توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدفاع عن القيم... المعركة مستمرة

  مصر اليوم -

الدفاع عن القيم المعركة مستمرة

بقلم - سلمان الدوسري

إلى وقت قريب، وجميع ما يُصدره إلينا الغرب كان مقدساً؛ يتم التسليم بأي فكرة، أو منتج جديد، أو رواية سياسية أو مجتمعية. كان الدافعُ الأكبر للتصديق هو الاعتقادَ بأن الغرب سبقنا إلى العلوم، وأن شعوبه أكثر معرفة وحضارة، وكل ما يأتينا منهم مُختبر ومُجرب وحقيقته مؤكدة. ولكن ما استوعبناه - مؤخراً للأسف - أننا نتوازى مع الغرب في شؤون ونتجاوزه في أخريات، ولهم أسبقية في شؤون بعضها مفيد وأغلبها لا تهمنا. ما يهمنا هو أننا نقف اليوم عند نقطة الندية، لا نستورد إلا ما نحتاج، بطريقتنا وشروطنا... فرض الأفكار، وغير الأفكار، لا يناسبنا، ربما ينجح في أمكنة أخرى. الأمر الأهم، تحديداً هذه الأيام، هو مفهوم القيم؛ فرغم التطور التقني والاستخباراتي والتحليلي لدى الغرب؛ فإن أنظمته السياسية لم تستوعب - حتى الآن على الأقل - فكرة اختلاف القيم من شعب لآخر، وأن ما هو مقبول في مجتمعات محددة يعتبر كارثياً في غيرها، مع الاتفاق أن هناك العديد من القيم المشتركة بين جميع المجتمعات لا أحد يختلف عليها.

يمكن القول إن محاولة تجاهل ثقافة شعوب ودياناتها؛ يرتقي لمرتبة إهانة هذه الشعوب والتقليل منها، قبل أن يكون فرضاً لقيم لا تشبهها ولا تعكس رغباتها وخياراتها. أحسنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالسعودية بإصدارها بياناً مشتركاً مع لجنة مسؤولي الإعلام الإلكتروني بدول مجلس التعاون، لحقتهم إلى ذلك مصر في بيان مستقل، طالبوا فيه منصة «نتفليكس» بإزالة المحتوى المخالف. البيانات جاءت بعدما «لوحظ في الفترة الأخيرة قيام منصة «نتفليكس Netflix» ببث بعض المواد المرئية والمحتوى المخالف لضوابط المحتوى الإعلامي في دول مجلس التعاون، الذي يتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية، وبناءً عليه، تم التواصل مع المنصة لإزالة هذا المحتوى، بما فيه المحتوى الموجه للأطفال، والتأكيد على الالتزام بالأنظمة».ولأن معظم العاملين في الصحافة الغربية لا يعرفون بلداننا ولا ثقافاتنا ولا قيمنا، وإنما يستقون معلوماتهم من مصادر مجهولة ومشبوهة؛ فإنهم دائماً ما يفشلون في التعامل في تشخيص أي قضية لنا أو حولنا. كتبت عدة مصادر صحافية، أغلب كتابها لم يسبق لهم أن زاروا الشرق الأوسط، كتبوا عن البيانات أعلاه بطريقة سطحية، وكأنما يتعاملون مع فكرة حديثة لم تجد قبول، متجاهلين أن فكرة الشذوذ التي تروج لها «نتفليكس»، كما العديد من المنصات الإعلامية والمنظمات الغربية والأنظمة السياسية، لا تتعارض مع ديننا وقيمنا وفلسفتنا وطريقتنا في العيش فحسب؛ بل تنبذها الفطرة السوية وتلفظها كامل الأديان السماوية بما فيها المسيحية واليهودية، هذا يعني أنه لا يصح تقديم هذا الرفض بأنه اختلاف وجهات نظر أو نسبية في تفهم الأمور.

الشيء الأكيد أن ما يحدث ليس مجرد اجتهادات تقوم بها منظمات وأشخاص، وإنما مشروع تدعمه أنظمة سياسية غربية، بكل ما أوتيت من قوة وطرق ووسائل، مباشرة وغير مباشرة، جدية وهزلية، باسم الحقوق والرياضة والترفيه والرأي والصحافة، وأقنعة كثيرة. وكأحد أهم الدلائل على ما أقول، ما حدث في الأيام القليلة الماضية، عندما قررت شركة «بيكر مكنزي» إنهاء شراكتها مع شريكها في الإمارات «حبيب الملا» بسبب تغريداته المناهضة للشذوذ. أتمنى أن يكون لدينا مشروع يقوده تحالف من دول عربية وإسلامية، بالتنسيق مع دول كبرى أخرى تُشاركنا معارك الدفاع عن القيم الإنسانية والفطرة السوية؛ بغية التصدي للمشروع الغربي المشبوه، وأن يتم نقل ذلك لأروقة الأمم المتحدة، ليعرف الغرب أن خياراتهم الشاذة لا تناسبنا أبداً، ولن يتم قبولها أبداً سواء من الحكومات أو الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدفاع عن القيم المعركة مستمرة الدفاع عن القيم المعركة مستمرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon