توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو في عُمان

  مصر اليوم -

نتنياهو في عُمان

بقلم - سلمان الدوسري

بعد مرور 24 عاماً على أول زيارة إسرائيلية لسلطنة عمان، قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، فاجأت السلطنة المراقبين، أول من أمس، باستقبال رئيس وزراء إسرائيلي آخر، هو بنيامين نتنياهو، في خطوة أعادت الجدل حول العلاقات العمانية الإسرائيلية، وما يدور عن التطبيع بين الجانبين، ومدى جدواه أساساً للقضية الفلسطينية، وهل من الممكن لهذه الزيارات أن تدفع عملية السلام، وتساهم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، أم أنها ليست أكثر من مكافأة بلا داعٍ للجانب الإسرائيلي الذي يتلقفها بأفضل ما يكون؟ فعلاقة مسقط وتل أبيب قضية جدلية ليست بالجديدة، ما بين موقف براغماتي لسلطنة عمان مع دولة تراها قائمة، سواء قبلنا بذلك أم لا، وما بين رأي آخر يعتبر ذلك خروجاً عن الإجماع في ضرورة التمسك بالمبادرة العربية، وعدم إعطاء إسرائيل الفرصة لاختراق الدول العربية، بالتطبيع معها بلا مقابل.
في الوقت الذي يوجد عرض مطروح على الجانب الإسرائيلي، متمثل في المبادرة العربية التي تتعنّت إسرائيل في قبولها، وبالمقابل تعتبرها الدول العربية الحد الأدنى المقبول للقيام بخطوة التطبيع، فإن هناك من يرى ضرورة القيام بخطوات لتحريك الجمود في هذا الملف، كما سلطنة عمان، حتى ولو كان ذلك على حساب القفز باتجاه التواصل المباشر مع الجانب الإسرائيلي، على غير ما تم الاتفاق عليه في المبادرة العربية، وهي وجهة نظر، وإن اختلفنا معها، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها الدول العربية عما وقعت عليه بنفسها داخل أروقة الجامعة العربية. وفي حالة الاستقبال العماني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وإن كان يحمل معه تحفظات عدة، فإن التسريبات تذهب باتجاه أن تحركات السلطنة جاءت بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن مسقط تعلن ذلك بشكل واضح، وعلى الملأ، باعتبار أن هدفها النهائي هو المضي باتجاه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وهو هدف ترى السلطنة أنه يستحق المجازفة، والتواصل المنفرد مع أعلى المستويات الرسمية الإسرائيلية.
يبقى السؤال: ما الفرق بين التطبيع العماني - الإسرائيلي ونظيره القطري - الإسرائيلي؟! الفرق شاسع، ولكن يمكن تلخيصه بثلاث نقاط جوهرية: أولها أن مسقط لا تمارس التخوين ولا التحريض على غيرها، بينما هي في الوقت ذاته تمد أيديها لإسرائيل، والزيارات بين البلدين لا تنقطع، كما تفعل الدوحة. والنقطة الثانية أن السلطنة رسمت لنفسها نهجاً متفرداً في التعاطي مع القضية الفلسطينية، تحكمه مبادئ المنافع والمصلحة السياسية، وبالتالي تعتبر أن خطها السياسي محكوم باستراتيجيتها، وليس بتناقضات مفضوحة وممجوجة، وتصوير نفسها كداعم لمحور المقاومة لتغطية علاقاتها القوية مع إسرائيل. أما النقطة الثالثة، فإن السلطنة لا تزايد على الدول العربية الأخرى، ولا تهيج شعوبها، ولا تتدخل في قضاياها، ومن ثم تفعل ما تراه يتماشى مع رؤيتها، وتعلن أنها وحدها المسؤولة عن سياستها، ولا ترمي بالتهم - ولو مرة واحدة - على غيرها.
بالطبع، من المبكر الحكم على الخطوة العمانية المفاجئة، واستقبال أكبر مسؤول إسرائيلي، ومدى نجاحها في تحقيق اختراق لجمود عملية السلام في المنطقة، ومع أني أرى أنه ينبغي أن تتم أي تحركات مثل هذه ضمن مبادرة السلام العربية، وليس منفردة، فإن ما يحسب للعمانيين أنهم يقومون بخطواتهم، ويتحملون نتائجها، ويعلنونها على رؤوس الأشهاد، لا ينافقون ولا يتملقون ولا يخونون، والأهم لديهم الشجاعة الكافية لإعلان ما يرونه صحيحاً، حتى وإن كان في جوهره ليس شرطاً أن يكون كذلك.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو في عُمان نتنياهو في عُمان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon