توقيت القاهرة المحلي 18:56:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية

  مصر اليوم -

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية

بقلم - نادر نور الدين محمد

بنت إثيوبيا سدها العملاق على النيل الأزرق لاعتبارين، الأول سياسى والثانى اقتصادى. السياسى يتمثل فى البحث عن السيادة على دول شرق أفريقيا طالما أنها تتحكم فى حجم المياه، التى تضخها لكل دولة، وحاول السودان مساعدتها فى الترويج لذلك على حساب مصر ثم البحث عن السيادة الأفريقية بتواجدها ووساطتها فى المشاكل بين دول القارة، وهو أمر قد يكون بعيدا لضعف الاقتصاد الإثيوبى وعدم وجود الزعيم القدوة القادر على تجميع الدول الأفريقية حول مصالحها الاقتصادية والتصدى للتغلغل الأجنبى المستنزف لخيرات القارة تحت زعم الاستثمار الزراعى والتعدينى، نهبا لخيرات القارة.

الأمر الاقتصادى يتعلق بحلم إثيوبيا بأن تكون مركزا للطاقة النظيفة فى شرق أفريقيا وتقوم بتصديرها إلى دور الجوار، معتمدة على حسابات أعدتها منذ عشر سنوات بأن تكون مصر هى المشترى الأكبر للكهرباء المزمع توليدها من سد النهضة وربطها لحصول مصر على المياه بذلك بتصميمها للسد، بحيث لن تخرج المياه إلا من خلال فتحات توربينات توليد الكهرباء الست عشرة، وبالتالى فإن عدم وجود مشتر للكهرباء يعنى تشغيل نصف التوربينات أو ثلثها، وبالتالى تقل كميات المياه الخارجة. هذا الأمر بسبب القدرة الشرائية والاحتياجية الضعيفة لكل من السودان وجنوب السودان على شراء كهرباء إثيوبيا.

التوسع الضخم، الذى قامت به مصر خلال السنوات الأربع الماضية فى إقامة محطات توليد الكهرباء، محققة الاكتفاء الذاتى من الكهرباء وأيضا فائضا تصديريا يصدر إلى السودان والسعودية قد يكون سببا فى انهيار الجدوى الاقتصادية لبيع كهرباء سد النهضة ومعها أيضا أحلام تصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا عبر مصر، حيث لم يعد لمصر مصلحة فى شراء الكهرباء الإثيوبية، وبالتالى فإن رسوم مرور الكهرباء فى الشبكة المصرية عند التصدير لأوروبا بالإضافة إلى الفاقد فى النقل عبر المسافة الطويلة من إثيوبيا إلى أوروبا ستكون داعيا جديدا لانهيار الجدوى الاقتصادية لسد النهضة ومعه مستقبل بناء السدود النهرية فى إثيوبيا. لن يتبقى لإثيوبيا إلا التفكير فى نقل الكهرباء داخليا إلى شعبها وهى التى تعمدت إقامة السد ومحطته الكهربية، بعيدا وعلى حدودها مع السودان بدلا من إقامة سدود صغيرة ومتفرقة وموزعة على طول النهر لتكون قريبة من التجمعات السكانية المتفرقة فى المدن والمرتفعات، وبالتالى فعليها إقامة شبكة ضغط عال عملاقة لنقل الكهرباء لمسافة 900 كم من سد النهضة وحتى العاصمة أديس أبابا والمدن المحيطة ببحيرة تانا وغيرها من مدن الريف الإثيوبى، ولو أرادت تصديرها إلى جارتها الشرقية دولة جيبوتى فعليها إضافة نحو 900 كم أخرى، أو إلى إريتريا فعليها إضافة أكثر من 700 كم أخرى من خطوط الضغط العالى داخل إثيوبيا لن تتكلف أقل من ثلاثة مليارات دولار تضاف إلى الخمسة مليارات ونصف المليار تكاليف إنشاء سد النهضة وتوربيناته من أجل أن تبيع الكهرباء المولدة بسعر يتراوح بين 8 – 12 سنتا أمريكيا للكيلوات/ ساعة بدون أى جدوى اقتصادية، سواء فورية أو على خمسين عاما قادمة. نفس هذه المسافات وأكثر ستجدها إثيوبيا إذا ما فكرت فى نقل كهرباء سد النهضة عبر خطوط الضغط العالى جنوبا عبر السودان الجنوبى بأراضيه الوعرة الغاطسة فى المستنقعات لتبيع الكهرباء إلى تنزانيا وأوغندا وكينيا وبالتالى فالأمر يحتاج من إثيوبيا إلى مراجعة شاملة فى جدوى وجود هذا السد الضخم وإذا ما كانت المتغيرات الاقتصادية تدفعها إلى تخفيض ارتفاعات السد الرئيسى والسد الفرعى إلى النصف وتقليل سعة تخزين المياه أيضا إلى النصف حفاظا على الاستقرار السياسى فى شرق أفريقيا وعدم إثارة المشاكل المائية مع مصر والسودان، والبحث عن توليد الكهرباء داخليا للشعب الإثيوبى عبر التوليد بالرياح أو بحرارة جوف الأرض والطاقة الشمسية أو حتى بالسدود الصغيرة المماثلة لسد تاكيزى بتخزين لا يزيد على 10 مليارات م3 أو ربما بالاعتماد على الانحدار الكبير للنيل الأزرق بما لا يستدعى وجود بحيرات تخزين للسدود الصغيرة فالانحدار من منبع النيل الأزرق فى بحيرة تانا عند منسوب 1830 م فوق مستوى سطح البحر، إلى مستوى 600 متر فقط عند الحدود السودانية يسمح بتوليد الكهرباء اعتمادا على الانحدار دون وجود سدود كبيرة مثلما هو الحال فى التقنيات والسدود اليابانية.

أستاذ الموارد المائية والأراضى

بجامعة القاهرة

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية مشاكل سد النهضة وانهيار جدواه الاقتصادية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon