون لا يطرحون على أنفسهم السؤال الأول الذي جال بخاطر كثيرين ممن قرأوا الحوار، ألا وهو: وهتستفيد إيه مصر أو البشرية من الاستثمار في كتل جامدة اسمها الذهب مهما كان بريقها؟ ومن يستثمر إذن في الزراعة أوالصناعة أوالخدمات الأساسية إذا كان نجيب مشغول إلى هذا الحد بالذهب؟

ظنى أن منطق نجيب ومن هم مثله هو بكل بساطة أن كفاء إدارة الأموال لتحقيق أعلى مردود ممكن لصاحبها أو للمستثمرين/ المساهمين معه هي عنوان براعة رجل الأعمال وقوته، وسط عالم التنافس الرهيب بين أصحاب الثروات.. وبعدها تأتى الأعمال الاجتماعية، وغير ذلك قلة حيلة، أو تفريط في المسؤولية تجاه الذات وتجاه المال وتجاه الشركاء.

التباين الشديد في الرؤيتين لدور رجال الأعمال معضلة عصر ولن تحل في يوم وليلة، والأهم أنى خشيت بشدة عند مطالعة حوار نجيب أن يقول مضاربون محليون للسذج من الأهالى وما أكثرهم:«أرأيتم؟ نجيب ساويرس أشطر الشطار في مصر وبراها يرى أن الذهب طالع طالع.. هاتوا ما تيسر عندكم أو بيعوا ما تملكون واعطونا الأموال لنضارب لكم بها على الأصفر البراق.. ليل الفقر سيذهب وستشرق في حياتكم شمس الذهب من هذه اللحظة».

يا عزيز يا أبوقرش عزيز إياك أن تمشى وراءهم. لست مفتيا ولن أعظ، لكن كل ما أقوله لك: اسأل أنت أيضا أمك قبل أن تخاطر ببيع عفش البيت لتضارب على الذهب... قلب الأم كالطيور البرية يتنبأ بالزلازل قبل وقوعها.. يحس بالخطر والمخاوف وهى لا تزال في المهد .الأم الشقيانة لا تعرف إلا الملموس والمحسوس والمشاهد... تجارة ... أدوات لصنعة... مشروع أمام عينيها يفتح بيت أو يساعد على ذلك. المضاربة عندها- ومهما تحدث آخرون عن قانونيتها أو جدواها- قرين للحمل الكاذب... لا يلبى أشواق أمومة، ولا يرضى رجل متطلع إلى «وليد من صلبه».

الليل الذي يجب أن يذهب هو أوهام بحث العاديين عن ثراء لا يجىء. اللعب في الذهب لعب مع كبار الكبار، فلا تدخلوا مضمار ملاعبة الأسود بقوة 2 كتكوت وتأملوا في معجزة .

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذهب الليل وجاء الذهب ذهب الليل وجاء الذهب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon