توقيت القاهرة المحلي 11:20:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب

  مصر اليوم -

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب

بقلم - محمد أبو الغار

مما لا شك فيه أن الوطن الغالى معرض لمخاطر عديدة أهمها المخاطر الاقتصادية، ثم مشكلة الإرهاب الداخلى والإرهاب على الحدود فى سيناء وأيضاً على الحدود الليبية. عندما تكون الأمة فى هذا الوضع، عليها أن تدافع عن نفسها بتحفيز كل القوى والأفكار والجبهات الوطنية الممكنة.

أكتب ذلك بعد أن أنهيت بصفة نهائية، منذ ثلاثة أعوام، مشاركتى فى أى نشاط سياسى بطرق مباشرة أو غير مباشرة، واكتفيت بكتابة رأيى لما أرى أن فيه صالح الوطن ومستقبله. أعتقد أن هناك قطاعين مهمين فى مصر عندهما غضب دفين ويلزم الحوار معهما بقلب مفتوح تليه مصالحة. القطاع الأول هو القوى المدنية المصرية بكافة أطيافها. فالغالبية العظمى منها، وهم نخب المثقفين والمفكرين ورجال الأعمال، حريصة على مستقبل الوطن ولا تريد فوضى، وجزء كبير منها ليس منظماً فى أحزاب أو هيئات وهى قوة هامة ومؤثرة. هذه القوى ليس لها علاقة بالتطرف ولا الإرهاب من قريب أو من بعيد، وهذه القوى هى التى قادت 30 يونيو بعد أن فشل الإخوان فى إدارة الوطن. وهى تتكون من مجموعات ليبرالية ومجموعات ديمقراطية اجتماعية وأخرى من جميع أطياف اليسار، وهناك تيار كبير ليس له توجه أيديولوجى واضح ولكنه وطنى وعنده وعى ويريد أن يعبر عن رأيه فى مستقبل الوطن.

المجموعة الثانية هى الأعداد الرهيبة من الشباب المصرى (60% من الشعب) الذى يشاهد الفضائيات طوال الوقت ومعظمها ليست مصرية لأسباب معروفة وتتعلق بضآلة حجم الحرية فى القنوات المصرية والتشابه فى محتواها. هذه القنوات الخارجية لها تأثير بالغ على الشباب ومستقبل الوطن. ثم وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت بسبب الشبكة العنكبوتية هى التى يتلقى منها هذا الشباب معلوماته اليومية بعضها أخبار صحيحة وهامة ولكنها محجوبة عن وسائل الإعلام المصرية، وبعضها أخبار مكذوبة ومواد تحريضية.

محاولة إغلاق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى لم تأت سوى بنتائج عكسية ويخترقها الشباب بالتكنولوجيا الحديثة، وهى تسىء إلى وضع مصر عالمياً فى ظروف اقتصادية صعبة ونحن فى أمسّ الحاجة لتحسين صورة النظام وجذب السياح وإعطائهم الطمأنينة.

هناك أعداد من القوى المدنية وراء القضبان الآن فى قضايا معظمها لم تقدم للمحاكمة، والبعض قد تم الحكم عليه. وجود هؤلاء فى السجون الآن يسبب غضباً كبيراً، ومن المفروض أن يجذب النظام هذه المجموعات إلى صفه. وأعتقد أن هذه السياسة لم تحقق المطلوب منها فعدد الغاضبين يزيد والكثيرون يشعرون أن معظم القوى الوطنية السجينة مظلومة وهم لم يكونوا ولن يكونوا أبداً إرهابيين، وقد سجنوا فقط بسبب إبداء الرأى.

أما المجموعة الثانية من ملايين الشباب فتعانى أيضاً من مشاكل اقتصادية رهيبة بسبب الظروف العامة، وفى نفس الوقت معظمهم عنده قدر من التعليم وحب المعرفة، ولذا فهم يشاهدون الآن مظاهر بذخ رهيب موجودة فى الإعلانات وعلى الإنترنت ويشعرون بإحباط شديد بسبب هذه الفجوة الكبيرة فى الدخول بينما الكثير منهم تحت خط الفقر. والأمر الآخر هو رغبتهم فى الاشتراك ولو بالرأى فى مستقبل الوطن، وأصبحت كلمة الديمقراطية، وحرية الرأى، أمرا يستمعون إليه ويقرأون عنه بصفة مستمرة. أما المؤتمرات الشبابية التى يقيمها الرئيس فهى لا تمثل غالبية الشباب.

أكتب هذه المقالة لأننى أعرف الصعوبات والمخاطر الخارجية والداخلية فى الاقتصاد والإرهاب. الظروف العالمية كلها فى علم الغيب ونحن نعرف من التاريخ أن الظروف الشرق أوسطية والعربية يحدث فيها تغييرات سريعة لا نعلم مدى تأثيرها إيجاباً أو سلباً علينا. نحن نريد أن تقوى الجبهة الداخلية بجميع القوى المدنية التى هى قوى وطنية ومن أهم أجنحتها الأقباط المصريون وخاصة الفقراء منهم فى الصعيد الذين يجب أن يشعروا بالطمأنينة والاستقرار، ويجب أن ينفذ القانون بصرامة لمنع الاعتداء عليهم وعلى كنائسهم، وهى أمور أعتقد أنه يمكن وضع حد لها إذا أخذت الأمور بجدية على أنها السياسة العليا للدولة.

لا أحد يريد الفوضى ولا التخريب. القوى المدنية تريد بناء مصر وتريد أن تشارك إيجابياً وعملياً وأن تعطى لها الفرصة فى ذلك. التاريخ علمنا أنه فى وقت الأزمات يجب أن نجمع معنا كل القوى التى يمكن التفاهم معها. وأعتقد أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة، ويجب تشجيع النظام الحاكم على اتخاذها وتبدأ بالإفراج عنهم جميعاً والعفو عن المحكوم عليهم؛ لأن هذه الخطوة هى التى سوف تثبت أقدام النظام وتساعده على حل المشاكل وتمنع أى قلاقل وتجعل الناس أكثر تقبلاً للمصاعب الاقتصادية وتمنع أى ضغوط خارجية على مصر.

قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب مصالحة القوى المدنية الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon