بقلم - أحمد البري
استوقفتني الطريقة التي تعالج بها جنوب إفريقيا الأزمة الحادة في المياه، وهي الأزمة التي ظهرت منذ شهور في كيب تاون أكبر مدنها، حيث أعلنت الحكومة عن "اليوم صفر"، وهي اللحظة التي سيتم عندها إغلاق صنابير المياه في كيب تاون، وإرسال الناس إلى مراكز جمع المياه.
وراح الكثيرون يلتقطون المياه المتساقطة ويعيدون استخدامها، مع تدوير مياه الغسالات، وأدت هذه الإجراءات إلى تراجع استخدام كيب تاون للمياه من 600 مليون لتر يوميا في منتصف العام الماضي إلى 505 ملايين لتر في نهاية الشهر الماضي، ومازالت هناك حاجة للتخفيض إلى 450 مليون لتر، ولولا ذلك لأصبح "اليوم صفر" حقيقة.
ومن خلال هذه القضية المهمة التي مازالت جنوب أفريقيا تبحث لها عن حل، نرصد الملاحظات الآتية:
ـ من أجل استخدام أقل للمياه، يجب اللجوء إلى ابتكارات الري في الزراعة، كالري بالرش، وخلافه، وتنويع مصادر إمدادات المياه.
ـ صيانة المراحيض التي تتدفق منها المياه دون أدنى اهتمام، وتجريم غسل السيارات، وأيضًا رش الشوارع بمياه الشرب.
ـ بناء سدود وخزانات لتجميع المياه وتخزينها، ونشر الوعي بين الناس وتعريفهم بكيفية استخدامها بالشكل الصحيح عن طريق عقد الدورات وتوزيع النشرات عليهم.
ـ إصلاح أي أعطال أو تسريب في شبكات المياه سريعًا، ومعالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة الاستخدام في مجالات الزراعة والصناعة.
ـ بناء الآبار الارتوازية لتجميع مياه الأمطار، واستخدام تقنيات الحصاد المائي المتعددة لتجميعها، وسن قوانين لحماية المياه من التلوث، وتغريم كل من يتسبب في تلويثها واستنزافها.
ـ استخدام الصنبور عند الاستحمام بدلاً من "البانيو"، وفتحه عند الحاجة فقط وإعادة غلقه وتجنب استخدام "البانيو" الذي يستهلك 140 لترًا في المرة الواحدة.
ـ عدم غسل السجاد بواسطة خراطيم المياه، وأن يتم ذلك بواسطة الآلات أو الشركات المختصة بذلك.
ـ مراقبة طريقة استخدام الأطفال لصنابير المياه وحثهم للحفاظ عليها وعدم الاستهتار بها.
ـ غسل الخضراوات والفواكه داخل إناء مملوء بالمياه وليس تحت الصنبور.
إن قضية تناقص المياه صارت من أهم القضايا التي يجب أن نوليها الاهتمام الكافي كي لا نصل إلى ما وصلت إليه "كيب تاون" بجنوب إفريقيا.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع