توقيت القاهرة المحلي 20:52:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نادر نور الدين محمد أزمة أسعار الخضروات والأرز وأخطاء التعامل

  مصر اليوم -

نادر نور الدين محمد أزمة أسعار الخضروات والأرز وأخطاء التعامل

بقلم - نادر نور الدين محمد

تزرع البطاطس فى مصر فى نحو 200 – 220 ألف فدان سنويا تنتج أكثر من 2 مليون طن تكفى استهلاكنا المحلى مع توافر نحو نصف مليون طن منها للتصدير. البطاطس من المحاصيل قليلة المكوث فى التربة ويتم حصادها خلال 100-120 يوما. فى العام قبل الماضى تراجعت الصادرات بشدة رغم زيادة المساحة المزروعة بالبطاطس فباع المزارعون محصولهم بنحو 900 جنيه للطن وتعرضوا لخسائر فادحة. أدت هذه الخسارة إلى إقلاع الكثيرون عن زراعة البطاطس هذا العام فتراجع معها المحصول وباع المزارعون الطن بنحو ثلاثة آلاف جنيه. ورغم انخفاض المحصول هذا العام زادت صادراتنا من البطاطس وتجاوزت النصف مليون طن، وهى عادة ما تتراوح بين 250 و400 ألف طن، وكان من المفترض التعاون بين وزارتى الزراعة والتجارة بألا يتم السماح بتصدير أكثر من 300 ألف طن فقط هذا العام لتوفير احتياجات السوق المحلية بسعر يتراوح بين ستة وتسعة جنيهات ولكننا اعتبرنا أن زيادة الصادرات إنجاز كبير.

نفس الأمر تكرر أيضا مع محصولى الطماطم والبصل، وتعتبر الطماطم هى المحصول الوحيد المبرر ارتفاع أسعاره هذا العام بسبب أزمة التقاوى المفيرسة والتى أطاحت بمحصول نحو 60 ألف فدان، وعموما لم تتجاوز أسعار الطماطم الجنيهات العشر وهذا مقبول نسبيا فى ظل أزمة التقاوى وتراجع الإنتاج. وعلى عكس الطماطم فإن البصل والذى وصل سعره إلى عشرة جنيهات للكجم فهو غير مبرر زيادة أسعاره، لأن التجار اشتروه من المزارعين بسعر جنيه واحد فى أول الموسم وجنيهين للمخزونة والمكمورة فى وسط الموسم، وبالتالى فإن السعر العادل لها لا ينبغى أن يتجاوز خمسة جنيهات.

أما الأرز فقد حذرنا من تقليص مساحات زراعته بحجة ارتفاع استهلاكه للمياه، لأن هذه المياه فى مكانها اقتصاديا وتقدم خدمة كبيرة للفلاح ولغسيل أراضى الدلتا وأيضا فإن عائد المتر المكعب من زراعة الأرز عشرة جنيهات مقارنة بأربعة جنيهات فقط عائد زراعة القمح وأننا نستورد طن القمح بنحو 200 دولار بينما نستورد طن الأرز ما بين 600 و700 دولار للطن.

ولأن الدولة قررت عدم تطبيق التسعيرة الجبرية وترك الأمر لآليات العرض والطلب واتباع تعليمات البنك الدولى بعدم التدخل الحكومى فى تسعير المنتجات الغذائية بما يسبب تشوهات سعرية فإن التعامل مع أزمات ارتفاع أسعار البطاطس والبصل والطماطم والأرز لم يكن على المستوى المأمول القانونى والدولى.

فإذا نظرنا إلى محصول البطاطس والذى ينتهى إنتاج محصوله فى شهر مايو من كل كام، وبالتالى فإن الأسواق تعيش ستة أشهر على السحب من المخزون فى الثلاجات حتى شهر ديسمبر من كل عام. هذه الثلاجات تتكلف كهرباء وعمالة ومطهرات وإيجار فيكون السعر العادل للبطاطس فى نهايات الموسم لهذا العام ما بين 9 و10 جنيهات. وكان ينبغى لأجهزة وزارة التموين الدخول فى مفاوضات مع الغرفة التجارية والوصول معها إلى السعر العادل الذى لا ينبغى أن يتجاوز عشرة جنيهات فى البطاطس وسبعة فى الطماطم وخمسة فى البصل وعشرة فى الأرز. وفى حال فشل المفاوضات تتم إحالة الأمر إلى جهاز منع الاحتكار للتقدم ببلاغ إلى النائب العام واستصدار أمر قضائى بمصادرة المخزون بعد إثبات كافة جريمة الاحتكار وبذلك نكون قد اتبعنا الطرق القانونية.

وهنا ينبغى لوزارة الزراعة بالاشتراك مع وزارة التخطيط وضع المساحات اللازمة لزراعات البطاطس والبصل والأرز والطماطم، والتى ينبغى زراعتها كل عام مع تحديد الكميات المسموح بتصديرها من كل محصول بناء على احتياجات الأسواق المحلية وعدم ارتفاع أسعارها فوق طاقة المواطنين، وفى نفس الوقت نتجنب القضايا العديدة التى يمكن أن ترفع على مصر بسبب إلغاء عقود التصدير بما يكلفنا الكثير.

وفى النهاية أتساءل عن أسباب إغلاق وزارة التموين لأقسام الخضروات والفاكهة فى مجمعات الدولة وهل استغل التجار هذا الأمر؟!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادر نور الدين محمد أزمة أسعار الخضروات والأرز وأخطاء التعامل نادر نور الدين محمد أزمة أسعار الخضروات والأرز وأخطاء التعامل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:30 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
  مصر اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon