تتجه عمليات التحالف العربي في اليمن، التي تقودها المملكة العربية السعودية، بمشاركة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تحريرها من ميليشيا إيران، نحو نقطة تحول مهمة بعد تحرير مطار الحديدة، وحصار مينائها.
وأعرب وسطاء دوليون ودبلوماسيون رفيعو المستوى عن أملهم في التوصل إلى اتفاق يتم التفاوض عليه مع المتمردين الحوثيين، يهدف إلى تسليم المدينة ومينائها إلى الحكومة اليمنية الشرعية، ما قد يخفف الضغط على المدينة.
ومنذ العام 2015، بدأ التحالف العربي عملياته في اليمن، بطلب من الحكومة الشرعية، بهدف تحرير اليمن من الانقلابيين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء بدعم من نظام إيران.
لكن الحرب ازدادت ضراوة بعد أن قتل الحوثيون حليفهم الرئيسي، الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تراجع عن دعمهم. وأعرب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، في بيان له عن ثقته من أن الأطراف المعنيين يستطيعون التوصل إلى اتفاق لتجنب أي تصعيد للقتال في الحديدة.
وأعرب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، عن أمله في التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن الخطة التي يبدو أن الحوثيين مستعدين لقبولها - من أجل مراقبة الأمم المتحدة للميناء - ليست كافية، وأن االتحالف العربي يريد الانسحاب الكامل لميليشيا الحوثي من المدينة.
لقد تعثرت جهود الوساطة في السابق بسبب التباين في وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة، وتعنت الحوثيين وتهربهم من الالتزامات، فعلى سبيل المثال فإن الهدنة التي بدت قريبة في صنعاء قبل عدة أشهر، تعثرت بعد أن رفض الحوثيون مطالب قوات التحالف بتسليم أسلحتهم الثقيلة. واعتبرت معركة الحديدة واحدة من أهم الحروب التي دامت ثلاث سنوات.
وتحركت قوات التحالف العربي لتحرير هذه المدينة الساحلية، على أمل إنهاء الصراع الذي طال أمده. وأخيرا حررت قوات التحالف التي تقودها السعودية مطار الحديدة، مما دفع الحوثيين إلى الانسحاب إلى التراجع نحو وسط المدينة.
وفيما أشار معالي أنور قرقاش إلى أنه لا يستبعد تحرك قوات التحالف العربي نحو وسط المدينة لاحقاً، أكد أن عمليات التحرير الجارية تستهدف ضمان حماية المدنيين في المقام الأول، وقال: «نحن لا نريد التسبب بخسائر بين المدنيين من خلال القتال في الشوارع أو المنازل». والميناء هو نقطة العبور الرئيسية للمنظمات غير الحكومية التي تجلب الغذاء والمساعدات الأخرى إلى البلد الذي عانى الكثير بسبب انقلاب الحوثيين.
وأعرب معالي قرقاش عن شعوره بأن تحرير الحديدة سيقلل من أمد الحرب في اليمن.
وفي تبريره للتقدم نحو الحديدة. أوضح معالي أنور قرقاش أن تحرير مطار الحديدة تسبب بكسر الجمود في الحرب ضد الحوثيين وقال إنه إذا تمكنت الأمم المتحدة من التوصل إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين الحوثيين من الحديدة، فإنها ستضع الأساس لحل سياسي أوسع نطاقاً في أجزاء أخرى من اليمن.
ويرى المسؤولون السعوديون أن وضع قوات التحالف العربي أصبح أقوى في اليمن عقب تحرير مطار الحديدة، ويصرون على أنه إذا استمروا في الضغط في هذا الاتجاه، فإنه سيحدث انشقاق في أوساط الحوثيين.
الهزائم في الحديدة ربما ستدفع الحوثيين للموافقة على شروط قوات التحالف لوقف القتال والدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب التي تستمر في إطالة معاناة المدنيين.
نقلا عن البيان الاماراتية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع