توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يبدأ العد التنازلى لبيع مقار البنوك؟

  مصر اليوم -

متى يبدأ العد التنازلى لبيع مقار البنوك

بقلم ـ مصباح قطب

كثيرون بالخارج يسألون هذا السؤال ومنذ سنوات. قليلون فى مصر يفعلون. ربما يكون فى مقدمتهم هشام عز العرب، رئيس اتحاد بنوك مصر، وحيث إن البنك الذى يقوده هو أول بنك فى مصر يستخدم تقنية «البلوك تشين» ومازال يواصل مسيرة التطوير التكنولوجى محاولًا البحث عن مكان وسط السباق العالمى المرعب.

للحق ثمة رجل آخر غير مصرفى هو المهندس طارق توفيق - وكيل اتحاد الصناعات - والذى لا يمكن أن تمر مقابلة معه، وأيا ما كان الموضوع الذى تكلمه فيه، إلا وينبه إلى وجوب الانتباه للتغييرات التى تحدثها التكنولوجيا فى الأعمال والتنظيم والثقافة والعمل ونوعية الحياة.

منذ عشرين عاما كان اليساريون يتحسبون بشدة لمثل هذا النوع من الأفكار ويرون فيها محاولة لوضع التكنولوجيا محل الأيديولوجيا، أى تصبير المطحونين من الرأسمالية بأن التكنولوجيا ستحل كل المشاكل وستلغى تقسيم العالم إلى رأسمالية واشتراكية، أو يمين ويسار. الآن لا يمكن تجاهل الانخراط فى الحوار مهما كان الخلاف.

حين نصف عنوان «المصرى اليوم» للغرباء، نقول: «.. أمام حديقة دار العلوم وأعلى البنك التجارى الدولى»؟ فما الذى سيحدث إذا صدقت تنبؤات المتابعين للتطورات التكنولوجية فى المجال المصرفى والتى تشى بأنه قد يأتى يوم يتم فيه الاستغناء عن المبانى البنكية، وربما معظم العنصر البشرى؟. متى؟ لا أحد يجيب، وقد تختفى مبانى الصحف نفسها قبل البنوك أو بعدها بسبب الصحافة الإلكترونية، أى التكنولوجيا والمعلوماتية. هناك أيضا تباين فى الآراء.

من جهتى أؤيد وجهة النظر التى تقول إن التاريخ الحديث يثبت أنه كلما حدث تقدم تكنولوجى زادت فرص العمل وليس العكس، وإن كانت التكنولوجيا تعيد بالتأكيد هيكلة سوق العمل من ناحية نوعية المهارات وأسعار العمل وشروطه ومعايير الإنتاجية وأدوات المساءلة والإثابة.

قصة البنوك تحيلنا إلى أمر آخر، حيث تسابق الحكومة الزمن لنقل الجهاز الإدارى إلى العاصة الإدارية الجديدة، فى الوقت الذى تتحدث فيه عن ميكنة شاملة لكل الخدمات الحكومية، ولم يبحث أحد عن تأثير ذلك فى المستقبل على كيفية توظيف المبانى القائمة والتى قد لا نحتاج بعضها أو على الطلب على مبان جديدة فى أى موقع وليس بالقاهرة وحدها.

عودة إلى البنوك، فقد قمنا منذ سنوات بعمل تحقيق فى «المصرى اليوم» بعنوان (مباراة المقرات الفاخرة تشتعل فى مصر)، حيث لاحظ الجميع التنافس الواضح بين البنوك الكبرى - والشركات الكبيرة بصفة عامة - على اقتناء بناءات ضخمة ومميزة، وأصبح ذلك وكأنه جزء من «البراند» الخاص بالشركة أو البنك. التطور التكنولوجى سيعيد بالفعل كتابة فلسفة الحجر والبشر ويدفع الجميع إلى التفكير فيما يلزم وما لا يلزم وما سيترتب على عدم الحاجة إلى المبانى من إلغاء مناقصات ومزايدات ومقاولات وربما فسادات فى البيع والشراء، وإن كان الفساد سيظل قائما أيضا فى عقود التكنولوجيا وبرامجها وتحديثاتها.

لكن الأهم من المبانى هو التفكير فى الكيفية التى يمكن بها جعل تكنولوجيا المعلومات تقدم مزيدًا من الخدمات للإنسان العادى وتقلل تكاليف الخدمة وترفع من جودتها وتوسع الخيارات أمام الناس وتحد من التفاوت الطبقى المعرفى والاجتماعى. ففى هذه الحالة فأغنية عادل إمام الساخرة «كله عا البنوك هيه. كله عا البنوك هيه» لن تغنى بعد أن تصبح البنوك مجرد غرف ضخمة للخوادم والأجهزة التى تعمل وحدها وتقدم كل الخدمات والنصائح والتقارير والمؤشرات للملاك وهم فى بيوتهم، وكذلك للعملاء أيضًا على قدم المساواة.

عنواننا قد يختلف فى «المصرى اليوم» بعد سنوات، لكن ما يعزينا أن الحديقة باقية، أو هذا ما نأمله، حيث لم نسمع بعد أن التكنولوجيا ستلغى الجناين.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يبدأ العد التنازلى لبيع مقار البنوك متى يبدأ العد التنازلى لبيع مقار البنوك



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon