توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذمة السياسية للعملة النقدية

  مصر اليوم -

الذمة السياسية للعملة النقدية

بقلم ـ مصباح قطب

استكمالا لموضوع أمس.. أقول إن السعودية خففت بقوة منذ مجىء محمد بن سلمان من ضخ الأموال إلى شركات وول ستريت، وزادت التركيز على التكنولوجيا، فهل لهذا مغزى؟ أعود إلى «نيويورك تايمز» لنجد أنها تحدثت مع عدد من مستثمرى سيلكون فالى الأمريكى بطريقة بدا منها أنها تحثهم على هذه النزعة الأخلاقية، أى البعد عن الأموال القمعية/ السعودية، لكنها قالت فى النهاية: فى كثير من الأحيان، من الصعب معرفة من أين تحصل شركات رأس المال المغامر على أموالها، كما أن المال أصبح يأتى عبر شبكة معقدة من المركبات المالية (مَن ابتكرها هو وول ستريت ذاتها) التى تدعم تمويل رأس المال الاستثمارى، وحتى إذا اكتشف التنفيذيون المبتدئون أن بعض أموالهم مأخوذة من مصدر غير مرحب به، فمن الصعب إعادة الأموال التى تم قبولها بالفعل، وربما يكون قد تم صرفها. لماذا الضجة إذاً؟

قد يبدو ظاهريا أنه أمر طيب أن يكون أصحاب الشركات المغامرة- وغيرهم- «فخورين بمستثمريهم»، وأن يعملوا لمعاقبة صناديق وأموال «الحكومات الشريرة»، والتعبيران من لدن الصحيفة، لكن إقحام السياسة فى شأن الاستثمار بهذا الشكل هو عمل انتقائى، وربما كيدى، وعواقبه شديدة الخطورة. أليس من الجائز أن يقال: كل حكومة قتلت مدنيين عزلاً وأبرياء أو احتلت أراضى بلد آخر أو خربت بنيته التحتية أو شردت أهله يجب مقاطعة أموالها وأذون خزانتها وسنداتها.. وبكل تأكيد فالسجل الأمريكى مروع فى هذا الشان. فكيف سنرد على قول مثل ذلك يا «نيويورك تايمز»؟.. المبدأ مخيف، وقد أشارت الصحيفة صراحة إلى أن مقاطعة الأموال القمعية يجب أن تشمل دولاً مثل روسيا والصين.

حسنٌ أيضا أن تتسم شركات التكنولوجيا بالنزعة الإنسانية، فترفض المال القمعى، لكن عليها كذلك أن ترفض التجسس على أصحاب الحسابات أو العمل لحساب أجهزة الاستخبارات والدفاع، وتغير منتجاتها الإدمانية، وتوقف انتهاكات الخصوصية والتضليل.. تشديد الالتزام بقواعد مكافحة غسل الأموال، وتطبيقها بصرامة على الكبار والصغار مطلوب.. الالتزام بالمقاطعة المالية لمن على القوائم التى تقررها الأمم المتحدة أو المؤسسات متعددة الأطراف مطلوب.. محاسبة أى دولة، فى إطار القانون، على جريمة ارتكبتها مطلوب.. أما تسييس الدولار أو حتى الجنيه فمريب ويدخلنا إلى انتقائية لا ضابط لها ولا رابط.. أهل الخزانة العامة يقولون دائما: «الجنيه ما بيتعلمش»، أى لا يمكن ان نقول إن هذا الجنيه بالذات يذهب إلى كذا وذاك إلى كذا. وعلى طالبى عمل فيش وتشبيه انتقائى لأموال الاستثمار أن يطبقوا هذا المبدأ العالمى بلا افتعال.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذمة السياسية للعملة النقدية الذمة السياسية للعملة النقدية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon